(العربية) بوتين والسيسي: تكثيف الجهود لمكافحة الإرهاب والتوصل لحل سياسي للأزمة في سورية

أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الارهاب والتصدي له بكل السبل والعمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين اليوم “أكدنا وقوفنا جنبا إلى جنب في مواجهة التحديات في ظل تفشي آفة الإرهاب البغيض الذي أضحى يعاني منه العالم أجمع واتفقنا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهتها والتعامل معها من خلال منهج شامل لا يقتصر فقط على التصدي الأمني وإنما محاربة أسسها الفكرية التي توفر البيئة الحاضنة للتنظيمات الإرهابية فضلا عن معالجة الأوضاع الاجتماعية التي تسهم في نمو الارهاب والتطرف”.

وأضاف السيسي “أعربنا عن ارتياحنا لتنسيق الجهود القائمة بيننا فيما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة للأطراف السورية للالتقاء في إطار تشاوري بهدف الخروج بتفاهمات تؤسس لحل سياسي يستند إلى مرجعيات جنيف”.

وأشار السيسي إلى أن النقاشات تناولت ضرورة أن تؤدي جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تنفيذ “حل الدولتين” وكذلك ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها فضلا عن ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية ودعم جهود مكافحة خطر الارهاب الذي يواجهه وضرورة التوصل لتسوية عاجلة للازمة في اليمن وعدم السماح بتهديد وحدة وسلامة أراضيه وأمن واستقرار المنطقة.

وقال الرئيس المصري: “إننا اتفقنا في الرؤى بشأن حاجة العالم لتطوير نظام دولي أكثر ديمقراطية وتحقيق الامن وسلامة الدول وإقامة نظام اقتصادي دولي أكثر عدلا وإنصافا لكافة الدول بغض النظر عن حجمها”.

ولفت السيسي إلى أن مصر وروسيا تؤكدان على التمسك بثوابت العلاقات الاستراتيجية القائمة بينهما وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى وتبادل وجهات النظر فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية.

وقال السيسي إن المباحثات أكدت استمرار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين في ظل الظروف الراهنة بالإضافة إلى دفع التعاون الاقتصادي والتجاري والتعاون في مجال تخزين الحبوب مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على اقامة منطقة تجارة حرة بين مصر وروسيا وعلى التعاون في مجالات الطاقة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالإضافة إلى إقامة منطقة صناعية روسية في “شمال عتاقة” بمصر.

بدوره قال الرئيس الروسي: “ناقشنا الأوضاع الإقليمية وبعض المسائل المتعلقة بالشؤون الدولية واتفقنا على تكثيف جهودنا في مكافحة الإرهاب وأولينا اهتماما كبيرا بالمسائل المتعلقة بتسوية الأزمة في سورية”.

وأشار بوتين إلى أنه أبلغ السيسي بنتائج اللقاء التشاوري السوري السوري الذي عقد في موسكو مؤخرا مؤكدا” أن روسيا تعول كثيرا على اجراء الجولة الثانية لمثل هذه الاتصالات للوصول إلى الحل السياسي للأزمة في سورية”.

ولفت بوتين إلى أنه رغم الصعوبات في الوضع الداخلي المصري في السنوات الاخيرة إلا أن روسيا ومصر حافظتا على مستوى جيد في العلاقات المشتركة داعيا إلى مواصلة النقاشات والحوار الذي بدأ السنة الماضية حول مجمل القضايا الاقليمية والدولية التي تهم البلدين وأيضا فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري الثنائي الذي ازداد بنسبة 80 بالمئة مشيرا إلى أنه تم النقاش حول امكانيات وافاق التعاون في مجال الطاقة النووية.

ونوه الرئيس الروسي بالاتفاق على توسيع التعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة بين روسيا ومصر مشيرا إلى أن هناك 400 شركة روسية تعمل في مصر ويعول في ذلك على مجلس الاعمال المصري الروسي الذي استأنف اعماله العام الماضي.

وكان الرئيس الروسي أكد في حديث لصحيفة الأهرام المصرية قبيل بدء زيارته للقاهرة أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية وبين أن سبب ما يحدث حاليا في سورية والعراق يعود إلى “التدخل الخارجي واعتماد المعايير المزدوجة وتقسيم الإرهابيين إلى أشرار وطيبين”.

من جهة أخرى وقع الجانبان الروسي والمصري حزمة من الاتفاقيات الثنائية في مجال التعاون الاقتصادي والاستثمار والطاقة الذرية على هامش الزيارة.

وأفاد موقع روسيا اليوم بأنه تم بحضور الرئيسين توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال جذب الاستثمارات ومشاركة الشركات الروسية في بناء المرافق العامة في مصر واتفاقية بين الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة ووزارة الاستثمار المصرية بالإضافة إلى اتفاق مبدئي لإنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء في منطقة الضبعة في مصر بالتعاون مع مؤسسة “روس أتوم” الروسية للطاقة الذرية.

وكان السيسي استعرض خلال مباحثاته مع بوتين اليوم مختلف العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكدا على ثوابت العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا واستمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوي بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وضم الوفد المرافق للرئيس بوتين شخصيات اقتصادية بارزة كوزير الزراعة الروسي نيكولاي فيودوروف ووزير التنمية الاقتصادية أليكسي أوليوكاييف ووزير الطاقة ألكسندر نوفاك بالإضافة إلى رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الروسية “روس اتوم” سيرغي كيريينكو والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل ديميترييف.

وتعمل روسيا في ظل العقوبات الغربية المفروضة ضدها على خلفية الأزمة الأوكرانية على توسيع وتنويع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول الشرق الأوسط وآسيا حيث قام الرئيس الروسي في الأشهر الأخيرة بزيارات رسمية إلى تركيا والهند والصين حملت طابعا اقتصاديا أيضا.

يذكر أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر في الأشهر الأحد عشر الأولى من العام الماضي وفقا لبيانات رسمية بلغ نحو 6ر4 مليارات دولار مرتفعا بنسبة /80/ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من عام/2013/ كما أن روسيا توفر نحو/40/ بالمئة من احتياجات مصر من القمح.

(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 11/2/2015)