(العربية) لافروف وباسيل: لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية والإرهاب فيها يشكل خطراً على المنطقة برمتها

       أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف واللبناني جبران باسيل أنه لا بديل عن حل الأزمة في سورية سياسيا بناء على بيان جنيف مشددين على أن استمرار الأزمة في سورية سيجعل من الإرهاب المتصاعد فيها يشكل خطرا على المنطقة برمتها.

       وجدد لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع باسيل في موسكو أمس دعم روسيا لاستئناف المباحثات في جنيف والتي “من الضروري أن تنطلق جولتها الثالثة” مشيرا إلى أنه قد “تم الاتفاق على أجندتها ولا يجب أن تكون هناك محاولات للمماطلة لانطلاق هذه الجولة”.

       ورأى لافروف أن الأمر الأهم من أجل حل حقيقي في سورية هو الالتزام بالاتفاقيات التي ينص عليها بيان جنيف الصادر في /30/ من حزيران/ 2012/ ورفض الشروط المسبقة والمطالب غير الواقعية وقبول الحقيقة التي تكمن في أنه ليس هناك حل عسكري لهذه الأزمة إذ لا يمكن أن يتم حلها إلا عبر الوسائل السياسية السلمية لافتا إلى أنه على هذا المبدأ تم إطلاق عملية جنيف2″.

       وقال لافروف ” إن روسيا كإحدى الجهات الراعية لهذه المفاوضات على ثقة بأن أي مماطلة اصطناعية لعقد الجولة الثالثة من جنيف غير بناءة وأنه لابد من الإسراع في إطلاق هذه الجولة ردا على الشكوك والتشاؤم حول أنه لا جدوى من تلك الجولة”.

       وأضاف لافروف ” إن من يحاولون عرقلة هذه العملية يأخذون على عاتقهم مسؤولية كبيرة وربما ليس من قبيل الصدفة أن من يقف ضد إطلاق الجولة الثالثة لجنيف يتردد فيما يتعلق بالأعمال الهادفة إلى درء الخطر الإرهابي الذي يتصاعد في سورية ويشكل خطرا على الإقليم والمنطقة برمتها مؤكدا أنه يجب الوفاء بالالتزامات فيما يتعلق بهذه المباحثات.

       وذكر لافروف بما توصلت إليه مجموعة الثماني في قمتها السنة الماضية في ايرلندا الشمالية من اتفاق حول أن الإرهاب هو الخطر الرئيس في الأزمة في سورية وأن “على الحكومة السورية والمعارضة أن يوحدوا جهودهم لمكافحة الإرهاب” مشددا على أن هذا أمر يجب الالتزام به وتدعمه روسيا كجهة مشاركة في تلك الاتفاقية مبينا في الوقت ذاته أن لدى موسكو أسسا كاملة للحديث حول أن الحكومة السورية أيضا مستعدة لدعم هذا الموقف ولذلك فان الأمر يعود الآن إلى بقية الأطراف التي وقعت على اتفاقية الثماني ومن يؤثر على المعارضة السورية بشكل كامل.

       وفيما يتعلق بالمهجرين السوريين في لبنان أكد لافروف ضرورة “عدم الاكتفاء بتوجيه المساعدات الإنسانية إلى المهجرين الذين يتزايد عددهم” موضحا أن هناك معايير دولية متعلقة بكيفية التعامل مع /النازحين/ الذين شردوا من ديارهم وتحولوا إلى وضع اللاجئين وضرورة الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الدولة أو الأراضي التي يتوجهون إليها مشددا على أن هذه القضية تحتاج إلى حلول منهجية وليس فقط توجيه المساعدات الإنسانية من خيم وأغذية وغيرها.

       وأوضح لافروف أن روسيا تنطلق في هذه المسألة وغيرها من القضايا الإنسانية من ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح والمواقف للدولة المستضيفة كدولة لبنان مشيرا إلى أنه” اتفق مع باسيل على أن روسيا إلى جانب اللاعبين الدوليين الآخرين ستنظر إلى المواقف التي تقوم بوضع صيغتها الحكومة اللبنانية لحل منظم لهذه القضية والأخذ بعين الاعتبار خصوصية الدولة اللبنانية والوضع في المنطقة”.

       وأكد لافروف أن روسيا مستعدة لتقديم الدعم للبنان في مكافحة الإرهاب ومساعدته من خلال المساهمة في الجهود الدولية للتغلب على الأوضاع الصعبة جراء وجود المهجرين السوريين على أراضيها إلا أنه شدد على أنه لا يمكن تغيير هذه الأوضاع بشكل جذري إلا بعد حل الأزمة في سورية.

       وأوضح لافروف أن التعاون بين روسيا ولبنان يأتي اليوم في إطار الاتفاقية سارية المفعول الخاصة بالتعاون العسكري التقني ولاسيما فيما يتعلق بتعزيز القدرات الدفاعية للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لمكافحة التهديد الإرهابي وتطوير التبادلات الإنسانية مجددا التأكيد على موقف روسيا المبدئي الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

       وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن بلاده تراقب الأوضاع الحالية في لبنان عشية انتخاب رئيس جديد للبلاد الذي هو شأن داخلي و”سيمكن انتخابه من توحيد المجتمع اللبناني” مشيرا إلى دعم بلاده لجهود الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية التي اتخذت في الآونة الأخيرة جهودها الخاصة في استتباب الأمن والاستقرار في طرابلس والبقاع لمكافحة الإرهابيين “الجهاديين” مبينا أن روسيا ستساهم في المستقبل بفريق عمل خاص في لبنان وستقدم مساهماتها للمجتمع الدولي في الجهود الهادفة إلى تعزيز مؤسسات الجيش والدولة والتغلب على المشكلات الاقتصادية المتفاقمة في لبنان.

