(العربية) الجعفري: جاهزون للاستمرار في الحوار السوري السوري إلى النهاية ومن يرد الانسحاب بتعليمات من الخارج يتحمل نتائج أفعاله.. عضوية الحكومة الموسعة مفتوحة للمعارضة الوطنية التي لا تتبع لأجندات خارجية وتنبذ الإرهاب كسلاح سياسي

أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري السوري في جنيف الدكتور بشار الجعفري أن الحوار مستمر حتى لو أراد فصيل من الفصائل تعليق مشاركته لأن هذا لا يكسر القاعدة أو التوازنات الموجودة.

وأشار الجعفري في حديث لوسائل إعلام سورية بجنيف إلى أن الحوار جار مع وفد الجمهورية العربية السورية ووفود كثيرة من المعارضات مضيفا.. “إن هناك مجموعات كثيرة موجودة وتؤيد الاستمرار في الحوار وأما من يرد الانسحاب بتعليمات من الخارج فهو يتحمل نتائج أفعاله”.

وقال الجعفري.. “أتينا إلى جنيف للمضي قدما في ولاية محددة بالتاريخ زمنيا وجاهزون للاستمرار إلى النهاية” مؤكدا أن وفد الجمهورية العربية السورية لا يتلقى تعليماته إلا من قيادته السياسية الوطنية أما الآخرون فيتلقون تعليماتهم من عواصم عديدة في الخارج.

وأضاف الجعفري.. “إننا الوفد الوحيد الأكثر انضباطا بين جميع المجموعات والمنصات المشاركة في هذا الحوار السوري السوري حيث ظهر لدينا خلل هيكلي أو بنيوي منذ الجولة الأولى يتمثل في عدم تعامل الأمم المتحدة بشخص المبعوث الخاص للأمين العام إلى الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا مع كل فصائل المعارضات السورية على قدم المساواة كإشكالية أولى”.

وأوضح الجعفري أن هناك إشكالية أخرى فحتى الآن لا أحد يعرف من هو الوفد ومن هو غير الوفد ومن هو الوفد من الدرجة الأولى أو من الدرجة الاقتصادية ولا جواب على ذلك لافتا إلى أن الاشكالية الثالثة تتمثل في عدم وجود جدول أعمال فـ دي ميستورا يقول إن جدول الأعمال هو مضمون القرار 2254 ونحن نقول له إن مضمون هذا القرار هو خارطة طريق وليس جدول أعمال.

وقال رئيس وفد الجمهورية العربية السورية.. “إن لدينا قراءتنا الخاصة للقرار 2254 ومفادها أن ولايتنا هنا في جنيف كوفد للجمهورية العربية السورية تقف عند حدود الوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة أما أن نناقش الدستور فهذا يتضمن تناقضا جوهريا مع القرار نفسه ويصادر حق الحكومة المؤقتة أو الانتقالية الوطنية الموسعة بتكليف لجنة دستورية بإعداد دستور جديد أو تعديل الدستور القائم بمعنى أننا لا نستطيع وضع العربة قبل الحصان منذ الآن فهذا الأمر غير منطقي”.

وأضاف الجعفري.. “إن تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة يتمثل في جزء من الحكومة الحالية والمعارضة والمستقلين وغيرهم أي حكومة تكنوقراط وقد شرحنا كل هذه الأمور للمبعوث الخاص وانخرطنا في حوار تفاعلي معه وقدمنا له يوم الاثنين ورقة مهمة جدا وهي عبارة عن تعديلاتنا نحن على ورقته الأساسية التي كان قد سلمنا إياها في آخر يوم من الجولة السابقة”.

وتابع الجعفري .. إن تعديلاتنا على ورقة دي ميستورا هي اليوم الأساس والمحور في النقاش وطلبنا منه أن يذهب إلى المجموعات والوفود والمنصات الأخرى والمجالس الأخرى والخبراء والمستشارين والمفاوضين الآخرين ليعرض عليها تعديلاتنا ويعود إلينا بتقييم هذه المجموعات لتعديلاتنا وعندها سننطلق في دراسة آليات تطبيق هذه التعديلات أو هذه الورقة التي سيصبح اسمها ورقة الميسر وهي تحمل بصمات وفد الجمهورية العربية السورية.

ولفت الجعفري إلى أن دي ميستورا وعد بأن يقوم بعرض التعديلات على المجموعات الأخرى ويعود إلينا غدا بردود الأفعال ومن ثم ننتقل إلى مزيد من النقاش والمناقشة المعمقة حول تعديلاتنا.

