(العربية) أمريكا وراء تنامي الإرهاب في العالم

لا تزال السياسات الأمريكية تعتمد على افتعال الأزمات في العالم لكي تمثل دور الإطفائي، وتقطف ثمار ذلك وجوداً عسكرياً مباشراً وهيمنة سياسية واقتصادية…

لا بل أكثر من ذلك فقد انتقلت الإدارة الأمريكية من حالة افتعال الأزمات إلى مرحلة التدخل العسكري والاحتلال المباشر، وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة.. حيث كانت البداية في حرب ما سُمي بتحرير الكويت، ومن ثم غزو أفغانستان في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول… وكذلك احتلال العراق في آذار 2003 وضرب ليبيا مع حلف الـ «ناتو» في 2011 والسكوت عما يفعله حلفاؤها منذ ما يزيد على أربع سنوات لإضعاف الدولة السورية، وتوطين الإرهاب فوق أراضيها.

لقد أكد مسؤولون عسكريون روس قبل يومين أن واشنطن وراء تأجيج الصراعات في العالم وهي المسؤولة عن كل ما حدث في أوكرانيا كما أنها قامت بنشر مئات المظليين الأمريكيين بحجة تدريب الحرس الوطني الأوكراني وعملت أمريكا مع حلفائها على استخدام القوة العسكرية ضد أطراف أخرى أكثر من خمسين مرة في العقد الأخير من هذا القرن وفق ما ذكره مدير دائرة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية مؤخراً وفي مؤتمر علني أقيم بمناسبة ذكرى الانتصار على النازية, وما أشار له الروس يشير إليه جميع السياسيين والعسكريين الحياديين في العالم، كما تؤكده وسائل الإعلام الغربية.

إن هذه السياسات الأمريكية العدوانية هي التي تقدم الغطاء والدعم لكل الدول التي تشارك في العدوان على سورية والعراق واليمن وغيرها، وتغمض العين عن مخالفة السعودية وبعض دول الخليج وعن حكومة العدالة والتنمية وعن «إسرائيل» للقرارات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب وعن دعم تلك الأطراف لإرهابيي «جبهة النصرة وجيش الإسلام وداعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تمارس أبشع أنواع الجرائم في سورية والعراق واليمن.

إن سورية تعرف حجم هذا العدوان وحجم الأطراف التي تشارك فيه وحقيقة الدور الأمريكي ومع ذلك فإنها تخوض معركة الشرف لحماية شعبها ولتسهم في اجتثاث الإرهاب الذي بات يهدد العالم، مع ثقتها الأكيدة بأن وجود المسلحين أو دخولهم إلى أي موقع لن يكون إلا وجوداً مؤقتاً وسيتم اجتثاثهم كما تم اجتثاثهم من أحياء حمص القديمة ومن القصير ومن عشرات المدن والقرى في القلمون، وفي الحسكة ودير الزور ودرعا وغيرها.

إن اجتثاث الإرهاب هو مسؤولية دولية والنجاح في هذه المهمة يحتاج تعاوناً دولياً وإلى قطع الأيدي التي تدعمه في السر والعلن.

(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 27/4/2015)