(العربية) الجعفري: المفوضة السامية لحقوق الإنسان جزء من أوركسترا يقودها أعضاء في مجلس الأمن بقصد سوق الاتهامات ضد الحكومة السورية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري وجود تحالف عدواني وثيق بين السلطات التركية والإسرائيلية والقطرية والسعودية بهدف تحدي الحكومة السورية وإرسال الإرهابيين التكفيريين إلى سورية لارتكاب أعمال إرهابية ضد الشعب السوري والبنية التحتية فيها مشيرا إلى أن اتهامات المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي بوجود خروقات من جانب الحكومة السورية لحقوق الإنسان غير صحيحة موضحا أن بيلاي لم تزر سورية حتى الآن خلال ثلاث سنوات من الأزمة فيها واستخفت بكل المعلومات التي قدمتها لها الحكومة السورية.

وبين الجعفري خلال مؤتمر صحفي أمس تلا الإحاطة التي عقدتها بيلاي لأعضاء مجلس الأمن ولمؤتمرها الصحفي حول الأوضاع في سورية انحياز المفوضة السامية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالأزمة في سورية منذ البداية لافتا إلى أن بيلاي جزء من هذه الاوركسترا التي يقودها أعضاء نافذون في المجلس بقصد سوق الاتهامات ضد الحكومة السورية وهم الذين يريدونها أن تأتي إلى المجلس لتكون جزءا من هذا الضغط السياسي.

بيلاي لم تشر في إحاطتها إلى الآلاف من التكفيريين ممن يقومون بمجازر فوق الأرض السورية ولم تذكر أي دور للحكومة التركية وتورطها في الهجمات الإرهابية

وقال الجعفري: لايخفى على أحد أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أرادوا وجود بيلاي اليوم في المجلس لتكون جزءا متكاملا من هذا الضغط السياسي موضحا أن المفوضة السامية لم تتعرض لمسألة الجماعات التكفيرية ولم تشر في إحاطتها إلى الآلاف من هؤلاء التكفيريين ممن يقومون بمجازر فوق الأرض السورية وجرائم بحق المدنيين كما نسيت أن تشير إلى اعتداءات المجموعات الإرهابية في كسب ومن بينها جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وغيرها من المجموعات الإرهابية التي قدمت من الأراضي التركية واستهدفت المدنيين ومعظمهم من السوريين الأرمن.

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أنه يتوجب على بيلاي أن تقوم بتسليط الضوء على هذه الحوادث التي تتعلق بوضع المنطقة موضحا أنها لم تقدم سببا للتصعيد العسكري الخطير ولم تذكر أي دور للحكومة التركية وتورطها في هذه الهجمات الإرهابية سواء في كسب أوغيرها ولم تتطرق إلى المعلومات الهامة التي ذكرها الكاتب الأمريكي سيمور هيرش حول الانخراط المباشر لحكومة أردوغان في استخدام الأسلحة الكيميائية في ريف دمشق عام 2013.

وقال الجعفري: “ربما ارتأت بيلاي أن هذا الموضوع ليس من ولايتها لأن ولايتها حسب فهمها هي وضع الحكومة السورية في الزاوية وأن تكون هي جزء من هذه الأوركسترا التي تجري في المجلس وأن تطالب بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية وهي بتصرفها هذا تتجاوز الولاية المنوطة بها ولا تحمي حقوق الإنسان ولكنها تسمح لبعض الحكومات وخاصة السعودية والقطرية والتركية بإرسال الإرهابيين التكفيريين إلى سورية وذبح المدنيين فيها وتحدي سلطة الحكومة”.

وأضاف الجعفري: “بصرف النظر عن تلك المعلومات الخاصة بتورط الحكومة السورية التي أشارت إليها بيلاي.. فإنها ليست هنا لتشير أيضا إلى وجود عشرات الآلاف من الإرهابيين السعوديين والكويتيين والموجة الأخيرة في كسب التي أظهرت مشاركة إرهابيين من المغرب وتونس بشكل خاص وغيرهما.. إن ذلك يبدو خارج ولايتها فولايتها كما ذكرنا للتو هي المشاركة في حركات التلاعب التي تقوم بها بعض الدول النافذة في المجلس ضد سورية والمسألة هي أنه يجب إثارة الحالة في سورية في المداولات فقط بهدف تمهيد الأجواء لاستصدار قرار آخر يشير إلى إحالة الحكومة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية”.

