(العربية) مفتي الجمهورية: أصحاب مشاريع التقسيم يحاولون إشعال الحروب الدينية والمذهبية.. الفساد لا يقل جرما عن العمالة للخارج

   stiri5دعا سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية المعلمين إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية لبناء الإنسان في سورية المتجددة بالتركيز على الأخلاق التي دعت إليها الرسالات السماوية وإعطاء الأولوية للتربية باعتبارها روح العملية التعليمية.

وأشار المفتي حسون خلال لقائه أمس كوادر الجهاز التربوي بمحافظة طرطوس إلى أهمية دور المعلمين بوصفهم حاملي رسالة التعليم وصنع الإنسان وبناء الأجيال في مرحلة تقف فيها سورية عند مفصل جديد في التاريخ الإنساني صامدة في وجه مشروع تقسيمها ووفية لمكانتها كمهد للحضارات انصهرت فيه رسالات السماء.

ولفت الدكتور حسون إلى أن الخطاب التربوي أحوج ما يكون اليوم إلى أسلوب ومضمون يدعو إلى الحب ويعطي أبناءنا مناعة الأمة الواحدة في إنسانيتها والمتنوعة في فكرها والصوفية في قلبها بحيث يتشاركون في بناء بلدهم وتوحدهم المحن ولا تمزقهم الطوائف داعيا إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة الآثار الفكرية والثقافية والاقتصادية والتربوية للأزمة الراهنة.

وأشار المفتي العام للجمهورية إلى أن الشعب السوري استطاع الصمود في وجه المؤامرة بفضل تكاتف أبنائه وتعاليهم عن الجراح واحتضان بعضهم بعضا وإفشال ما خطط له أعداء سورية مبينا أن أصحاب مشاريع التقسيم يحاولون إشعال الحروب الدينية والمذهبية وزرع بذور التقسيم وصولا إلى تورط بعض الدول في مقولات “بلدي أولا” إلى جانب التفجيرات التي ارتكبها في عدد من دول العالم أفراد ينتمون أصلا إلى بلدان مدعومة من الغرب فكرا وسياسة.

وخلال لقائه الكوادر الإدارية وممثلي النقابات المهنية في المحافظة أكد المفتي العام للجمهورية أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق الإداريين وأرباب العمل في استثمار جميع الطاقات والجهود للحفاظ على سير العمل واختيار الأكفأ والأعدل ومواجهة الفساد الذي لا يقل جرما بحق الوطن عن العمالة للخارج.

ولفت الدكتور حسون إلى أن سورية حققت في السنوات الأخيرة نهضة اقتصادية وتعليمية مهمة إلا أنها فوجئت بالهجمة الشرسة التي استهدفت اقتصادها وتسببت بظهور طبقية من شأنها تدمير القيم الاجتماعية والدينية داعيا إلى الاستفادة من ظروف الأمن والأمان في العديد من المناطق وتسخير الخبرات الموجودة فيها ولا سيما من خلال جذب أبناء المحافظات الوافدين إليها والقيام بمشاريع تنموية فيها.

وفي حفل تكريم لذوي 64 شهيدا من الطبقة العاملة أقامه اتحاد عمال طرطوس وندوة بعنوان “قراءة في المشهد السياسي السوري” أشار المفتي حسون إلى أن السوريين يكرمون شهداءهم في حزن لفراقهم وفرح في الوقت نفسه لصمود سورية في وجه 83 دولة أرادت لها أن تبقى في فوضى بلا ربان يقودها وأن تكون ممزقة.

من جهته بين محافظ طرطوس نزار اسماعيل موسى أن السوريين بأمس الحاجة إلى استعادة الروح الواحدة بجهود المعلمين بناة الأجيال والعقول وأصحاب الفكر من خلال تلاقيهم مع رجال الدين أصحاب الدعوة الوطنية الصادقة إلى جوهر الأديان في المحبة والتسامح والغفران.

ولفت أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي غسان أسعد إلى أهمية إعادة العملية التربوية إلى مسارها الصحيح عبر عطاء غير محدود لما فيه خير الوطن والإنسان مبينا أن الدين جاء لخدمة البشر ولا يمكنه القيام بهذا الدور دون توظيف التربية لتحقيق هذا الهدف.

وبين المستشار في رئاسة مجلس الوزراء الدكتور عبد القادر عزوز خلال الندوة أهمية مواساة ذوي الشهداء والوقوف إلى جانبهم والتعبير عن التقدير والعرفان لهم ولأبنائهم الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن واستقراره.

وقال عزوز إن المشاركة في مؤتمر جنيف نهج للحكومة السورية تصر عليه إيمانا منها بأن يكون الحوار السبيل الأنجح من خلال إدارة الشأن السياسي حيث أن المؤتمر محصلة جملة من المعطيات المحلية والدولية والإقليمية.

بدوره أشار رئيس اتحاد العمال بالمحافظة علي اسماعيل إلى أن العمال لعبوا دورا وطنيا مميزا في مجابهة المؤامرة والحرب الكونية لتدمير الدولة السورية وتفتيت شعبها وأرضها فأصروا على متابعة العمل بقوة وعزم رغم التهديدات والأخطار لاستمرار عجلة الحياة اليومية وتأمين الخدمات والمستلزمات الضرورية للمواطنين مبينا أن الطبقة العاملة قدمت 3 آلاف شهيد على خطوط العمل والإنتاج.

                                                                           (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 11/11/2013)