وأضاف رئيس وفد الجمهورية العربية السورية.. “إن المبعوث الخاص لم يثر معنا من قريب ولا من بعيد مسألة نواب الرئيس أو ما قيل من إشارة إلى هذا الموضوع” لافتا الى أن دي ميستورا قال خلال جلسة يوم الاثنين “إنه لم يثر هذه المسألة وإنما سمع الفكرة من أحد أعضاء خبراء مجموعة الرياض فتلقفها وناقشها مع هذا الشخص بالذات لكنها لم تتحول إلى اقتراح رسمي من قبله أو قبل أحد وليست فكرة للتداول”.

وتابع الجعفري.. “أنا شخصيا قلت له إن هذا الاقتراح غير مقبول على الإطلاق لأنه يمس صلاحيات رئاسية ليست من ولايتنا وليست من ولاية المبعوث الخاص فأغلق الموضوع في حينه ولم يأخذ الموضوع من النقاش 10 ثوان وقال بأنه يتفهم ذلك واعتذر قائلا بأن الموضوع ليس رسميا على الإطلاق”.

وقال الجعفري.. “إنه بالنسبة لمنصات المعارضات من الطبيعي أن تكون هذه المعارضات مختلفة فمنذ الجولة الأولى كنا نطالب بتشكيل وفد موحد للمعارضات بحيث نجلس معهم ونناقش الأشياء بعمق ونبتعد عن إضاعة الوقت والجهد وكان هذا الكلام صعبا ومستحيلا لأن الكثير من المعارضات الموجودة في جنيف مرتبطة بأجندات خارجية”.

وأشار الجعفري إلى أن هناك أيضا معارضات وطنية نحترمها ونقدرها ونعتبرهم شركاء معنا لكن مجموعة السعودية مرتبطة بالسعودية وبتركيا وبقطر مبينا أن اختلاف المعارضات وتنوعها وولاءاتها المتعددة للقوى الخارجية أدى إلى هذه النتيجة وقال.. “نحن نرى اليوم أن قراءة مجموعة السعودية مختلفة عن مجموعة موسكو ومختلفة عن مجموعة القاهرة والآستانة وعن المعارضة الداخلية أي وفد حميميم والمجلس الاستشاري النسائي وعن وفد المجتمع المدني”.

وأعرب الجعفري عن قناعته بأن كل المعارضات بخلاف وفد السعودية تكاد تجد قواسم مشتركة فيما بينها متسائلاً.. كيف يمكن أن تبني هذه المعارضات وكثير منها وطني قواسم مشتركة مع وفد السعودية الذي يتلقى أوامر وتعليمات من مشغليه السعوديين.

وأضاف الجعفري.. عندما يقول وفد الجمهورية العربية السورية إننا مستعدون لإنشاء حكومة وحدة وطنية موسعة يعني ذلك أن الحكومة مستعدة لإدخال وجوه من المعارضة لكن ليس أي وجه من المعارضة فالمعارض الذي يريد أن يكون طرفا في حكومة وطنية موسعة أولا يجب ألا يكون إرهابيا وثانيا يجب أن يكون وطنيا أي لا يعمل لمصلحة أجندة خارجية وثالثا أن يكون مقيما في البلد يعني هناك شروط موضوعية لم نصل بعد إلى مناقشة هذه القضايا ولكننا طرحناها بشكل من الأشكال مع دي ميستورا.

وأوضح الجعفري أن عضوية الحكومة الموسعة مفتوحة للمعارضة الوطنية أي معارضة لا تتبع لأجندات خارجية وتنبذ الإرهاب كسلاح سياسي.

وعن احتمالية قيام دي ميستورا بتعليق الحوار يوم الجمعة القادم أوضح الجعفري أن دمشق هي من ستقيم رد الفعل المناسب لهكذا قرار وكل وفد يتحمل مسؤولية قراراته لافتا إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية سيلتقي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا غدا عند الساعة 11 صباحاً.

وحول عملية الانتقال السياسي قال الجعفري ليس لدينا مشكلة في ذلك وشرحنا لـ دي مستورا وليس لدينا كابوس وقضايا محرمة وعندنا تفسير لكل شيء

ولدينا قراءتنا الوطنية وشرحنا الانتقال السياسي وهو الانتقال من وضع إلى وضع ومن دستور إلى دستور ومن برلمان الى برلمان ومن حكومة لحكومة ولسنا أول دولة في العالم تواجه هكذا مشكلة وتناقش مسألة حكومة وحدة وطنية موسعة.

