(العربية) المقداد: أول بند تجب مناقشته في جنيف هو بند الإرهاب ونحن منفتحون على مناقشة أي موضوع ومخولون باتخاذ كل القرارات

       أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين عضو الوفد الرسمي السوري إلى جنيف الدكتور فيصل المقداد أن أول بند تجب مناقشته في مؤتمر جنيف هو بند الإرهاب إذ لا يمكن الاستمرار في مناقشة القضايا الإنسانية المتعلقة بحاضر ومستقبل سورية بينما آلة القتل ما زالت مسلطة على رقاب أطفال وأبناء الشعب السوري.

       وقال المقداد في مؤتمر صحفي عقده أمس في جنيف إن ما يجري في سورية هو إرهاب وقتل وسفك دماء من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي أتت من أكثر من 83 دولة لقتل السوريين مشيرا إلى أن الوفد السوري جاهز لمناقشة هذا الموضوع بالوثائق والأرقام والمعلومات الكافية وهو أعد وثيقة ليقدمها إلى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عندما يرغب في مناقشة هذا الموضوع.

       ودعا المقداد الإبراهيمي إلى أن يعطي مجالا لهذا الجانب الأساسي وأن يدعم مناقشته لأنه لا يمكن الاستمرار وسورية تنزف دما على يد الإرهابيين القادمين من مختلف أصقاع العالم.

       وأكد المقداد أن وفد الجمهورية العربية السورية جاء بكل رغبة صادقة إلى مؤتمر جنيف2 من أجل إنجاحه وهو يعمل في هذا الاتجاه من أجل الوصول إلى النتيجة المتوخاة وهي حل الأزمة ووقف الإرهاب والحرب على سورية ووقف التدخل الخارجي في شؤونها.

       وقال المقداد: إن الوفد مخول من القيادة السورية ويتلقى دعمها باتخاذ كل القرارات التي تقود إلى إنهاء الأزمة وهو حضر ملفاته وكل ما يتعلق بهذه الاجتماعات منذ وقت طويل ومستعد لتحمل مسؤولياته أمام هذا المؤتمر وأمام الرأي العام العالمي لافتا إلى أن أي ادعاءات خلاف ذلك مثيرة للسخرية والوفد السوري لن يفاجأ بأي شيء.

       وأشار المقداد إلى أن الوفد الرسمي السوري منفتح ولا يخشى مناقشة أي موضوع على الإطلاق بل يقول إن ذلك هو الطريق الصحيح لإخراج سورية من الأزمة الحالية التي فرضتها عليها أطراف خارجية وبتدخل مباشر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وتركيا والسعودية ودول أخرى تذبح وتقتل الشعب السوري وتحاول أن تأخذ بشكل سهل كما يعتقدون ما فشلت بأخذه طيلة السنوات الثلاث الماضية ولكنها ستفشل مرة أخرى لافتا إلى أن الوفد السوري سيبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح المباحثات بعيداً عن كل الشكليات إلا أن ما يهمه بالفعل هو الدخول في صلب القضايا التي تهم الشعب السوري.

       وأضاف المقداد إن استعدادنا لمناقشة كل المواضيع لا يعني أننا سنوافق على كل ما تطلبه المعارضة فلو أن المعارضات في كل الدول طالبت بتنحي رؤسائها وتمت الاستجابة لها فلن يكون هناك أي رئيس في منصبه في أي دولة حول العالم.

       وقال المقداد إن السيد الرئيس بشار الأسد هو رئيس الجمهورية العربية السورية حتى يقول الشعب السوري عكس ذلك ويحق لكل سوري أن يرشح نفسه في أي انتخابات ولذلك نحن هنا لنقول إن الحل الوحيد هو صناديق الاقتراع.

