(العربية) الجعفري: آن الأوان للأمم المتحدة لتحاسب الحلف الإرهابي التركي السعودي القطري الإسرائيلي

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الاحتلال الإسرائيلي لم يعر يوما أي أهمية تذكر لما يدور في المنظمة الدولية وما يصدر عنها من قرارات أو بيانات رغم أن “إسرائيل” ذاتها قد أنشئت بموجب قرار صادر عن هذه المنظمة وقال “ليس خافيا على أحد أن هذا الاستخفاف الإسرائيلي بالأمم المتحدة والإمعان في اضطهاد الشعب الفلسطيني واحتلال الأراضي العربية بما في ذلك الجولان السوري يعزى أولا وقبل كل شيء إلى الدعم غير المسؤول الذي تقدمه بعض الدول النافذة في مجلس الأمن الدولي لإسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإعلاميا”.

وتساءل الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي خاصة بالشرق الأوسط إلى متى سنكتفي بالاجتماع لإلقاء البيانات للتعبير عن القلق والإدانة والرفض لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية فلسطين والجولان وجنوب لبنان وتماديه غير المسبوق في انتهاك القانون الدولي وسياسة الاستيطان والتهجير بشكل قوض أي فرص لإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة وإقامة السلام الشامل والعادل.

وأشار الجعفري إلى أن هناك من يدعون ليل نهار أنهم حريصون على حقوق الشعب السوري إلا أنهم سرعان ما انكشف نفاقهم وزيف ادعائهم عندما شلت ألسنتهم إزاء إدانة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل منذ العام 1967 وكأن استعادة الجولان ليست من حقوق الشعب السوري وكأن الجولان ليس أرضا سورية محتلة أو كأن المواطنين السوريين الرازحين تحت الاحتلال الإسرائيلي ليسوا جزءا من الشعب السوري.

وقال الجعفري أين حديث تلك الوفود عن قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني عندما يأتي الأمر إلى حملات الاستيطان الإسرائيلية ومعاناة المواطنين السوريين المستمرة في الجولان السوري المحتل منذ ما يناهز نصف القرن.. أين حديثهم عما يتعرض له هؤلاء المواطنون السوريون من سياسيات القمع والتمييز العنصري والاعتقال والتعذيب والحرمان من مواردهم الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز والمياه.

وأضاف الجعفري إن “التطورات الأخيرة في منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل وهي التطورات التي دفعت قوات “الاندوف” إلى إخلاء بعض مواقعها بشكل مؤقت كما تقول إدارة عمليات حفظ السلام لم تأت بالصدفة وإنما جاءت لتؤكد ما دأبنا على التحذير منه من أن دعم أنظمة حكم معينة بما في ذلك إسرائيل للمجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل لا يشكل انتهاكا فاضحا لاتفاق فصل القوات وللقانون الدولي ولقرارات هذا المجلس فحسب وإنما يعرض حياة قوات الأمم المتحدة العاملة للخطر ويقوض ولاية “الاندوف” وقدرتها على أداء مهامها”.

وقال الجعفري إن هذا ما حدث فعلا عندما قامت تلك المجموعات الإرهابية في عدة مناسبات بخطف حفظة سلام تابعين للاندوف أو إطلاق النار عليهم أو استهداف مواقعهم ودفعهم إلى إخلاء بعض هذه المواقع تحت قوة السلاح وذلك بالتنسيق المسبق مع نظام راع للإرهاب يقدم نفسه كوسيط للتغطية على دفع الرشاوى والفدى للإرهابيين.

وبين مندوب سورية أن الأمر غير المقبول أو المفهوم هو تجاهل كل التحذيرات والمعلومات التي قمنا بنقلها بشكل مبكر ومتكرر إلى المعنيين في الأمم المتحدة وذلك سواء بما يتعلق بالدعم الإسرائيلي للمجموعات الإرهابية واستهداف مواقع القوات السورية بشكل مباشر أكثر من مرة بهدف مساعدة هذه المجموعات على تحقيق مآربها أو سواء بما يتعلق بطلبنا التحقيق رسميا في مسألة تواطؤ الاستخبارات القطرية في خطف حفظة سلام تابعين للاندوف من الكتيبة الفلبينية.

