(العربية) الخارجية الروسية: أي تدخل عسكري في سورية غير شرعي ويؤدي إلى إحباط العملية السياسية

حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن أي تدخل عسكري في سورية سيكون غير شرعي مشددة على أن أي تدخل تركي سيؤدي إلى إحباط العملية السياسية لحل الأزمة في سورية.

ولفتت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم إلى ارتباط مطالبة المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل بإقامة منطقة “حظر جوي” في سورية مع موقف النظام التركي وقالت “إن هذه الفكرة ليست جديدة إذ سبق للنظام التركي أن طرحها مرارا”.

واعتبرت زاخاروفا “إن من شأن إقامة منطقة حظر جوي في سورية أن يؤدي إلى تكرار السيناريو الليبي” وقالت “لم يلغ أحد سيادة البلاد ولا يريد أحد تكرار السيناريو الليبي وسبق للمجتمع الدولي أن اختبر هذه الفكرة وباتت نتيجتها ملموسة ليس في ليبيا فحسب بل وفي أوروبا أيضا”.

ولفتت زاخاروفا إلى أن موسكو تأمل في ألا ينتهك أي من المشاركين في “مجموعة دعم سورية” الالتزامات التي أخذوها على عاتقهم بدعم العملية السياسية في سورية.

وشددت على أن روسيا تعتبر سورية دولة مستقلة ذات سيادة وديمقراطية يعيش فيها بوئام ممثلو مختلف الطوائف كما نؤكد دائما إنها يجب أن تكون موحدة الأراضي.

وأكدت زاخاروفا أن الحكومة السورية توفر الظروف المناسبة للحياة في المناطق التي يتم تحريرها من الإرهابيين خلال العمليات الناجحة للجيش العربي السوري مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تحالف واشنطن يشن غارات جوية على أهداف مدنية ومناطق سكنية.

وسخرت زاخاروفا من تصريحات المسؤولين الأتراك واتهامهم الجانب الروسي “بأنه يستخدم الهجرة الجماعية لممارسة الضغط على تركيا وأوروبا” مبينة أن هدف هذه التصريحات “توتير الأوضاع ومحاولة الإساءة لسمعة روسيا وجهودها الرامية إلى حل الأزمة في سورية”.

وقالت زاخاروفا “إن الاتهامات الموجهة ضد روسيا من قبل تركيا ومسؤولي الدول الأخرى حول استهداف الطيران الروسي مدنيين وبنى تحتية بما فيها مستشفيات في إدلب ليست سوى أكاذيب سافرة وباطلة” مشددة على أنه “لا توجد أي دلائل مباشرة أو غير مباشرة تشير إلى تورط سلاح الجو الروسي في تدمير هذه المستشفيات”.

وأكدت زاخاروفا أن تصريحات رئيس وزراء النظام التركي أحمد داود أوغلو حول تقديم روسيا “دعما خفيا” لتنظيم “داعش” الإرهابي “غير مقبولة على الإطلاق ومثيرة للصدمة” نظرا لكونها تصدر عن رئيس حكومة تسببت بتهجير قرابة 200 ألف شخص من سكان مناطق جنوب غرب بلادها إضافة إلى مقتل أكثر من 500 مدني.

ووصفت زاخاروفا اتهامات سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي بأن روسيا تقصف المستشفيات بأنها “شيء مستهتر” موضحة أن رايس غير مطلعة على المعلومات التي تقدمها موسكو باستمرار.

وكانت زاخاروفا نفت في تصريح صحفي أمس الأول الاتهامات الموجهة لروسيا التي زعمت بأن الطيران الروسي يستهدف “مواقع غير تابعة للإرهابيين” مؤكدة أن الضربات الروسية تلتزم بما تم التوافق عليه في اجتماع “مجموعة الدعم الخاصة بسورية” في ميونيخ.

وأعربت زاخاروفا عن ارتياح موسكو لسير الجهود الرامية لتحسين الوضع الإنساني في سورية تطبيقا لاتفاقات ميونيخ وقالت “نشعر بارتياح لوتائر العمل في هذا الاتجاه وللجهود السريعة النشطة التي تتخذها الحكومة السورية على المسار الإنساني”.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أكد أن إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الإرهابيين هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا أو بأي جهة كانت وإن أي إدخال أو إيصال للمساعدات الإنسانية في السابق أو في المستقبل هو ضمن خطة الاستجابة الوطنية السورية.

وأعادت زاخاروفا التذكير بأن “مجموعة دعم سورية” شكلت فريقي عمل لمتابعة تطبيق بيان ميونيخ الصادر في 11 شباط الجاري مبينة أن الفريق الأول المعنى بالمسائل الإنسانية عقد اجتماعه الأول وكان الاجتماع ناجحا وأسفر عن نتائج تطبيقية إذ انطلقت الجهود العملية على هذا المسار.

ورأت زاخاروفا أن اللجنة الخاصة بوقف الأعمال القتالية في سورية التي ستجتمع يوم الجمعة القادم بمشاركة خبراء روس وأمريكيين ودول أخرى وفق ما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ستبدأ “عملا ملموسا”.

وزارة الدفاع الروسية: تصريحات وزير الدفاع البريطاني حول قصف مواقع مدنية في سورية سخيفة ولا أساس لها

من جانبها انتقدت وزارة الدفاع الروسية بشدة تصريحات وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون حول قصف القوات الروسية مواقع مدنية في سورية معتبرة أنها تصريحات “سخيفة ولا أساس لها”.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف في بيان نقله موقع روسيا اليوم أنه من غير الواضح ما إذا كانت وزارة الدفاع البريطانية تكتب تقاريرها حول العمليات الجوية الروسية في سورية بذات الأسلوب الذي يتبعه ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره في لندن” مشيرا إلى أن هذا المرصد يعتبر “المصدر الوحيد” للمعطيات حول العمليات الروسية في سورية بالنسبة لوزارة الدفاع البريطانية.

وأكد كوناشينكوف أنه يجب اعتبار تصريح فالون فاشلا وأن عليه أن يوضح مصدر تلك المعلومات الكاذبة.

                        (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 19/2/2016)