وفي رده على سؤال فيما لو قدم الوفد أي رسائل وأشرطة توضح استخدام “المعارضة” للسلاح الكيميائي في الغوطة إلى أعضاء المجلس والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وهي المعلومات التي تضمنها تقرير الكاتب سيمور هيرتش والتي تم تجاهلها بخصوص استخدام السلاح الكيميائي وتورط تركيا فيه أوضح الجعفري أن الحكومة السورية وجهت عشرات الرسائل بشكل عام وعشرة رسائل حول التسريب الذي وقع مؤخرا في مكتب وزير الخارجية التركي وكذلك العدوان التركي الأخير على كسب القريبة من الحدود مبينا أن مقال هيرش مهم جدا لأنه عندما يتقاطع مع قضية التسريب يؤكد ضلوع الحكومة التركية في الهجمات الإرهابية الخاصة باستخدام الكيميائي في الغوطة وانخراطها في تصعيد الموقف في سورية وفبركة عدوان ودفع الرئيس الأميركي لشن الحرب على سورية إضافة إلى أن المقال يظهر أن الرئيس الأمريكي كان مدركا للمناورات التركية تلك ولهذا السلوك الذي يجافي أبسط قواعد القانون الدولي ومبادئ الميثاق من قبل الحكومة التركية.

وقال الجعفري: “بخصوص محادثات مؤتمر جنيف: نحن بانتظار انتهاء مشاورات مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية الأخضر الابراهيمي وحتى الآن لم يعد إلى العاصمة السورية بأي اقتراح”.

وحول لقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المسؤولين العسكريين الأمريكيين تشاك هيغل ومارك ديمبسي وما يمكن مناقشته معهما قال الجعفري: “لدينا العديد من الملاحظات على اتصالات كان قد قام بها الأمين العام خلال ولايته الثانية ونهاية ولايته الأولى والجميع يتذكر توقيع الأمين العام لاتفاق مع حلف الناتو في العام 2008 دون أي تفويض من أعضاء مجلس الأمن ودون التشاور مع الأعضاء الممثلين في الجمعية العامة.. ونأمل أن يقوم الأمين العام في لقاءاته تلك بنقل صوت الحكمة إلى من يلتقيهم في واشنطن وأن يبرز الطبيعة السلمية للأمم المتحدة عبر تسوية المنازعات بالوسائل السلمية”.

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية دخلت محادثات جنيف بناء على أنه لا حل عسكريا للأزمة في سورية وإنما سياسي بقيادة من قبل السوريين أنفسهم بناء على خطة كوفي عنان وقرارات مجلس الأمن ومن بينها 2118 وكذلك غيرها من التفاهمات الدولية حول الأزمة في سورية مؤكدا ضرورة أن توقف الدول المؤثرة دعمها للمجموعات الإرهابية المسلحة وعدوانها واعتداءاتها على السيادة السورية.

وقال الجعفري: “إن بيلاي لم تزر سورية حتى الآن خلال ثلاث سنوات من الأزمة وهي تتحدث من عقلها واستخفت بكل المعلومات التي قدمتها الحكومة السورية كما لم تأخذ بعين الاعتبار معلومات وردتها من قبل وكالات الأمم المتحدة في دمشق ولكنها استمعت فقط لتقارير قادمة من معسكرات المهجرين والتي بداخلها بعض العناصر المعارضة المسلحة.. فهي متحيزة وتتلاعب بالحقائق وتتجنب الحديث عنها وتريد فقط اتهام الحكومة السورية وهو أمر خارج ولايتها”.

وفيما إن كان هناك نفي لوجود خروقات من جانب الحكومة السورية لحقوق الإنسان كما أبلغت بذلك بيلاي مجلس الأمن أجاب مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: “نحن لاننكر فقط ولكن نشدد على أن تلك الاتهامات غير صحيحة ولجنة التحقيق لم تزر سورية ولا تعرف مايجري في سورية ولم تستمع لتقاريرنا.. لقد أرسلت أكثر من 500 رسالة بالنيابة عن حكومتي ولكنهم لم يقرؤوا تلك الرسائل ولم يستمعوا لبياناتها ويفعلون ذلك كجزء من الأوركسترا التي تهدف فقط لاتهام الحكومة السورية”.

وأكد الجعفري وجود تحالف عدواني وثيق بين السلطات التركية والإسرائيلية والقطرية والسعودية بهدف تحدي الحكومة السورية وإرسال الإرهابيين التكفيريين إلى سورية لارتكاب أعمال إرهابية ضد الشعب السوري والبنية التحتية فيها مبينا أن الإرهابيين يتم استقدامهم إلى سورية من 83 دولة مشيرا إلى المقالة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز بخصوص إعلان شيخ سعودي عن وجود آلاف السعوديين يقاتلون في سورية إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة….

                                                                                        (المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 9/4/2014)