(العربية) برلمانيون وباحثون روس: المقاومة السورية للهيمنة الأمريكية جزء من المقاومة العالمية من أجل الحرية

clip_image002

أكد عدد من البرلمانيين والباحثين السياسيين الروس أن العائق الأساسي أمام انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية «جنيف2» يتمثل في التعنت والشروط المسبقة التي يتقدم بها من يسمون أنفسهم «ممثلي المعارضة السورية» بتحريض وإيعاز ممن يقف وراءهم ويدعمهم في الخارج.

وأوضح الباحثون والمحللون في مداخلات قدموها خلال طاولة مستديرة نظمتها الجمعية الروسية لمكافحة العولمة في موسكو أن الشروط المسبقة التي يتقدم بها هؤلاء «المعارضون» تتناقض مع المبادرة الروسية ـ الأمريكية والاتفاقات السابقة حول عقد مؤتمر «جنيف2» وتهدف إلى إحباطه، لافتين إلى أن موقف الولايات المتحدة يظهر أنها لا تفي بتعهداتها بممارسة التأثير اللازم على بعضهم للقبول بالحل السلمي السياسي للأزمة في سورية أو أنها غير قادرة على ممارسة مثل هذا التأثير بالأساس.

وقال يفغيني فيودوروف عضو مجلس الدوما الروسي في حديث لمراسل «سانا» على هامش طاولة البحث: من الواضح تماماً أن الأحداث الجارية في سورية لا تقتصر عليها وحدها بل ترتبط أيضاً بمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة عالم إمبريالي الصبغة وأحادي القطب انطلاقاً من مفهوم أن العالم كله ينقسم إلى قسمين هما الولايات المتحدة نفسها والبلدان السائرة في ركبها من جهة وبقية بلدان العالم التي يجب أن تكون مستعمرات تابعة لهم من جهة أخرى.

وتابع النائب الروسي: إنهم يعتبرون أن صمود سورية يمس أمن الولايات المتحدة بصورة مباشرة لأنهم إذا فشلوا في تحطيم المقاومة السورية فهذا سيضعف من هيبة الإمبراطورية الأمريكية في العالم وستبدأ بلدان أخرى بعدم الانصياع للأوامر الأمريكية، مؤكداً أن هذا الصمود يعتبر العامل الأساسي لدحر العالم أحادي القطب أي العالم الاستعماري الظالم الذي يحاول تثبيت قواعده.

وأكد فيودوروف أن المقاومة السورية لمحاولات فرض الهيمنة الأمريكية هي جزء من المقاومة العالمية الشاملة ومن الطبيعي أن تحظى سورية بالدعم والمؤازرة من جميع الدول المحبة للحرية، لافتاً إلى أن سورية تقاوم الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها المتمثلة اليوم بتنظيم «القاعدة» الإرهابي بعد أن ظهر أن هذا التنظيم يعتبر بنية عسكرية أمريكية غير نظامية أي بنية مؤلفة ليس من الجنود الأمريكيين، حيث يشرف خبراء عسكريون أمريكيون على إدارة هذا التنظيم وهو ما تجلى بشكل واضح عندما أنشأت واشنطن تنظيم «القاعدة» لمحاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

وقال فيودوروف: هذه البنية القتالية الأمريكية المغلفة بتسمية «القاعدة» دخلت اليوم الأراضي السورية وتقوم بحرب استعمارية عقابية ضدها كما فعلت سابقاً في ليبيا ويوغسلافيا والعراق وعشرات الدول الأخرى ما يعني أن هذه الحرب هي بين سورية وأمريكا وليست بأي حال من الأحوال حرباً بين السوريين أنفسهم كما أن هذه الحرب ستنتقل بعد سورية إلى إيران وروسيا والصين.

واعتبر ألكسندر أيونوف رئيس المنظمة الروسية لمناهضة العولمة أن اهتمام ممثلي القوى الوطنية والأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية والشبابية الروسية منصب اليوم على آفاق انعقاد مؤتمر «جنيف2» حول سورية وكذلك على سبل حل الأزمة فيها في ظل ما ظهر على الحلبة الجيوسياسية العالمية من أدوار للاعبين إقليميين لا يكرسون جهودهم لمصلحة بلدان المنطقة وشعوبها بل يسعون لإشاعة الفوضى والتطرف الديني في الشرق الأوسط وعلى رأسهم السعودية التي تشكل أحد المراكز العالمية لرعاية الإرهاب وازدياد خطره ليس على بلدان الشرق الأوسط فحسب بل على روسيا نفسها أيضاً.

وأكد أيونوف أن كميات كبيرة من المطبوعات والمنشورات المحرضة على التطرف تأتي إلى روسيا من السعودية بالذات ونحن نذكر جيداً الدور السيئ جداً الذي لعبته السعودية في أحداث الشيشان في التسعينيات من القرن الماضي.

بدوره قال أندريه كوفالينكو رئيس منظمة الشبيبة الاوروآسيوية في روسيا: ليس من الضروري أن يكون المرء محلّلاً سياسياً ليفهم أن الرفض من بعض مما يسمى «المعارضة السورية» للمشاركة في مؤتمر «جنيف2» ليس من اختراع هذه المعارضة بالذات بل هو بتحريض ممن يقف وراءها ويوعز لها برفض المشاركة في المؤتمر، مشيراً إلى عدم جدوى إجراء محادثات مع هذه الجهات التي لا تملك حرية الرأي واتخاذ القرار.

ونصح كوفالينكو بالتحدث مع أسياد هؤلاء وهم الأمريكيون والسعوديون وإقناعهم بعدم جدوى التقدم بشروط تعجيزية مسبقة موجهة لإحباط انعقاد مؤتمر «جنيف2».

وشدّد المحلل السياسي سعيد غفوروف على ضرورة إبراز وحدة المواقف بين الحكومة والأحزاب المعارضة في روسيا الاتحادية إزاء الأزمة في سورية حيث تساند الحكومة والمعارضة سورية في نضالها ضد الإرهاب وهذا أمر في غاية الأهمية.

وأعرب غفوروف عن الأمل بنجاح مؤتمر «جنيف2»، منوّهاً بموقف الحكومة السورية المصر على الحل السياسي والحوار الوطني والذي أثبتته التحضيرات لعقد هذا المؤتمر.

ولفت غفوروف إلى أن السعودية وقطر لا ترغبان في نجاح المؤتمر ولذلك لا تسمحان لأتباعهما في المعارضة الخارجية بالانخراط في العملية السياسية والذهاب إلى «جنيف2»…

                                                                                                          (المصدر: صحيفة تشرين بتاريخ  12/11/2013)