وأوضح الجعفري أن التجاهل من قبل الأمانة العامة شجع هذه المجموعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي المرتبط بالقاعدة على تصعيد اعتداءاتها وتهديداتها لقوات “الاندوف” وكانت النتيجة ازدياد حرية هذه المجموعات في خط الفصل في الجولان السوري المحتل والقيام بعمليات خطف جديدة لعناصر قوات الاندوف بناء على قناعة هذه المجموعات الإرهابية بأن الأمم المتحدة لن تحرك ساكنا وأن “إسرائيل” ستزودهم بالدعم اللوجستي والطبي والميداني وأن قطر ستقوم بدفع ملايين الدولارات كفدية لتحرير المختطفين في مسرحية هزلية تهدف إلى تبرير تمويل “جبهة النصرة” في ضوء القيود الجديدة التي فرضها قرار مجلس الأمن رقم 2170 على تمويل “جبهة النصرة وداعش” مؤكدا أن ذلك لن يعفي قطر من المسألة القانونية لأن دفع الفدية ينتهك بشكل فاضح قرار مجلس الأمن رقم 2133 الذي حرم دفع الفدية للإرهابيين.

وطالب الجعفري الأمم المتحدة أن تتحرك لمحاسبة الحلف الإرهابي التركي السعودي القطري الإسرائيلي والذي يسعى لتدمير سورية باستخدام الإرهاب وسفك دماء شعبها وقتل القضية الفلسطينية من أجل تحقيق مشروع ما يسمى “يهودية إسرائيل”.

وقال الجعفري إن الحكومة السورية تؤكد على موقفها المبدئي والثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس مع ضمان حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفقا لقرار العودة رقم 194 لعام 1948 وهو الحق الذي لا يخضع للتفاوض أو التنازل ولا يسقط بالتقادم وهذا ما يؤكده القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وجميع المواثيق والصكوك الدولية ذات الصلة.

وأضاف الجعفري إن سورية تدين العدوان الإسرائيلي الأخير على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يشكل فصلا جديدا من فصول التآمر والعدوان المستمر على أبناء الشعب الفلسطيني.

وشدد الجعفري على أن استمرار “إسرائيل” بأعمالها العدوانية قد زاد التوتر في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة تنذر بعواقب لن تقتصر على المنطقة فقط مطالبا الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن بتحمل مسؤولياتها إزاء إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف سياساته الهمجية وعدوانه المستمر وإلزام إسرائيل بالانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967 وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن أرقام 242 و338 و497.

وقال مندوب سورية إننا شهدنا اليوم من جديد استمرار محاولات وفد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائه لقتل جوهر بند الحالة في الشرق الأوسط المخصص أساسا لمناقشة سبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الدولة الفلسطينية وذلك للتغطية على جرائم إسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي عبر حرف الانتباه عنها بالحديث بطريقة تضليلية عن الوضع في سورية.

وأكد الجعفري أن سياسات تلك الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر وإسرائيل وتركيا والسعودية تنتهك أحكام الميثاق وقواعد القانون الدولي من خلال استخدامها الإرهاب والتشهير كوسيلة لمحاربة الدولة السورية وإسقاطها عبر افتتاح معسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية والمرتزقة تحت مسمى “المعارضة المعتدلة” ومن ثم إرسال هذه المعارضة المعتدلة إلى الداخل السوري عبر الحدود مع الدول المجاورة بشكل ينتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.

وأوضح الجعفري أن “بيانات الوفود التي أشرت إليها كشفت أن ذات الدول التي تدعم الإرهاب في بلادي سورية تسعى جاهدة في نفس الوقت لحماية إسرائيل وإنقاذها من الحرج والتغطية على جرائمها ومن ثم الادعاء بأن هذه الدول إنما تحارب الإرهاب” متسائلا “كيف يمكن لهذه الدول أن تحارب الإرهاب وهي التي ترعى الإرهاب في بلادي والعراق”.

وأكد الجعفري أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف باستخدام الفيتو 61 مرة حماية لإسرائيل وإطالة لأمد احتلالها لأراضينا المحتلة وزيادة آلام شعبنا الرازح تحت هذا الاحتلال بل تجاوزت قرارات مجلس الأمن عدة مرات لإقامة تحالفات غير شرعية خارج سياق مجلس الأمن استهدفت فيها سيادة عدة دول أعضاء في هذه المنظمة.

وشدد الجعفري على أن هذه التحالفات غير الشرعية التي أقامتها الولايات المتحدة وبريطانيا خارج سياق مجلس الأمن قد جلبت الدمار والفوضى والإرهاب إلى ربوع العالم على حساب أعمال قواعد القانون الدولي ومبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق.

(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 22/10/2014)