(العربية) لافروف: اتفقنا مع السعودية على مواصلة التنسيق لخلق ظروف مواتية لاستئناف الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف أن هناك خلافات بين روسيا والسعودية بشأن تطبيق بنود بيان جنيف1 ولكن أغلب المواقف متقاربة لافتا إلى أن النقاش حول المبادرة التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنشاء حلف إقليمي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي سيتواصل.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو اليوم “ناقشنا أهداف تطبيق التفاهمات والتوافقات التي يضمنها بيان جنيف 1 .. وعلى الرغم من وجود بعض الخلافات في المواقف الروسية السعودية حول تطبيق البيان إلا أنه يمكنني القول أن أغلب المواقف الروسية السعودية تتطابق”.

وأضاف لافروف “اتفقنا على مواصلة التفكير في الخطوات التي يجب اتخاذها لخلق الظروف المواتية لاستئناف الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة السورية بجميع أطيافها برعاية المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا”.

وأشار لافروف إلى اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع الجبير ووزير الخارجية الامريكي جون كيري في قطر قبل أسبوعين حيث جرت مناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل حل الأزمة في سورية مبينا أن “لقاء موسكو اليوم كان مفيدا جدا ويأتي لتطوير التفاهمات التي تم التوصل إليها في الدوحة”.

وأوضح لافروف أن الرؤية الروسية والسعودية موحدة في ضرورة تضافر الجهود لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية التي هي مصدر الخطر ليس فقط لروسيا والسعودية بل للعالم كله لافتا إلى أن النقاش سيتواصل حول المبادرة التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين لإنشاء تحالف إقليمي واسع ضد داعش وقال “لقد وجدنا بعض الملامح لتطبيقها”.

وذكر لافروف أنه من ضمن نتائج لقاءات اليوم “ضرورة دعم توحيد صفوف المعارضة السورية على قاعدة متينة وبناءة لبلورة الرؤية الموحدة لمستقبل سورية وذلك سيصب في مصلحة إطلاق الحوار الفعال تحت الرعاية الأممية”.

وردا على سؤال حول مبادرة الرئيس الروسي لإنشاء تحالف ضد تنظيم داعش الإرهابي تشترك فيه الحكومة السورية إلى جانب تركيا والسعودية أكد لافروف “أن مشاركة الجيش السوري في هذه الجهود ضرورة” لافتا إلى أن روسيا والسعودية تدعمان جميع المبادئ المنصوص عليها في إعلان جنيف1 ومن ضمنها ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة في سورية والجيش السوري من ضمن هذه المؤسسات.

وبين لافروف أنه رغم وجود تطابق في وجهات النظر بين روسيا والسعودية تجاه أغلب مبادئ إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية إلا أنه لا تزال هناك بعض الخلافات في المواقف بين البلدين وقال ..”نعتقد أنه لا بد من إيجاد حل لجميع النقاط الخلافية وبعدها سيتم تحديد ملامح الفترة الانتقالية ولا بد من أن يقوم السوريون بهذه المهمة بأنفسهم فقط على أساس إعلان جنيف1″.

ودعا لافروف جميع الدول التي لها تأثير بالأوضاع في سورية إلى الابتعاد عن خيار اسقاط القيادة السورية عسكريا لأن ذلك سيصب في مصلحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأشار لافروف إلى إن روسيا والسعودية تدعمان التطبيق الكامل لإعلان جنيف بشأن سورية بما في ذلك موضوع إنشاء “هيئة الحكم الانتقالي” وقال..”أما عدا هذه الهيئة والقرار حول إنشائها لا بد من اتخاذها بعد التوصل إلى الوفاق العام من قبل الحكومة السورية والمعارضة بجميع أطيافها” لافتا إلى أن إعلان جنيف1 تم إقراره من قبل مجلس الأمن “لذلك عملنا اليوم هو محاولة بذل جهود من أجل إقامة البيئة المواتية لإطلاق هذا الحوار الرامي لتطبيق إعلان جنيف”.