       وأضاف المقداد إن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد بتقرير من هو رئيسه وهو لن يقبل أي مساومة في هذا الموضوع لأنه خط أحمر وإذا كان هناك أشخاص يعتقدون أننا هنا لكي نعطيهم مفاتيح دمشق فهم على خطأ ونحن نقول لهم يجب أن يأتوا ويضعوا أحلامهم خارج الغرفة.

       وقال المقداد: إننا جئنا من أجل الخروج بنتائج ترضي المواطن السوري الذي هو الأساس في أي حل نصل إليه والحل الذي لا يرضيه أو المفروض عليه من الخارج لا يمكن القبول به بل سنقبل بما يقبل به هذا المواطن الذي نمثله هنا بصدق وبإخلاص.

       وردا على سؤال لـ سانا حول الرسالة التي نقلها الوفد الرسمي من الشعب السوري إلى مؤتمر جنيف قال المقداد: إن الشعب السوري يريد السلام ووقف الإرهاب والقتل وسفك الدماء والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وإيقاف تمويل المجموعات المسلحة وهذه هي رسالته ورسالة القيادة السورية.

       وشدد المقداد على أن عملية التفاوض الحقيقية حول حاضر ومستقبل سورية يجب أن تتم بحضور أوسع طيف من المعارضة داعيا المعارضة الحقيقية بكل أشكالها إلى المشاركة في المفاوضات لرسم حاضر ومستقبل سورية سويا.

       وردا على سؤال آخر لـ سانا عما إذا كانت قد تمت مناقشة العقوبات الاقتصادية على سورية قال المقداد: إن هذه العقوبات اللاإنسانية المفروضة علينا تقتل الشعب السوري وتحاصر كل طفل وطفلة وهي عقوبات غير مشروعة وخارج إطار القانون الدولي ولكن هذا الموضوع لم ولن يناقش لأننا نعرف أن البعض لا يريد مناقشة مثل هذه القضايا وخاصة عندما يعقدون اجتماعات لوفد المعارضة لإعطائه التعليمات داعيا جميع الأصدقاء والحريصين على الشعب السوري إلى السعي لدى هذه الدول كي ترفع هذه العقوبات القاتلة للشعب السوري.

       وأوضح المقداد أننا لن نتفاعل مع الإشاعات والتضليل الذي بدأ منذ ثلاث سنوات حول ما يجري في سورية فالحكومة السورية قامت طوال الفترة الماضية بإيصال المساعدات إلى كل من يحتاجها من السوريين ولكننا كنا نصطدم دائماً بعاملين الأول هو الإرهابيون والمسلحون الذين كانوا يسيطرون على هذه القوافل والثاني هو عدم وجود مناخات تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية.

       وأشار المقداد إلى أن الحكومة السورية تبذل كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى آخر مواطن سوري يمكن الوصول إليه بسلام وهي أدخلت خلال الشهر الماضي فقط وبموجب إحصائيات الأمم المتحدة نحو أربعة ملايين سلة غذائية إلى المناطق التي يحاول البعض تضليل الرأي العام العالمي حولها وهذه المساعدات تأتي من الأمم المتحدة ومن الجهات السورية المعنية مؤكدا أن الحكومة السورية جادة وتعمل من أجل إيصال كل لقمة خبز إلى آخر مواطن في آخر ركن من الجمهورية العربية السورية.

       وأضاف المقداد إن المجموعات الإرهابية المسلحة هي التي كانت تمنع خروج المدنيين والنساء والأطفال من أحياء المدينة القديمة في حمص ولم تسمح بخروج أي شخص منهم وإذا أراد الإرهابيون هناك السماح لهؤلاء بالخروج فسنسمح بذلك فورا وسنقدم لهم كل ما يحتاجونه من مساعدات مشيرا إلى أن تلك المجموعات الإرهابية هي المسؤولة عن الخراب والدمار الذي لحق بأحياء حمص.

       وقال المقداد إن أي ترتيبات يجب أن تتم وفق الظروف على أرض الواقع والمناقشات تتم بين محافظ حمص وفريق الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري وفي حال تأمين الجو الهادئ والمناسب فسيسمح لقافلة المساعدات بالدخول.

