(العربية) اجتماع ثلاثي لوزراء الدفاع السوري والإيراني والروسي في طهران لبحث مسالة مكافحة الإرهاب في سورية والمنطقة

بحث وزراء الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج والإيراني العميد حسين دهقان والروسي سيرغي شويغو خلال لقاء ثلاثي عقد بمبادرة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في طهران بعد ظهر اليوم المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب في سورية والمنطقة.

وقال العماد الفريج: إننا مستمرون في مواجهة الإرهاب والتصدى له في كل مكان في سورية بكل إرادة وشجاعة وذلك بدعم أصدقائنا وأشقائنا السياسي والاقتصادي والعسكري مؤكداً أن هزيمة الإرهاب في سورية تعنى هزيمة الإرهاب في المنطقة.

وأضاف العماد الفريج “إن سورية تواجه الإرهاب التكفيري منذ أكثر من خمس سنوات بزعامة أمريكا التي زجت إمكانياتها الكبيرة لمحاربة سورية الأمر الذي تطلب منا مواجهة الإرهاب وأدواته فمنذ اليوم الأول للأزمة قرر السيد الرئيس بشار الأسد مواجهة الإرهاب وقدمنا تضحيات كبيرة” موضحا أن الدول التي قدمت لنا كل شىء طلبناه هي إيران الشقيقة وروسيا الصديقة ونحن في القوات المسلحة نقدر عاليا كل ما قدمته إيران وروسيا وسننتصر في مواجهة الإرهاب.

وأشار العماد الفريج إلى أنه التقى مع نظيره الروسي وكانت النتائج ممتازة وهناك مجموعة إجراءات ستحقق نتائج مستقبلية أفضل موجها الشكر لإيران على الجهد الذي بذلته لعقد هذا الاجتماع كما شكر وزير الدفاع الروسي مضيفاً.. اننا نعلم جميعا أن التضحيات في سورية كبيرة ونقدر عاليا ما قدمتموه وهذا سيكون طريقنا إلى النصر.

من جهته قال وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد حسين دهقان “إن إيران كانت دوما من دعاة التفاوض ومعالجة الأزمة في سورية عن طريق الحوار السوري/السوري” موضحا أن إيران توافق على “وقف إطلاق نار مكفول ومضمون لا يؤدي إلى إعادة بنية وقدرات الإرهابيين في سورية” وأشار العميد دهقان إلى الظروف المتأزمة في المنطقة التي تعود جذورها إلى السياسات التوسعية والعدوانية الأميركية والإسرائيلية وبعض الدول الداعمة للإرهاب وقال “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها مصدر استقرار وأمن في المنطقة وباعتبارها أحد أكبر ضحايا الإرهاب خلال عمرها السياسي المبارك والمتسم بالعزة قد واجهت دوما الاعتداء والاحتلال والإرهاب بشكل جاد وشامل وتعتبر اليوم أيضا المواجهة الجادة والشاملة مع التيارات الإرهابية والتكفيرية والصهيونية بأنها واجب ومهمة ورسالة إنسانية بهدف إرساء الاستقرار والأمن على صعيد المنطقة والعالم”.

وأضاف دهقان أن “إيران ترى أن معالجة الأزمة في سورية والعراق واليمن وسائر الدول والمناطق التي تواجه نزاعات وصراعات تكمن في المكافحة الحازمة ضد الإرهابيين من دون استثناء وقطع الدعم المالي والسياسي لهم بشكل كامل حتى وصول مرحلة اجتثاث جذور الإرهاب من جهة ومن جهة أخرى إيجاد أجواء آمنة وهادئة لتقرير المصير السياسي لهذه الدول من قبل شعوبها”.

وتابع دهقان “اننا نعتبر وقف إطلاق نار شامل وتوفير إمكانية تقديم الإغاثة والإجراءات الإنسانية متزامنا مع الحيلولة دون الدعم اللوجيستي للتيارات الإرهابية والقيام بإجراءات عسكرية حازمة ضد الإرهابيين بأنها خطوة أولى في عودة الاستقرار والأمن إلى المنطقة”.

وشرح العميد دهقان خصائص التيارات الإرهابية التكفيرية التي لا تلتزم بأي من المبادئ الإنسانية والأخلاقية وقال إن “تبرير دعم أميركا والسعودية وبعض الدول الأخرى في المنطقة للإرهابيين الذي يجري تحت غطاء دعم المعارضة المعتدلة يثبت كذب مزاعم نظام الهيمنة حول مكافحته للإرهاب”.

ولفت دهقان إلى أن المتشدقين بالدفاع عن حقوق الإنسان غضوا الطرف عن أكثر الممارسات غير الأخلاقية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الإرهابيون والمعتدون بالمنطقة في قتل الشعب السوري والعراقي واليمني البريء وقال “إن استخدام أسلحة كيمياوية من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي وكذلك احتمال امتلاك هذا التنظيم لأسلحة نووية بحيث حذرت مراكز الدراسات الغربية منه يعتبر كارثة مدمرة للأمن العالمي”.

وأدان وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية بشدة التواطؤ بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي وعملياتهما المشتركة في دعم الإرهاب وقال “إن التحالف مع عدو المسلمين والبشرية أي الكيان الإسرائيلي المصطنع سيأتي بعواقب خطرة جدا على حكام السعودية وان الشعوب المسلمة في المنطقة والعالم لن تتحمل هذا الخطأ الاستراتيجي”.