وقال لافروف ردا على سؤال ..”أنه ليس لدينا أي مخططات لإجراء لقاء موسع يجمع بين أطياف المعارضة السورية وكما تعلمون أجرينا مرتين ما يسمى منتدى موسكو في شباط ونيسان الماضيين ولكننا نواصل إجراء الاتصالات على أساس انفرادي بيننا وبين قادة المعارضة وفي القريب العاجل نتوقع وصول الوفود ” مبينا أن جميع هذه الزيارات “ليست أجزاء من لقاء سوري عام وسنتعامل مع جميع قادة المعارضة في سياق وإطار مواقفنا العامة”.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه جرت مناقشة موضوع محاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتضافر الجهود لمواجهة المنظمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها وقال ..”من البديهي أن يشارك الجيشان السوري والعراقي في الحرب ضد الإرهاب”.

وأكد لافروف أنه من دون توحيد جهود الذين يقاتلون ضد تنظيم داعش الإرهابي الآن على الأرض لا يمكن تحقيق انتصار كما أن الضربات الجوية من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “لن تثمر ولن تحقق الهدف المنشود بالقضاء على داعش” مجددا التأكيد على أن ضمان نجاح مهمة التحالف الدولي هو ما طرحه الرئيس بوتين من تنسيق وتوحيد الجهود على الأرض ضد هذا التنظيم المتطرف.

وشدد لافروف على ضرورة تماشي تصرفات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية مع القانون الدولي “ليكون شرعيا” كما كان هو الحال في العراق حيث أعطت الحكومة العراقية الموافقة على مثل هذه الضربات وقال “لا بد أن نسعى إلى نفس الظروف مع سورية”.

وأشار لافروف إلى أن سورية ليست مصدر تهديد لأي دولة من دول الجوار وأن تنظيم داعش الإرهابي هو مصدر للخطر المستمر لكل من العراق وسورية وحتى السعودية لافتا إلى أن إرهابيي داعش يهددون تلك الدول بشكل معلن وينشرون الخرائط المكتوبة من قبلهم “خرائط الخلافة” التي تمتد من إسبانيا إلى باكستان لذلك لا بد من إعادة التفكير في مقاييس هذه الخطورة.

وحول التخلي الطوعي عن ممارسة حق الفيتو بمجلس الأمن في حال كانت هناك ضرورة وفق الرؤية الفرنسية قال لافروف ..” إن هذه الفكرة ليست وليدة اليوم ونعتقد ألا مستقبل لها لأن مبدأ حق الفيتو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة دون أي شروط أو تحفظات وعلى جميع الدول التي صدقت على ميثاق الأمم المتحدة احترامه لأنه جزء لا يتجزأ من منظومة القانون الدولي” مضيفا أن ما يقلقنا هي المحاولات الكثيفة في الفترة الأخيرة لتحويل مجلس الأمن من أداة دبلوماسية إلى أداة للدعاية عبر طرح مشاريع القرارات أحادية الجانب داعيا إلى التشبث بالحوار لتحقيق النتائج الفعالة مثلما حدث مع برنامج إيران النووي وقضية الأسلحة الكيميائية السورية”.

وحول الوضع في اليمن شدد لافروف على ضرورة التوصل السريع لوقف العمليات العسكرية في اليمن وإطلاق العملية السياسية لافتا إلى أن روسيا أطلعت الجانب السعودي على فحوى الاتصالات التي أجرتها مع ممثلي الفصائل اليمنية بهدف دعم مبادرة اسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جهوده من أجل مواصلة العملية التفاوضية مع الأخذ بعين الاعتبار القرارات الأممية ذات الصلة.

وأعرب لافروف عن أمله في أن تسهم الظروف الجيدة بعد الاتفاق النووي الإيراني في تعزيز الجهود لإطلاق الحوار بين الدول العربية ولا سيما دول الخليج مع إيران مؤكدا أن روسيا ستقدم كل ما يمكن في هذا المجال.

إلى ذلك أشار لافروف إلى أنه جرى تبادل الآراء حول الأوضاع في العراق وليبيا والمواقف كانت متطابقة حول هذه القضايا إضافة إلى توحد الآراء حول عملية السلام في الشرق الأوسط واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.

 (المصدر: وكالة سانا للأنباء، تاريخ 12/8/2015)