(العربية) الزعبي: خطاب بعض المعارضين لا يعكس التصور حول مستقبل سورية

أكد وزير الاعلام عمران الزعبي “أن قرار الجيش العربي السوري والقيادة هو عدم التنازل عن أي شبر من تراب الوطن والقتال حتى النصر لتبقى سورية بلد التنوع والثراء” معتبرا أنه “في المسألة الوطنية لا يوجد حياد أو اعتدال”.

وفي لقاء سياسي مفتوح على مدرج الباسل في جامعة تشرين قال الوزير الزعبي إن الحل السياسي يجب أن يمر عبر مسار سياسي مع قوى وتيارات “وليس مع حملة السلاح ضد الدولة فهؤلاء سيتم التعامل معهم بنفس اللغة لأن الدولة في كل أنحاء العالم صاحبة الحق الوحيد في حمل السلاح لتنفيذ القانون وحفظ الأمن الداخلي والحدود”.4

وأشار وزير الاعلام إلى أن ما يجري من حروب وصراعات في المنطقة مواجهة بين موقفين ومشروعين متناقضين الأول قومي عربي أخلاقي قيمي والأخر هو “التخلف الأمريكي الإسرائيلي الخليجي” مبينا أن ما يزعج أعداء سورية هيكلية نظامها السياسي والاقتصادي وجيشها القوي وقرارها الوطني الحر المستقل ووقوفها إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأن “استهداف الإرهابيين للبنى التحتية والاقتصادية والعسكرية يخدم مصلحة إسرائيل في عدوانها على الأراضي السورية بالدرجة الأولى”.

وأكد وزير الإعلام ضرورة “عدم انقطاع الحوار” وتعلم احترام رأى الأخر واحترام دستور الدولة معتبرا “أن الخطاب السياسي لبعض الشخصيات المعارضة لا يعكس تصور أحد حول مستقبل سورية والوضع فيها”.

ورأى الزعبي أن التنظيمات الإرهابية المسلحة “أجبن” من مواجهة الدولة والجيش مواجهة حقيقية لذلك تعتمد الغدر وفبركة الأفلام ضمن حملة إعلامية تقوم على منطق الحرب النفسية الأمر الذي “يشبه إلى حد بعيد المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين لترويع السكان ودفعهم لهجرة قراهم”.

وحول لقاء موسكو الثاني أوضح الزعبي أنه كان “خطوة إيجابية” للوصول إلى تفاهم وقد تم التوصل إلى ورقة من عشر نقاط حول بند تقييم الوضع الراهن لكن “عند انتقال النقاش إلى البند المتعلق بالإرهاب بدا واضحا أن البعض لا يريد مناقشة جدية حوله ورفض تسمية الدول الداعمة للإرهاب مثل السعودية وتركيا وقطر وإسرائيل”.

وثمن الزعبي تضحيات الشهداء والجرحى الذين قدموا التضحيات دفاعا عن الوطن وأمن الشعب السوري مؤكدا “أن الشهادة وبطولات الشهداء لا تسقط بالتقادم فلولا تضحيات صالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وأحمد مريود الذين صنعوا الجلاء الذي هو عيد الأعياد للشعب السوري لما كانت سورية موجودة”.

وأكد أن الدولة السورية ورغم حجم المؤامرة والتحديات الاقتصادية التي تواجهها “تقوم بواجبها تجاه أسر الشهداء والجرحى وعائلات المفقودين والمخطوفين وهو واجب وطني وشرعي وديني وأخلاقي”.

وحول القرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي أمس حول اليمن تحت الفصل السابع والذي يحظر تزويد حركة أنصار الله بالأسلحة ويفرض عقوبات على قادتها رأى وزير الاعلام أنه “جاء للحفاظ على ماء وجه آل سعود الذين هم أجبن من أن يجتاحوا اليمن”.

وجدد وزير الإعلام تحذيره من الاستماع “للشائعات المغرضة التي تريد النيل من معنويات وعزيمة الشعب السوري” مؤكدا أن “ما أشيع عن الوضع في مدينة حلب في الإعلام عار من الصحة وأن الإعلام السوري الوطني يقوم بواجبه وتغطية الأحداث بشكل موضوعي”.

وكان الزعبي نفى في تصريح له يوم أمس الثلاثاء الشائعات التي تطلقها بعض القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت وصفحات الفيسبوك المرتبطة بالمجموعات الإرهابية المسلحة ودول وأجهزة استخبارات معينة “وتتحدث عن إخلاء مؤسسات الدولة وبعض المسؤولين في مدينة حلب”.