وأكد العميد دهقان على ضرورة القيام بإجراءات حازمة وسريعة وشاملة ومنسجمة ضد الإرهاب وقال إن “الاجتماع الثلاثي في طهران عقد لتحقيق هذا الهدف”.

ودعا العميد دهقان إلى الحوار السياسي الداخلي في سورية من خلال اعتماد العقلانية وانتهاج أساليب سلمية.

وأعرب العميد دهقان عن شكره وتقديره لحضور وزيري دفاع روسيا وسورية هذا الاجتماع وقال “نأمل في أن نستطيع إفشال وإحباط المؤامرة الخطرة التي تهدف إلى إثارة انعدام الأمن والتقسيم والمساس بسيادة الأراضي والعبث بالسيادة الوطنية لدول المنطقة من خلال تبادل وجهات النظر وبذل مساع مشتركة واتخاذ قرارات استراتيجية”.

قدم وزيرا دفاع سورية وروسيا وجهات نظرهما حول سبل تعزيز مكافحة الإرهاب وتوسيع رقعتها وأكدا على ضرورة إيجاد مزيد من الانسجام والتنسيق لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة بشكل جاد معربين عن تقديرهما لإيران بمناسبة عقد هذا الاجتماع الثلاثي الذي يمكن أن يترك أثرا إيجابيا كثيرا في عملية مكافحة الإرهاب.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن “الإرهاب مشكلة على مستوى العالم ونحن مقتنعون بأن التنسيق على المستوى العالي مهم بهذا الشأن” مضيفا “كان لدينا لقاءات مكثفة مع الجانب السوري وحددنا الأهداف والخطط المستقبلية وأنا على ثقة بتكرار هذه اللقاءات”.

واعتبر شويغو أن تشكيل لجنة دائمة لتحقيق المهام العادية والاستراتيجية لمحاربة الإرهاب مهم على الصعيد العالمي وفي سورية وهذا الأمر يتطلب التنسيق مع العراق والدول الأخرى ونحن ندعم العراق في محاربة الإرهاب.

وأضاف شويغو “نأمل بالتعاون البناء والمثمر ونؤكد أن مسيرتنا في مكافحة الإرهاب مستمرة ودون تراجع ونؤيد جهود الدول الأخرى التي تكافح الإرهاب”.

وكان العماد الفريج عقد جلسة مباحثات مع نظيره الإيراني العميد دهقان تركزت على العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث أكد الجانبان على العزم الراسخ والقاطع في محاربة الإرهاب واستمرار التعاون والتنسيق والتشاور بهذا الشأن.

ولفت العماد الفريج إلى أن النصر سيكون حليف سورية بفضل بركة دماء الشهداء التي امتزجت ببعضها على الأراضي السورية في مجال مكافحة الإرهاب وقال “إن هذه الدماء ستهزم الإرهاب ويتحقق النصر لمحور المقاومة”.

وأشار العماد الفريج الى الدعم الذي تقدمه امريكا وتركيا وبعض دول الخليج للإرهاب وقال إن “الذين يدعون الأخوة مع الشعب السوري يدعمون بشكل سافر المجموعات الإرهابية التكفيرية التي ترتكب أفظع الجرائم بحق هذا الشعب”.

وأكد العماد الفريج أن القيادة السورية والقوات المسلحة السورية عاقدة العزم على الخلاص من شر الإرهاب والإرهابيين المجرمين وحماتهم وذلك من خلال دعم الدول الشقيقة والصديقة.

وشكر الوزير الفريج الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عقدها الاجتماع الثلاثي الذي سيتمخض عن نتائج تسهم في تقوية محور المقاومة في محاربة الإرهاب.

من جهته قال وزير الدفاع الإيراني إن “إيران تؤكد عزمها على محاربة الإرهاب والعمل على استقرار الأمن والسلم في المنطقة والعالم وهذه تعتبر من سياسات إيران المبدئية والمعلنة والمصرح بها دائما” موضحا أن دعم إيران لسورية في محاربة الإرهاب يأتي بناء على طلب الحكومة الشرعية ونحن ندعم سورية حكومة وشعبا في محاربة الإرهاب.

وأكد العميد دهقان أن إيران تدعم الدول التي تعاني من الإرهاب وتستمر في دعمها هذا وتقدم الاستشارات والمساعدات الإنسانية للشعب السوري وتسعى لتأمين الأرضية لعودة مهجري الحرب وهذا يساعد على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما لفت وزير الدفاع الإيراني إلى أن التنسيق المشترك بين إيران وسورية في محاربة الإرهاب من الدلائل على مواجهة الحق للباطل معربا عن أمله في أن يشهد محور المقاومة المزيد من الانتصارات.

كما عقد العماد الفريج جلسة مباحثات مع وزير الدفاع الروسي تركزت على استمرار التعاون والتنسيق المشترك بشأن محاربة الإرهاب الذي يشكل تهديداً للمنطقة والعالم.

حضر اللقاءات سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود والوفد المرافق لوزير الدفاع.

                                                            (المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 9/6/2016)