       ولفت المقداد إلى أن الترتيبات التي اعتمدت خلال الفترة الماضية لوضع حلول موضوعية في مناطق عدة سواء كانت حول دمشق أو خارجها أدت إلى وقف سفك الدماء وإلى نتائج باهرة في هذا المجال.

       وبين المقداد أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على مخيم اليرموك هي التي كانت تمنع طوال الفترة الماضية إدخال المساعدات إليه ووفد منظمة التحرير الفلسطينية أكد هذه الحقيقة.

       وأكد المقداد عدم وجود أي طفل معتقل وأن الكلام حول ذلك هو مجرد إشاعات هدفها الإساءة إلى الحكومة السورية ويندرج ضمن محاولات التضليل الإعلامي لافتا إلى أن أي طفل تجنده المجموعات الإرهابية وتستغله في أعمالها الإجرامية لا ينبغي أن يسجن وإنما يجب أن يوضع في دار للرعاية والإصلاح.

       وأشار المقداد إلى أن دولة صديقة قدمت قائمة بأسماء لمن قالوا إنهم معتقلون وبعد التدقيق فيها تبين أن أكثر من 60 بالمئة من الأسماء هم أشخاص ليسوا في السجون ولم يدخلوا أي سجن على الإطلاق وأن نحو 20 بالمئة تم إطلاق سراحهم ولا نعرف أي شيء عنهم.

       وأكد المقداد أن الصحفيين ووسائل الإعلام والرأي العام العالمي يخضعون منذ ثلاثة أعوام إلى كل أشكال التضليل والأكاذيب الهادفة إلى شيطنة الحكومة السورية في الوقت الذي تبذل فيه ليلا ونهارا الجهود التي يجب بذلها من أجل أبناء شعبها موضحا أن الخسائر التي نسمع عنها والتي هي في بعض الأحيان مبالغ بها ليست من الطرف الآخر وإنما من مواطنينا وشعبنا ومن الذين يدعمون الحكومة ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك والمعارضة لا تجرؤ على الحديث عن هذا الموضوع.

       وقال المقداد: إننا أتينا برغبة عارمة من أجل وضع حد لكل هذه الإشاعات ووضع الرأي العام العالمي في الصورة الحقيقية وأتينا بشكل أساسي كي نقول الحقيقة وأن نبذل كل جهد لوقف سفك الدماء في سورية.

       وأشار المقداد إلى أن موضوع المساعدات الإنسانية ليس الأساسي في هذا المؤتمر ولكن الإبراهيمي طلب مناقشته كبداية تطمئن الشعب السوري ونحن قبلنا بذلك علما أن هذا الموضوع ليس جزءا من آلية جنيف التي سنبدأ بمناقشتها خلال الساعات القليلة القادمة.

       أغلبية إرهابيي العالم الذين جاؤوا إلى سورية دخلوا عبر الأراضي التركية وأردوغان وداود أوغلو مسؤولان شخصيا عن كل قطرة دم في سورية

       ولفت المقداد إلى أن أغلبية إرهابيي العالم الذين جاؤوا إلى سورية دخلوا عبر الأراضي التركية التي أصبحت ملاذا آمنا لهم ولذلك فرجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو مسؤولان شخصيا عن كل قطرة دم في سورية وعلى الشعب التركي الذي كان دائما يرفض سياستيهما أن يحملهما أيضا المسؤولية لأن الشعبين السوري والتركي شقيقان.

       وقال المقداد: إننا نرسل دائما رسائل إلى مجلس الأمن نبلغه فيها بالاعتداءات التي تقوم بها الحكومة التركية وهناك قانون في الأمم المتحدة يمنع أي دولة من مساعدة الإرهاب في دولة أخرى وبموجبه على المجتمع الدولي إبلاغ الحكومة التركية بأن تتوقف عن دعم الإرهاب في سورية وإدخال الإرهابيين إليها ليرتكبوا الجرائم بحق الشعب السوري.