وخلال لقائه اليوم فعاليات أهلية وشعبية وحزبية ورسمية في المحافظة على مدرج دار الأسد للثقافة أكد الوزير الزعبي أن الحكومة السورية “لن تغلق باب الحوار السياسي مع كل أطياف المعارضة رغم إدراكها أن البعض لا يوجد له أي تمثيل على الأرض” انطلاقا من حرصها على إيجاد حل سياسي للأزمة مع استمرار الجيش والقوات المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وبين وزير الإعلام أن الحرب التي تتعرض لها سورية تستهدف الدولة والوطن والشعب معتبرا أن “الانتصار يحتاج إلى جبهة داخلية متماسكة” تسهم في شد أزر أبطال الجيش العربي السوري الذين يستبسلون في الدفاع عن مقومات الحياة ومواجهة الإرهاب والانتباه إلى الشائعات وما تروج له بعض القنوات المضللة مؤكدا أن الإعلام الوطني سيتصدى بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة لحرب الشائعات والتضليل.

وجدد الزعبي تأكيده “أنه لا قرار على الإطلاق بدخول الجيش العربي السوري إلى مخيم اليرموك لمنع الدول المتآمرة على سورية من استغلال القضية الفلسطينية في هذا المجال” مبينا أن “سورية قدمت تضحيات كبيرة لنصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته” والحكومة تؤمن جميع مستلزمات المواطنين السوريين والفلسطينيين الذين غادروا أو سيغادرون المخيم.

وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء أكد وزير الإعلام أن تضحيات الشهداء “مفتاح مستقبل سورية المتجددة” وأنه يجب علينا أن نكون أوفياء لهذه التضحيات من خلال العمل والقيام بالواجبات الوطنية والالتفاف حول الجيش والتماسك.

حضر اللقاءين محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم ورئيس جامعة تشرين الدكتور هاني شعبان وأمينا فرعي حزب البعث العربي الاشتراكي بالمحافظة الدكتور محمد شريتح وجامعة تشرين الدكتور صلاح داوود وعدد من أعضاء مجلس الشعب ورؤساء فروع المنظمات الشعبية والنقابات المهنية ومديرو المؤسسات والجهات العامة في المحافظة.

وخلال لقائه الإعلاميين في محافظتي اللاذقية وطرطوس ضمن المركز الإذاعي والتلفزيوني باللاذقية أكد الزعبي أهمية الدور المنوط بالإعلاميين في الرقابة وأن يكونوا عينا للمواطن على مؤسسات الدولة في تسليط الضوء على الفساد وفق معايير موضوعية تأخذ المصلحة العامة هدفا أساسيا لها.

وبين الزعبي أن المراكز الإعلامية تشكل مركز الاهتمام والجذب بسبب طبيعة العمل والأحداث التي تمر بها سورية مؤكدا في الوقت نفسه أهمية وسائل الإعلام الأخرى من صحف محلية والوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” في التغطية الشاملة للأحداث والنشاطات الرسمية والأهلية في المحافظات.

وأوضح الوزير أهمية دور مديريات الإعلام في المحافظات التي ستلعب دورا تنسيقيا بين المؤسسات الإعلامية واطلاعها بمهام محددة لأن الغاية هي تسهيل العمل لافتا إلى أهمية الاستمرار في عملية التأهيل والتدريب للكوادر الإعلامية.

وأكد الزعبي ضرورة وضع خطط عمل تتلاءم مع الحالة التي تمر بها سورية ورصد وتقييم الأعمال التلفزيونية لتقديم مادة مفيدة للمواطن منوها بأن مديرية الإعلام الالكتروني ستتحول في المستقبل إلى مؤسسة مستقلة.

وركزت المداخلات على أهمية احداث صحيفة الكترونية في محافظة طرطوس وإيلاء الريف اهتماما أكبر بالتغطية الاعلامية وتوفير سيارات نقل للإعلاميين تخدم هذا الهدف وتحقيق العدالة في التعويض الفكري بين المركز والمحافظات وإيجاد بديل لمكتب “سانا” باللاذقية لبعده عن مركز المدينة وضيقه حيث أشار الوزير إلى أنه سيجري قريبا العمل على تجميع المكاتب الإعلامية بالمحافظة في مجمع واحد.

                                                                                                       (المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 16/4/2015)