(العربية) تونس تقاضي 293 شخصا وكازاخستان تحاكم أربعة متورطين وأوتاوا تقر بوجود 30 كنديا يقاتلون بصفوف الإرهابيين في سورية

قال مدير جهاز مكافحة التجسس الكندي ميشال كولومب إن “ما لا يقل عن 130 كنديا يشاركون في نشاطات إرهابية بينهم 30 موجودون حاليا في سورية” في إشارة إلى مشاركة هؤلاء بالقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة.

ونقلت (ا ف ب) عن كولومب قوله أمس الأول أمام لجنة الأمن القومي والدفاع في مجلس الشيوخ الكندي إن “عودة هؤلاء الإرهابيين إلى كندا قد تشكل تهديدا للأمن القومي” واصفا ذلك بأنه ظاهرة مقلقة.

وكان مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات الكندي مايكل بيرس صرح في نيسان الماضي أن العشرات من الكنديين يقاتلون في سورية “في صفوف قوات المعارضة والمجموعات المتطرفة التي لها علاقة بتنظيم القاعدة الإرهابي”.

وبدأت العديد من الدول الغربية التي دعمت المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بإبداء مخاوفها من مخاطر عودة الإرهابيين من مواطنيها بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب تلك المجموعات.

واعتبر كولومب أنه من الخطأ إطلاق تسمية “مقاتلين أجانب” على هؤلاء الإرهابيين الـ 130 الذين “يقومون بنشاطات متطرفة في الخارج” مضيفا إن “بعضهم يشارك في التمويل وبعضهم الآخر في الدعم اللوجتسي”.

يذكر أن موقع غلوبال ريسيرتش الكندي أشار في تشرين الثاني الماضي إلى أن الحكومة الكندية تشارك في تمويل المجموعات المسلحة في سورية وان هذه الحقيقة كشفت منذ عام 2012 حيث أكدت تقارير صحفية أن كندا تستخدم أموال دافعي الضرائب لتمويل المرتزقة في سورية وذلك من خلال ما يسمى /مجموعة الإغاثة الكندية من اجل سورية/ والتي اتضح فيما بعد أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة.

في سياق متصل بدأت في مدينة بافلودار الكازاخية أمس محاكمة أربعة أشخاص متهمين بالتورط بنشاط إرهابي في سورية.

وذكر المكتب الصحفي للمحكمة رقم 2 في مدينة بافلودار إن الأشخاص الأربعة جميعا من سكان مدينة أكيباستوز الكازاخية وقد عبروا الحدود بين تركيا وسورية بصورة غير مشروعة وتلقوا تدريبا في مركز للمسلحين.

وأضاف “إنهم قرروا الذهاب إلى سورية بعد أن شاهدوا تسجيلا عبر شبكة الإنترنت حسب زعمهم وكانوا يعتزمون أخذ نسائهم وأولادهم إليها أيضا”.

ووجهت النيابة العامة في كازاخستان إلى اثنين منهم تهمة الدعاية للإرهاب وتشكيل وقيادة مجموعة إرهابية بينما يتهم اثنان آخران بتمويل ورعاية النشاط الإرهابي.

وكان الإمام جمعة سورخاي ماميدلي مسؤول إدارة المساجد في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان أكد في الثامن والعشرين من الشهر الماضي أن التيارات الأصولية المتطرفة والتكفيرية كالوهابية موجودة في أذربيجان ويلاحظ وجود أمزجة غير مرغوب بها في مسجد أشوربيك الذي يتم بداخله أعداد الأشخاص وإرسالهم للقتال في سورية وفق ما تشير بعض المعلومات.

يذكر أن تقارير إعلامية غربية كشفت في شهر تشرين الثاني الماضي عن استمرار حملات تجنيد المرتزقة للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية من بلدان عدة حيث أفادت هذه التقارير بوجود عشرات المسلحين الشيشان وأن نحو 150 شخصا من أصل ألباني انضموا إلى المسلحين الأجانب في سورية.

بن جدو: الداخلية التونسية قدمت 293 شخصا للعدالة من الضالعين في شبكات تسفير الشبان التونسيين للقتال مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية

من جانبه كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو عن أن وزارته قدمت 293 شخصا للعدالة من الضالعين في شبكات تسفير الشبان التونسيين للقتال مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.