       واعتبر لافروف أن العلاقات مع لبنان لها تاريخ طويل وقد تطورت خلال السنوات الأخيرة خاصة في المجال التجاري والاقتصادي مبينا انه تتم مناقشة الطرق المستقبلية للتعاون في شتى الاتجاهات ومن أهمها النقل والاتصالات والطاقة.

       وحول الأزمة الأوكرانية أكد وزير الخارجية الروسي أن من استولوا على السلطة في كييف عاجزون عن بسط النظام وبسط سيطرتهم على القوى المتطرفة مبينا أنه لم يتم نزع السلاح كما كان تنص اتفاقية الحادي والعشرين من شباط وأن السلطات الجديدة اعتمدت على خدمة تلك المجموعات المسلحة المتطرفة.

       وشدد لافروف على ضرورة إنهاء التصعيد الذي يصر عليه شركاء روسيا الغربيون وإطلاق عملية موازية مع سحب القوات المسلحة ونزع السلاح من المتطرفين وإطلاق الإصلاح الدستوري وعقد طاولة مستديرة أو مجلس استشاري من أجل مشاركة الممثلين عن الأقاليم والتوصل إلى حل وسط من أجل أن يتسنى للأقاليم أن تقرر مصيرها بنفسها لأنه إن لم يحدث ذلك فكل رئيس جديد سيتصرف في أوكرانيا لتغيير الدستور ليتماشى مع متطلباته.

       وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية في أوكرانيا وهي قادرة على التأثير على من استولوا على السلطة في كييف والدليل على ذلك أن “مدير الاستخبارات الأمريكية قام بزيارة سرية إلى كييف ثم خرقت الهدنة أيام عيد الفصح من قبل السلطات هناك ثم تلتها زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ولقاؤه القيادات الأوكرانية الحالية حيث كان بايدن رئيس الدولة الأوكرانية لأنه كان يجلس على رأس الطاولة وإلى جانبه القيادات الأوكرانية”.

       وقال لافروف “إن الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها يجب أن تكون من قبل سلطات كييف وأنه لا يجب الانحراف عن هذا الأمر ويجب التخلي عن أي محاولات يقوم بها شركاؤنا الأوروبيون الذين يعتقدون بأن هناك ملائكة استولوا على السلطة في كييف كما أنه من غير الصحيح توجيه اللوم والاتهام إلى روسيا دون تقديم أي إثباتات أو دلائل على أنها متورطة في الأزمة الأوكرانية”.

       بدوره أكد باسيل أن لبنان يدفع ثمن الإرهاب وأن استمرار الأزمة في سورية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الخطر الإرهابي و أنه لابد من حل الأزمة سياسيا مشيرا إلى أن الجيش اللبناني وكل المؤسسات الحكومية التي تكافح الإرهاب بحاجة إلى الدعم من قبل روسيا.

       وأوضح باسيل أنه ناقش مع لافروف “الأخطار الناجمة عن الأزمة في سورية التي يواجهها لبنان ” وتم الاتفاق على أنه لابد من الحل السياسي الدبلوماسي للازمة في سورية.

       وأشار باسيل إلى جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدة معلولا واختطاف رجال الدين وهجومها على أماكن العبادة المسيحية مشددا على أن مكافحة التطرف أمر ضروري بالنسبة لروسيا وللدول المجاورة للبنان كذلك.

       وبشأن المهجرين السوريين في لبنان شدد باسيل على ضرورة حل هذه المسالة والبحث عن أشكال جديدة للتعاون من أجل حلها وقال “أعول على مساعدة روسيا للبنان وخاصة على الصعيد الدولي ومساعدته على تعزيز التعاون مع القيادة السورية من أجل حل هذه القضية المهمة لإقامة الظروف الملائمة لعودة السوريين إلى بلادهم”.

       وحول العلاقات الروسية اللبنانية وصف باسيل هذه العلاقات بأنها “عميقة وتمكن من إقامة الحوار المثمر والصريح” مبينا أن روسيا يمكنها أن تلعب دورا مهما في تعزيز الاستقرار في لبنان والمنطقة معربا في الوقت ذاته عن استعداد لبنان لمكافحة الإرهاب.

       وقال باسيل “أكدنا خلال المحادثات أهمية تعزيز قدرات لبنان والاستقرار فيه لأنه لابد من الاستقرار السياسي في لبنان فهذه الإجراءات ضرورية من الناحية الاقتصادية وضرورية للازدهار”.

       وأضاف باسيل ” أكدنا على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتعزيز الاستقرار في المنطقة” مشيرا إلى إمكانية التعاون في مجال إنتاج النفط والغاز وأن تصبح روسيا شريكا حقيقيا للبنان في هذه المجالات بحكم قدراتها الكبيرة في مجال الطاقة.

                                                                                       (المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 25/4/2014)