(العربية) • المتطرفون الإسلاميون التابعون لتنظيم القاعدة يفرضون الشريعة الإسلامية في شمال سورية، ويقومون بتعذيب الأطفال وينفذون إحكام إعدام علني بحق البالغين.

أشار تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية إلى أن مجموعة إسلامية متشددة تقاتل ضد الحكومة السورية تطبق الشريعة الإسلامية في شمال سوريا، وترتكب أعمالاً بربرية بحق الأطفال، حيث تقوم بجلدهم لارتكابهم مخالفات بسيطة، وكذلك بحق الكبار، فقد أعدمت البعض منهم في الأماكن العامة. هذا وتسيطر الدولة الإسلامية في العراق والشام ( ISIS ) على جزء كبير من الشمال السوري، بما في ذلك مناطق بحلب كبرى مدن الشمال.

وبينت منظمة حقوق الإنسان في تقرير لها أن الدولة الإسلامية في العراق والشام أنشأت ما لا يقل عن سبعة سجون في المنطقة، وسجنت أطفالا تبدأ أعمارهم من سن الثماني سنوات، وقامت بجلد الشباب، وتنفيذ إعدامات علنية بحق البعض منهم بناء على محاكمات صورية لا تزيد مدتها على عدة دقائق.

هذا وتستخدم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( ISIS )، المعروفة سابقا باسم تنظيم القاعدة في العراق، في السجون التي أنشأتها في حلب والرقة، أشكالاً متنوعة من أنواع التعذيب، بما في ذلك الصعق بالصدمات الكهربائية والجلد بالخراطيم المطاطية.

ووفقا لمنظمة العفو الدولية، كان على أب أن يتحمل صرخات ألم ابنه البالغ من العمر 13 عاما أثناء تعرضه للتعذيب على أيدي أفراد الدولة الإسلامية في العراق والشام ( ISIS ) في غرفة مجاورة لغرفة التعذيب. وروى سجناء آخرين شهادات بجلد طفل يبلغ من العمر 14 عاما بمئة جلدة خلال استجوابه في منطقة سد البعث حيث يوجد مركز اعتقال تابع لهؤلاء المتطرفين الإسلاميين.

كذلك قامت هذه الجماعة بجلد طفل آخر متهم بسرقة دراجة نارية بـ 30-40 جلدة يوميا ولأيام عديدة. وإضافة إلى المتهمين بالسرقة أو أعمال مماثلة يتواجد في تلك السجون الإرهابية العديد من السوريين المتهمين بارتكاب “جرائم ضد الإسلام ” وهي تشمل أي شيء بدءا بالتدخين أو الألبسة غير اللائقة، وتصل حتى تهم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج. كما تم القبض على آخرين لأنهم اعترضوا على قادة الدولة الإسلامية في العراق والشام.

هذا ويشتبه بأن التنظيم خطف العديد من الأجانب، بمن فيهم صحفيين كانوا ينقلون الأحداث في سورية. كما يقوم التنظيم بتنفيذ إعدامات علنية بناء على محاكمات شرعية.

وقال مدير منظمة العفو الدولية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيليب لوثر “يعاني الآن سكان الرقة وحلب والذين ادعوا أنهم كانوا ضحايا استبداد الحكومات السورية السابقة، من استبداد تفرضه الدولة الإسلامية في العراق والشام وأصبح الاعتقال التعسفي والتعذيب والإعدام جزءا من الروتين اليومي”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد حذر في أواخر شهر أيلول الماضي من أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، التابعة لمنظمة تنظيم القاعدة الإرهابية، تقوم بتطبيق قواعد الشريعة الإسلامية في المناطق التي تحتلها، وعليه يضطر الأطفال في هذه المناطق للذهاب إلى المدرسة بالملابس التقليدية الإسلامية.

وكانت العديد من الجماعات الإسلامية قد أعلنت أن أي من المنظمات التي مقراتها في الخارج، بما في ذلك الائتلاف الوطني غير قادر على تمثيلهم، مؤكدين بأن الشريعة الإسلامية يجب أن تكون المصدر الوحيد للتشريع. وعلى الرغم من الخوف على حياتهم، قام سكان مدينة الرقة (شمال سورية) في 28 أيلول الماضي بالتظاهر مطالبين بوقف اضطهاد السكان من قبل الإسلاميين المتطرفين. ووفقا لشهود عيان، فقد حمل المتظاهرون بأيديهم صليباً كبيراً كان الإرهابيون قد انتزعوه من على سطح كنيسة مسيحية.

 (المصدر: صحيفة أديفارول (Adevărul) بتاريخ 19/12/2013)