وقال بن جدو في مؤتمر صحفي أمس “إن وحدات الأمن الوطني قدمت 190 عنصرا من العناصر المتورطة في شبكات تهريب الشبان إلى سورية كما أن وحدات الحرس الوطني قدمت 103 من المتورطين أيضا” مضيفا “إن هناك قرابة 8000 فتاة وشاب منعوا من السفر إلى سورية أغلبهم بطلب من عائلاتهم”.

وكان الوزير بن جدو أكد في 31 الشهر الماضي أن وزارة الداخلية التونسية تملك قاعدة بيانات للأشخاص العائدين من سورية وسيتم فتح محاضر ضدهم في حال ثبوت ضلوعهم في التسفير ومتابعتهم قضائيا.

وكشفت صحيفة الشروق التونسية في التاسع من الشهر الماضي أيضا أن الحكومة التونسية لم تشكل بعد لجنة وطنية تضم قائمة اسمية أو بنك معلومات عن هوية الذين ذهبوا للقتال في سورية وأعدادهم ومصيرهم إضافة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة للتعامل معهم وإعادة تأهيلهم للاندماج في المجتمع حتى لا يتحولوا إلى قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة مع التحامهم بالخلايا الإرهابية النائمة المنتشرة في تونس رغم التحذيرات المتتالية من عودة آلاف الإرهابيين من سورية إلى تونس.

وقدرت دراسة أعدها جهاز المخابرات البريطاني عدد الإرهابيين التونسيين في سورية بنحو 4 آلاف قتل منهم 990 وفقد 1200 في حين انقسم البقية كل حسب المعسكرات الموجودة ليقاتلوا إلى جانب التنظيمات الإرهابية المختلفة في تسمياتها والمتشابهة في الفكر الظلامي التكفيري الدموي.

إلى ذلك قال المحلل السياسي الأمريكي /اريك درايتسر/ أن “النظام الإمبريالي الأمريكي يريد تدمير سورية لأن الإدارة الأمريكية تسعى نحو الحرب وعدم الاستقرار” وذلك بغض النظر عن نتائج مباحثات جنيف للتوصل إلى حل سلمي للازمة في سورية.

وأضاف درايتسر في لقاء مع موقع /برس تي في/ الإيراني أن السياسة التي تتبعها الحكومة الأمريكية لتدمير سورية هي “استمرار للاستراتيجية التي وظفها البيت الأبيض للأحداث التي جرت خلال ثلاث سنوات” مشيرا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا تسعى لإحلال السلام في سورية حتى بعد عقد مباحثات جنيف.

وكانت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية قد كشفت مؤخرا أن الولايات المتحدة بدأت فعلا بإرسال أول دفعة كبيرة من الأسلحة إلى الإرهابيين جنوب سورية ما يشير إلى تصعيد دعمها للمجموعات المسلحة في الوقت الذي عقد فيه المؤتمر الدولي حول سورية /جنيف2/ وقالت الصحيفة إن “الولايات المتحدة أرسلت أول شحنة كبيرة من الأسلحة إلى /المعارضة المعتدلة/ في جنوب سورية ما يشير إلى دعمها لها”.

وتابع /درايتسر/ إن “عملية التفاوض في جنيف مجرد ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة للدفع نحو حرب جديدة” وقال “الآن لديهم العذر بأنهم حاولوا إتمام عملية السلام وأنها كانت فاشلة والآن يقومون بتسليح ما يسمى /المتمردين المعتدلين/ بهدف تصعيد القتال في سورية كي يتدخلوا بشكل صريح أو يتفاوضوا على تسوية مستساغة سياسيا بالنسبة للولايات المتحدة”.

يذكر أنه في سياق الاعترافات الدولية العديدة حول تدفق آلاف المقاتلين المتطرفين الأجانب والمرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي من أنحاء العالم إلى سورية قال مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر خلال الأسبوع الماضي إن “نحو 26 ألف مقاتل متطرف يقاتلون في سورية بينهم حوالي سبعة آلاف مقاتل أجنبي من نحو 50 دولة بينها دول أوروبية”.

ويقر مسؤولون أمريكيون يؤيدون تزويد الإرهابيين في سورية بالأسلحة أن تقديم الأسلحة لا يرفع آمال الإدارة الأمريكية بإمكانية تحقيق انتصارات لهؤلاء على الأرض داخل سورية ورغم ذلك تستمر الإدارة الأمريكية التي تزعم أنها تعمل على مكافحة الإرهاب في العالم بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالأسلحة والدعم المادي والمعنوي واللوجستي لترتكب الجرائم الإرهابية بحق السوريين وتدمر البنى التحتية في سورية.

                                                                              (المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 5/2/2014)