(العربية) الزعبي: رفض وفد الائتلاف المسمى المعارضة للسيادة الوطنية والتعددية السياسية والديمقراطية رفض فاضح لبيان جنيف الأول

       أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن البيان السياسي الذي تقدم به الوفد الرسمي السوري تضمن مجموعة من الفقرات التي من المفترض أنه لا يمكن لأي سوريين اثنين مهما اختلفا أو تباعدا أو اقتتلا أن تكون موضع خلاف بينهما ورفض وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ للسيادة الوطنية وللتعددية السياسية وللديمقراطية هو رفض فاضح لبيان جنيف الأول.

وأوضح الزعبي في تصريحات للصحفيين أمس أنه لا يوجد في البيان السياسي أو في مشروع العناصر الأساسية له أي ذكر لمقام الرئاسة أو لشخص الرئيس على الإطلاق في أي فقرة من الفقرات بالمطلق لافتا إلى انه تم توزيع البيان باللغتين الإنكليزية والعربية على وسائل الإعلام ويمكنها التأكد مما جاء فيه.

هل يمكن أن نتصور أن هناك سورياً يمكن أن يختلف مع سوري آخر حول سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدة ترابها الوطني

وتساءل الزعبي.. هل يمكن أن نتصور أن هناك سوريا يمكن أن يختلف مع سوري آخر حول سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدة ترابها الوطني إلا إذا كان أحد هؤلاء المختلفين ليس سوريا بل /إسرائيلي/ على سبيل المثال.

كما تساءل.. هل يمكن أن نفترض أن هناك سوريا واحدا يرفض نبذ الإرهاب أو مكافحته والعمل على عدم توفير السلاح للإرهابيين والملاذات الآمنة لهم في الدول المجاورة.. المفترض أنه لا يوجد سوري يختلف مع سوري على هذا إلا إذا كان أحد هذين الطرفين سعوديا أو تركيا أو قطريا أو إسرائيليا أو متآمرا على سورية.

وعبر الزعبي عن استغرابه من أن يرفض أي سوري الحديث عن الديمقراطية وصناديق الاقتراع والحرية العامة وحقوق الإنسان والتعددية السياسية وحق المواطنة لافتا إلى أنه من المفترض أن بعض القوى المعارضة كانت قد ضمنت هذا الكلام في الكثير من خطابها السياسي وهذا الكلام موجود أساسا في دستور الجمهورية العربية السورية النافذ وفي الدستور السابق كما هو موجود في خطابات الأحزاب والقوى الوطنية في سورية بما فيها القوى الوطنية المعارضة.

وشدد الزعبي على أنه ينبغي أن يكون هذا الخطاب هو الحد الأدنى للتعبير عن سوريتنا وعن وطنيتنا وعن انتمائنا الوطني فلا يمكن لأي سوري أن يرفض الدعوة لحماية الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء على البنى التحتية للدولة السورية وعدم الاعتداء على المدارس والمستشفيات والجامعات وما إلى ذلك.

وقال الزعبي.. الموقف المدهش كان أنهم رفضوا هذا البيان في أقل من دقيقتين والموضوع كلفهم خروج أحدهم خارج القاعة وأجرى اتصالا هاتفيا ثم عاد ليهمس في أذن من سموه /كبير المفاوضين/ ليقول /نرفض هذا البيان جملة وتفصيلا/ الأمر الذي /صعق/ الوفد السوري الذي كان موجودا.

وأوضح الزعبي أنه كان يفترض بهم على الأقل إذا كان هناك ما يمكن أن يعتقدوه أو يروه نقاط اختلاف ربما جملة أو عبارة في سياقها أو في غير سياقها أن تناقش أو يقولوا إننا سنناقش الموضوع وسنخرج ونعود غدا ونقول رأينا.. أما أن يرفضوا البيان بهذه الطريقة فهذا يعني بكل وضوح أن الذي رفض البيان والشخص الذي اتصلوا به هو على الأقل روبرت فورد أو داود أوغلو أو سعود الفيصل أو أحد من هؤلاء.

الوفد الرسمي السوري منفتح على النقاش في أي مسألة سياسية وجاء بنية النجاح لتقديم صياغات وأفكار وطرائق جديدة وقراءة عميقة بهدف إطلاق المسار السياسي

وبين الزعبي أن بيان جنيف يتحدث عن وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وعن التعددية وغيرها ويبدو أنهم لم يقرؤوه فعندما يرفضون هذه المسائل هم يرفضون أيضا جزءا مهما من بيان جنيف الأول والذي على أساسه ينعقد هذا المؤتمر.

وأعاد الزعبي التأكيد على أن الوفد الرسمي السوري منفتح على النقاش في أي مسألة سياسية وجاء بنية النجاح لتقديم صياغات وأفكار وطرائق جديدة وقراءة عميقة بهدف إطلاق المسار السياسي لكنهم لا يريدون أساسا إطلاق هذا المسار.

وقال الزعبي.. هم جاؤوا إلى هنا على اعتقاد وظن منهم ومن سادتهم بأننا سنأتي وسنغضب وسنستفز وسننسحب وهذا لم يحدث ونعدهم أنه لن يحدث.. نحن في السياسية لا نغضب ولا نستفز لذلك مستمرون في بذل الجهود وسنبقى نبذلها مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ومع كل الذين نعتقد بأنه يجب أن نكون على تواصل معهم من أجل إنجاح هذا المؤتمر.

وأضاف الزعبي بتقديري الشخصي وبالعقلانية السياسية يفترض بتجربة الإبراهيمي انه لم يكن مسرورا وربما كان مندهشا ويجب أن يكون شعر بخذلان لأن البيان لم يقرأ ولم يناقش ولم يأخذ وقته من القراءة وهناك صفحة كاملة تحتاج إلى قراءة عادية خمس دقائق وقراءة سياسية معمقة نصف نهار على الأقل ولكن الرفض جاء في دقيقتين.

وأشار الزعبي إلى انعقاد جلسة مشاورات بعد الظهر بين الإبراهيمي وكل طرف على حدة والجميع بانتظار نتائجها..

                                                                             (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 28/1/2014)