(العربية) إدارة حملة “عيشها غير”: نعمل على خلق حراك اقتصادي اجتماعي في كل بقعة من سورية ومحاكاة متطلبات المواطنين اليومية واحتياجاتهم المعيشية

أكدت إدارة حملة عيشها غير أن الهدف من الحملة هو تعميم سلوكيات موجودة على أرض الواقع تؤمن بالتغيير وعدم الاستسلام للظروف والتحديات وإعادة التركيز على أخلاقيات ميزت السوريين وتلونت بطيبتهم ونخوتهم وتوفير مقومات وعروض ومبادرات يمكن أن تعمم الفائدة على المجتمع.
وأوضحت إدارة الحملة في ردها على أسئلة لوكالة سانا أنها سعت منذ اليوم الأول للحملة على خلق حراك اقتصادي اجتماعي في كل بقعة من سورية ومحاكاة متطلبات المواطنين اليومية واحتياجاتهم المعيشية، لافتة إلى أن الأهم في الحملة أنها لا ترتبط بجهة أو مؤسسة وليس لها سقف أو حدود معينة وهي تشمل الجميع.
وفيما يلي نص اللقاء:
من هو فريق الحملة، وكيف ولدت فكرتها؟
نحن مجموعة أصدقاء كنا بالبداية 3 أشخاص لفت نظرنا خبر نشر بوسائل الإعلام السورية عن زوجة شهيد ضاقت بها سبل العيش بعد أن فقدت معيل العائلة على يد مجموعة إرهابية فقامت باستدانة ثمن آلة خياطة وبدأت بالعمل لتتمكّن بعد وقت قصير من توسيع مشروعها وتشغيل مجموعة من نساء الشهداء.. وكل ما فعلناه نحن هو أننا حاولنا العمل على تعميم هذه التجربة لتصل الى مستويات أكبر من الحي.. وتوسّع عددنا بعد ذلك ليصل إلى عشرة أشخاص.. وعندما خطونا خطوتنا الأولى لقينا تشجيعاً من عدد لا بأس به من الأشخاص الذين أعجبوا بالفكرة وأعربوا عن استعدادهم لوضع يدهم بيدنا وهذا ما حصل فعلاً فتحوّلت الفكرة عندها إلى مبادرة تجسّدت فعلاً على الأرض.
ما الأهداف التي تسعون لتحقيقها من خلال الحملة؟
انطلقت الحملة لتحقق هدفين بمسار واحد.. الأول هو تعميم سلوكيات موجودة على أرض الواقع تؤمن بالتغيير وعدم الاستسلام للظروف والتحديات.. وتغيير أنماط سلوكية أخرى توحي بالسلبية.. وفي الوقت نفسه إعادة التركيز على أخلاقيات تناساها البعض.. ميّزت السوريين وتلوّنت بطيبتهم ونخوتهم وغيرتهم على أهلهم وأبناء بلدهم.. أما المسار الثاني فقد أملنا من خلاله ضخ حالة من الحراك الاقتصادي الإيجابي في البلد، بتوفير مقومات وعروض ومبادرات يمكن لها أن تعمّم الفائدة على الجميع دون منّة من طرف على آخر.. أو صدقات وهبات وانتظار لقرار حكومي هنا أو عمل خيري لمؤسسة هناك.
هل أنتم من بدأ التواصل مع الجهات المشاركة بالحملة أم أنها هي التي تواصلت معكم للانضمام؟
بادرنا من جهتنا بالاتصال ببعض المؤسسات الحكومية، بينما بادرت مؤسسات أخرى بالاتصال بنا طالبة الانضمام، وخضنا مناقشات مع مختلف تلك المؤسسات والجهات الحكومية حول ماهية العروض التي سيقدمونها كونها تمسّ شريحة كبرى من السوريين، وتتعلّق بتفاصيل حياتهم اليومية.. وبكل صراحة فقد قابَلَنا البعض -من قطاع عام وخاص- بمد يد العون لنا ومساعدتنا للانطلاق بالحملة والسير فيها، في حين حاول آخرون عرقلتنا وإفشال مبادرتنا.. ولكننا كما انطلقنا بحبّ وإصرار تابعنا وسنتابع لأن هدفنا لا يتوقف عند رفض جهة هنا أو عراقيل مؤسسة هناك.
ما تقييمكم لنتائج الحملة حتى الآن؟ وهل برأيكم ستقدم حلولاً لمشكلات الناس خلال الأزمة؟
فعالية الحملة أو عدم فعاليتها تقاس بعد مرور الزمن الكافي عليها.. فنحن لا نزال في البداية، وما سعينا إليه منذ اليوم الأول هو خلق حراك اقتصادي واجتماعي في كلّ بقعة من سورية.. ومحاكاة متطلبات المواطنين اليومية واحتياجاتهم المعيشية.. وربما نجحنا في ذلك ببعض العروض ولم نستطع مقاربتها -كما أردنا- في عروض أخرى.. فالمبادرة لا تطلب المستحيل، ولا تدّعي أنها تبتكر الحلول لمشكلات الناس خلال الأزمة.. بل هي وسيلة وطريقة تفكير فقط.. تحضّ على التحرّك بدلاً من الاستسلام للواقع.. وتشجّع على العمل المجتمعي المتكامل بما يعود بالفائدة على الجميع.. انطلاقاً من مبدأ أنك يجب أن تعطي حتى تأخذ، وأن تقدّم لتحصل على مقابل.. فمن تهدّم بيته أو معمله خلال الأزمة هو أمام خيارين اليوم.. إما أن ينتظر مساعدة حكومية أو غير حكومية قد تأتي أو لا تأتي.. وإما أن يبادر ويفكر بطريقة مختلفة ليغيّر قدره وحالته بنفسه.. فالانتظار لا يحلّ مشكلة.. والتذمّر لن يعيد بيتاً مدمّراً أو ورشة قد أحرقت.. ونحن هنا لا نتكلم من فراغ ولا نروي قصصاً من الخيال.. فمن تعلّمنا منهم وبنينا حملتنا على تجاربهم موجودون.. وأثبتوا أن الأمل لا يكتمل إلا بالعمل.. والدمار لا يضع نهاية لأحلام من يرفض الخنوع ويعيش ليصمد على أرضه وفي وطنه.