وأضاف الجعفري.. إن هناك تجارب كثيرة في العالم تصب في نفس الإطار أما أن يدعي البعض أنه يريد بهذا الكلام البدء من الصفر واعادة تشكيل الدولة من الصفر فهذا الكلام يخلق فراغا دستوريا خطرا على البلاد لذلك هو مستبعد.

وأوضح الجعفري أن الطرف الآخر متعنت ويقرأ ما يجري في جنيف قراءة اصطفائية انتقائية لا أساس لها من الواقع ويزور حيثيات القرار 2254 وبيان فيينا عدا عن التصريحات النارية والاستفزازية التي يطلقها هنا وهناك فهو غير قادر على استيعاب ماذا يعني الحوار السوري السوري ومرجعيات الحوار.

ولفت الجعفري إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية هو الوفد الوحيد الذي قدم وثائق واقتراحات وأفكارا مكتوبة تصب كلها في إطار تنفيذ أحكام القرار 2254 وبيان فيينا.

وبين الجعفري أن المعارضة الوطنية لا تكون مرتبطة بالأجندات الخارجية أو تتلقى الدعم والتعليمات من الخارج كما يفعل وفد “معارضة الرياض” الذي يضم في صفوفه من يعملون لأجندة سعودية ومن هم راديكاليون متطرفون يعملون لمصلحة تنظيمات إرهابية كحركة “أحرار الشام” و”جيش الإسلام” الممثلين داخل هذا الوفد في جنيف.

كما أشار الجعفري إلى أن وفد “معارضة الرياض” يضم في صفوفه من يخدم الأجندة السعودية والتركية والقطرية والأوروبية والأمريكية وما يجمعهم هو الحقد على وطنهم وإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار به.

ولفت الجعفري إلى أن الإرهابيين مازالوا يتدفقون عبر تركيا إلى الأراضي السورية موضحا أنه يوم أمس فقط دخل 6 آلاف منهم إلى سورية.

وبين الجعفري أن دي ميستورا أعلم وفد الجمهورية العربية السورية منذ يوم الاثنين أن لديه مسألة عائلية تستدعي حكما حضوره في بلاده مع عائلته ومن غير المعروف إن كان سيعود غدا صباحا أم لا لذا قد يتولى ترؤس وفد الأمم المتحدة السفير رمزي رمزي وليس لدينا أي مشكلة في ذلك.

الجعفري: الحوار السوري السوري في جنيف يمكن أن يستمر مع قوى معارضة أخرى غير وفد “معارضة الرياض”

إلى ذلك أكد الجعفري أن المحادثات في جنيف يمكن أن تستمر مع قوى معارضة أخرى رغم إعلان وفد “معارضة الرياض” تعليق مشاركته.

وقال الجعفري في مقابلة مع وكالة “رويترز”.. إن المعارضة ليست حكرا على الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكلت في السعودية مضيفا.. إذا كانوا يريدون المقاطعة يمكنهم ذلك.. لن يكون هذا مشكلة كبيرة بالنسبة لنا لأنهم ليسوا الممثلين الوحيدين للمعارضة السورية.

ولفت الجعفري الى أن الحجج التي تسوقها معارضة الرياض غير مقنعة موضحا أن المجموعات الأخرى في المعارضة لا تقيم الوضع بنفس الشكل ولهذا السبب ستتواصل المحادثات بكل سلاسة ممكنة.

وأشار الجعفري الى ان وفد “معارضة الرياض” يفتعل المشاكل منذ بداية العملية في جنيف ويهدد بتعليق المحادثات او تأجيلها لأنه ينتظر التعليمات من داعميه في السعودية وتركيا وقطر.

وأضاف الجعفري.. هذه مماطلة سياسية كما تسمونها بلغة الأمم المتحدة.. إنهم يماطلون بغرض نسف المحادثات برمتها.

ولفت الجعفري الى الدعوات التي صدرت عن متزعمي الإرهابيين في جنيف والتي يطلبون فيها من أتباعهم مهاجمة الجيش العربي السوري مؤكدا ان من شأن ذلك ان ينسف المحادثات.

وقال الجعفري.. العناصر المتشددة الإرهابية داخل وفد الرياض تهيمن على آلية اتخاذ القرار.

 

                                                                                                      (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 20/4/2015)