       وأضاف المقداد إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعلن ليلا ونهارا أنه لا حوار مع الإرهابيين ولا لقاء معهم وأن على العالم مواجهة الإرهاب بينما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والسفير روبرت فورد يدعوان بشكل مفضوح إلى التفاوض مع الإرهابيين ولكن هذا من المستحيل أن يكون.

       وقال المقداد إننا ندعو الدول الغربية ومن يمول ويدعم الإرهاب بشكل علني وخاصة السعودية التي لا تخفي دعمها للإرهاب إلى التوقف عن ذلك لافتا إلى أن كلمات ممثلي تلك الدول خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أوحت وكأنه مؤتمر للحرب وليس للسلام ولو أنهم كانوا صادقين في التأكيد على أهمية بدء صفحة جديدة في تاريخ سورية وفتح المجال أمام تحقيق حل سلمي مقبول بالنسبة للسوريين لقالوا ذلك معتبرا في الوقت ذاته أن أي تأخير في المباحثات أو عدم نجاحها سيكونون هم المسؤولون عنه.

       وردا على سؤال لماذا لا يفاوض الوفد الرسمي السوري الولايات المتحدة مباشرة وخاصة أن السفير فورد يلتقي وفد الائتلاف بعد كل جلسة من جلسات الحوار… قال المقداد: إننا سنقول كل شيء في مرحلة معينة وعندما نستطيع أن نقول ما يجري وما يجب أن يقال بما لا يضر العملية السياسية وبعض هؤلاء لا يعرف سورية ولا يعرف ماذا يجري فيها والكثير من الصحفيين يعرفون عنها أكثر مما يعرفه أكبر واحد في هذا الوفد الذي يفاوضنا الآن.

       وقال المقداد إننا تلقينا منذ بداية الأزمة قوائم ورسائل موقعة من مسؤولي السجون السعودية فيها مئات الأسماء واللائحة الأولى التي وصلتني تحتوي على نحو 450 اسم سجين سعودي وسوري وصومالي ويمني ومصري في السجون السعودية قالوا لهم إن الشرط الوحيد لإخلائكم هو أن نحملكم بطائرة وتذهبوا إلى سورية وبالفعل قاموا بنقلهم إلى تركيا ومنها إلى سورية.

       وأوضح المقداد أن المعلومات التي أوردتها صحيفة لوفيغاور الفرنسية حول إطلاق سجناء من السجون السعودية للقتال في سورية ليست جديدة فرقم هؤلاء السجناء أصبح بالآلاف وبعضهم كان محكوما عليه بالمؤبد وكان شرط إطلاقهم الوحيد هو أن يذهبوا للقتال في سورية وقتل السوريين ولكن المشكلة أن البعض لا يريد أن يصدق الحقيقة.

       وردا على المزاعم بأن القوات المسلحة السورية لا تستهدف مواقع ما يسمى “دولة الإسلام في العراق والشام” قال المقداد: إن الجيش العربي السوري يستهدف تجمعاتها 24 ساعة في اليوم ولو كان لديه 24 ساعة ودقيقة واحدة لفعل وما يقال خلاف ذلك هو مجرد دعايات تحاول ما تسمى “المعارضة” المتحالفة مع هؤلاء الإرهابيين نشرها حول ما يجري في سورية عندما اكتشفت حقيقة أن هؤلاء ومن تتحالف معهم هم من الإرهابيين.

       ولفت المقداد إلى أن هناك معلومات أشارت إلى أن المجموعات الإرهابية المسلحة قامت خلال الثلاثة أو الأربعة أشهر الأخيرة بإطلاق ما لا يقل عن 12 ألف قذيفة هاون على مدينة دمشق.

                                                                             (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 27/1/2014)