الحملة صممت لتكون على مدار الـ 2015 .. هل تتوقعون أنكم قادرون على الاستمرار لعام كامل؟
إحدى الميزات الأهم في حملتنا هي كونها لا ترتبط بجهة أو مؤسسة وليس لها سقف أو حدود معينة.. فبقاؤها مرتبط بالناس.. وتوسّعها يعتمد عليهم.. فـ(عيشها غير 2015) تشمل الجميع وما نأمله هو أن يشعر المواطن بنتائجها في وقت قريب.. وعامل الزمن في مبادرتنا سيراكم العروض ويوسّع الفائدة يوماً بعد يوم.. بالإضافة إلى أن أهداف الحملة السلوكية والأخلاقية مطلوبة اليوم وستبقى مطلوبة في المستقبل.. وفي النهاية فالخير والأخوة وحق الجيرة والتكافل الاجتماعي جميعها مفاهيم ثابتة لن يبطلها وقت أو يغيّرها زمان.
ما عدد المشاركين في الحملة حتى الآن؟
ضمت الحملة عشرات الجهات العامة والخاصة والأفراد حتى اليوم.. وكان مقرراً أن يكون يوم 31 كانون الثاني هو اليوم الأخير لقبول طلبات الانضمام للحملة.. ولكن الظروف التي رافقت انطلاقتنا.. واستمرار زخم تدفق الرسائل من الراغبين بالاشتراك دفعتنا لتمديد ذلك الموعد..
هل هناك جهات داعمة أو ممولة للحملة؟
في الواقع فإن المبادرة بحدّ ذاتها ليست بحاجة إلى مموّل، فهي تقوم على التحرّك لدفع الآخرين لمقابلتك بخطوة من جانبهم، وقد حاولنا تطبيق هذه الفكرة حتى في الترويج للحملة، فبادرت شخصيات تعمل في اختصاص الترويج الإعلامي بالانضمام الى حملتنا وساهمت في انطلاقتها بحد أدنى من الأجور.. وبدأنا بالعمل على نشرها عبر اللوحات الطرقية والتصاميم، أو عبر صفحة الفيسبوك، وسريعاً كانت هناك استجابة من بعض الجهات الحكومية التي أعلنت أنها ستنضم الى الحملة تباعاً.. وبالمقابل أيضاً تواصل معنا القطاع الخاص للدخول في الحملة.. وتطور عملنا ليصل إلى ما هو عليه الآن.2
ما برنامج عمل الحملة خلال الفترة القادمة؟ وهل سنرى محطات جديدة فيها؟
المبادرة ومنذ اليوم الأول تطوّر نفسها بنفسها من خلال الذين ينضمون إليها والعروض التي يقدمونها.. وهناك الكثير من الجهات التي انضمت وأعلنت عن عروض معينة، وأبلغتنا بأنها تحضّر لتطوير عروضها وتقديم عروض إضافية.. أما بالنسبة لنا، فمن الممكن أن يتركز عملنا على ضمان مصداقية العروض التي أعلنا عنها.. وبالتأكيد فإن الرقيب الأساسي على عروض الحملة وأمانة تنفيذها هم الناس المستهدفون بتلك العروض مباشرة، بالإضافة الى وسائل الإعلام.. وأي خرق أو تغيير أو تزوير في العروض يمكن إيصاله إلينا عبر البريد الالكتروني لموقع الحملة على الانترنت، أو بريد الصفحة الرسمية على الفيسبوك، لتتم بعدها مراجعة الجهة التي وردت الشكوى ضدها للالتزام أو سيقوم فريق الحملة بالإعلان أنها خارج الحملة رسمياً.
“عيشها غير” جاءت بعد مرور 4 سنوات على الأزمة، هل تعتقدون أنها ممكنة التطبيق في الظروف الحالية؟
عندما ترى سورياً بسيطاً فقد كل شيء وعاد ليؤسس عمله وحياته من لا شيء.. عندها يمكننا القول بثقة اننا قادرون على أن نعيشها غير.. وعندما نرى أن الأزمة لم تستطع أن تمنع سورياً من أن يسعف أخاه السوري أو ينجده أو يحافظ على عرضه وكرامته.. فنحن بكل تأكيد قادرون كما قدر هؤلاء أن نعيشها غير.. النماذج أمامنا.. وطالما امتلكنا القدرة والنية والإصرار والعمل.. سنعيشها غير.. ولو شكك الآخرون بجدوى ما نقوم به.. فالعبرة في النهاية موجودة وليست خيالاً وكما قدر كلّ هؤلاء فنحن قادرون أيضاً.
عنوان صفحة حملة عيشها غير على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/LiveSyria2015