(العربية) أفرام الثاني: دول غربية توفر الغطاء للإرهابيين في سورية

أكد البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني كريم بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الاعلى للكنيسة السريانية الارثوذكسية في العالم أن بعض الدول الغربية لا تزال توفر الغطاء للتنظيمات الإرهابية في سورية عن طريق توفير السلاح والتدريب وعدم الضغط على دول في المنطقة لإغلاق حدودها أمام الإرهابيين الذين يتدفقون من كل أصقاع العالم إلى سورية مشيرا إلى أن هذه الدول تستغل ما يحدث في المنطقة من اعمال إرهابية للدفع بمصالحها إلى الأمام.

وأوضح البطريرك افرام الثاني في مقابلة مساء أمس مع التلفزيون العربي السوري أن العالم لا يقف متفرجا فقط على الجرائم بحق الانسانية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في سورية وإنما يسهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فيها لأن السكوت عنها جريمة مبينا أن الإرهاب الذي يستهدف سورية يهدف إلى استنزاف الجيش العربي السوري وإضعاف الحكومة السورية.

وأشار البطريرك افرام الثاني إلى أن الإرهاب لا يهدد سورية فقط وإنما الدول الغربية ومن مصلحتها القضاء على هذه الظاهرة في العالم كله لافتا إلى أن عمليات ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي لا ترقى للمستوى المطلوب ولا تعطي النتيجة المرجوة منها.

وأكد البطريرك افرام الثاني أن الشعب السوري ضحية الإرهاب الذي يستهدفه دون استثناء وأن حل الأزمة لا يأتي من الخارج ولا من قبل الحكومة السورية فقط وإنما بتكاتف جميع السوريين الذين وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم.

وعن لقاء جمعه مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا قال البطريرك افرام الثاني: “لقد أبلغناه رسالة واضحة مفادها أن السوريين جميعهم يتمنون السلام ونهاية الحرب وطلبنا منه العمل مع الأمم المتحدة للضغط على كل من له التأثير على الأرض بجمع الأطراف للجلوس على طاولة حوار مع الحكومة السورية ويفضل أن يكون على الأراضي السورية والوصول إلى حوار يؤدي الى السلام ويقرر فيه أبناء سورية مستقبل بلدهم”.

ودعا البطريرك افرام الثاني أبناء سورية عموما والحسكة خصوصا الى التحلي بالصبر والتمسك بسورية وأن يكونوا معا يدا بيد لدحر الأعداء وإعادة الأمن والسلام الى ربوع الحسكة ومنطقة الجزيرة وكل سورية وقال: “إن في هذا الصبر والتمسك بسورية والتعاون خلاصهم وخلاصها”.

وأكد البطريرك افرام الثاني أن المسيحيين في سورية لن يغيروا مواقفهم المتمثلة بالوقوف مع الشرعية والحكومة والأمن والسلم وتمسكهم بأرض ابائهم وأجدادهم رغم ما يحاوله الغرب من دفعهم للخروج منها عبر الادعاء بأنهم غير آمنين ومستهدفون.

وأوضح البطريرك افرام الثاني أن مهمة رجال الدين هي نقل الحقيقة وأنه خلال لقاءاته بأبناء الجالية السورية في جولته الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية شدد على أهمية عدم تأثرهم بما تنشره وسائل الإعلام الغربية المضللة وغير الصادقة عما يجري في سورية.

وأكد البطريرك افرام الثاني أن المجتمع التركي بدأ مؤخرا مطالبة رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان بتقديم تفسيرات والاجابة عما تقوم به حكومة حزب العدالة والتنمية منذ بداية الأزمة في سورية وخاصة بعد نشر مقطع الفيديو الذي يظهر الشاحنات المحملة بالأسلحة إلى سورية دون الخضوع للقوانين الجمركية وغيرها مشيرا إلى أن الشعب التركي هو شعب صديق وجار وبدأ يأخذ موقفا جديا من تدخلات حكومة حزب العدالة في سورية.

وقال البطريرك افرام الثاني.. “اذا كان المجتمع الدولي جادا في حل الأزمة السورية ووقف العدوان على سورية فعليه أن يسأل الحكومة التركية عن تصرفاتها ودورها في اشتداد الأزمة في سورية وتأجيج الحرب فيها”.

                                                                                                        (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 9/6/2015)