لافروف: أهمية الوسائل السياسية في التوصل إلى تسوية للأزمة في سورية والأزمات الأخرى

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية الوسائل السياسية والدبلوماسية في التوصل إلى تسوية للأزمة في سورية والأزمات الأخرى وعلى أساس الحوار الشامل.

وقالت الخارجية الروسية في بيان اليوم: إن “لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط تبادلا خلال لقائهما على هامش المنتدى الروسي العربي للتعاون في أبو ظبي وجهات النظر حول القضايا الرئيسية في جدول الأعمال الإقليمي والذي جرى التركيز فيه على أهمية الوسائل السياسية والدبلوماسية في التوصل إلى تسوية للأزمة في سورية وللأزمات الأخرى في شمال افريقيا والشرق الأوسط على أساس قواعد ومبادئ الحقوق الدولية عبر حوار وطني شامل بمشاركة طيف واسع يمثل كل الأحزاب السياسية والشرائح السكانية”.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أنه تم خلال الاجتماع التأكيد على أهمية منتدى التعاون الروسي العربي كالية للتعاون بين روسيا والدول العربية في الشؤون الدولية والإقليمية وكأداة مهمة لتطوير التعاون متعدد الجوانب في صيغة جماعية.

لافروف يدعو الجامعة العربية إلى إنهاء تجميد عضوية سورية فيها

وكان وزير الخارجية الروسي دعا في مؤتمر صحفي عقده في ختام الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي في أبو ظبي اليوم إلى إنهاء تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية مؤكدا أن الجامعة العربية ستلعب دورا أكثر فاعلية في المنطقة في حال عودة سورية إلى صفوفها.

وشدد لافروف على أن رفع تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية سيساعد في حل الأزمة في سورية.

وقال: إن “إبعاد سورية بصفتها عضوا كامل الحقوق في الأمم المتحدة عن المشاركة في المناقشات في جامعة الدول العربية لا يساعد جهودنا المشتركة.. ويبدو أن الجامعة ستتمكن من لعب دور أكثر أهمية في حال عودة سورية للعضوية”.

من جهة ثانية قال لافروف.. إن موسكو “تأمل في أن تعلن مجموعات جديدة من المعارضة عن الانضمام إلى نظام وقف الأعمال القتالية في سورية إذ إن الاتفاقية بهذا الصدد مفتوحة للجميع باستثناء تنظيمي داعش وجبهة النصرة”.

ولفت لافروف إلى أن الإعلان عن انعقاد اجتماع أستانا بشان سورية بحد ذاته دفع بالأمم المتحدة إلى الإعلان عن موعد استئناف المحادثات السورية السورية في جنيف في الـ 8 من شباط الحالي ومن ثم تم تأجيلها إلى الـ 20 من الشهر نفسه معربا عن أمله في ألا يتم تأجيل موعد هذه المحادثات مجددا.

وفيما يخص العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد لافروف أن موسكو مستعدة لمناقشة الأفكار الأمريكية حول التسوية في سورية ولكن على إدارة الرئيس ترامب أن توضح مواقفها بهذا الشأن.

من جهة ثانية أعرب لافروف عن قناعته بإمكانية إقامة حوار عملي مع الطاقم الجديد لوزارة الخارجية الأمريكية وقال.. إنه “وبمجرد أن يتم تشكيل طاقم وزارة الخارجية الأمريكية بصورة نهائية فإنني واثق من أننا سوف نقيم الاتصال والحوار المفيد والمنتظم”.

وأشار لافروف إلى أن الحوار مع الخارجية الأمريكية “سيهدف إلى تحقيق نتائج عملية في تهدئة الوضع وتعزيز التسوية في سورية وليبيا واليمن وفي أماكن أخرى في المنطقة ولن يكون بدوافع مؤدلجة عميقة سواء عبر ما يدعى بنشر الديمقراطية أو ما شابه ذلك”.

الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن لافروف بحث اليوم مع المسؤولين في أبو ظبي التنسيق بشأن القضايا التي تمر بها أسواق النفط العالمية ومسائل استراتيجية.

وأشار البيان إلى أن الجانبين تطرقا إلى “موضوع آخر حول التعاون بين روسيا والإمارات العربية المتحدة كجزء من الحوار الاستراتيجي /روسيا ومجلس التعاون الخليجي/ مع التأكيد بشكل خاص على أهمية استمرار التنسيق فيما يتعلق بسوق النفط العالمية وأخذ التقدم الذي أحرزته منظمة أوبك مع عدد من المنتجين المستقلين بشأن اتفاق خفض إنتاج النفط بعين الاعتبار”.

لافروف: ندعو الأمم المتحدة للإسراع في تنظيم جولة جديدة من المحادثات السورية في جنيف

وخلال افتتاح الدورة الرابعة للمنتدى دعا لافروف الأمم المتحدة إلى التوقف عن المماطلة وتسريع الجهود الرامية لتنظيم جولة جديدة من المحادثات السورية في جنيف.

ونقلت وكالة تاس عن لافروف قوله “إن اجتماع استانا حول الأزمة في سورية أسهم في تهيئة منصة إضافية للمحادثات وهو لا يشكل بديلا لعملية جنيف ونحن ما زلنا نعتقد بأن على أصدقائنا في الأمم المتحدة الإسراع والتوقف عن التأجيل والمماطلة في استئناف محادثات جنيف”.

واعتبر لافروف أن الآلية الثلاثية الروسية الايرانية التركية أسهمت في مراقبة تنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية في سورية الذي لا يزال صامدا بشكل عام في البلاد لافتا إلى أن الاتفاق لا يشمل التنظيمات الإرهابية كتنظيمي داعش وجبهة النصرة.

وأضاف “نحن ننطلق من افتراض أن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا ينطبق على تنظيمي داعش وجبهة النصرة مهما كانت مسمياتهما فالنصرة غيرت اسمها من جديد .. وهذا الأمر تم التأكيد عليه بوضوح في اجتماع استانا”.

ودعا وزير الخارجية الروسي “الدول العربية إلى الانضمام للمبادرة الروسية لفرض حظر تجاري واقتصادي على تنظيم داعش الإرهابي في المناطق التي ينتشر فيها”.

واختتم اجتماع أستانا حول الأزمة في سورية أعماله في ال24 من كانون الثاني الماضي بصدور بيان ختامي يؤكد الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية ويشدد على أن الحل الوحيد للأزمة في سورية سيكون من خلال عملية سياسية ويعلن تشكيل آلية ثلاثية لمراقبة نظام وقف الأعمال القتالية ويؤكد الإصرار على محاربة الإرهاب.

وفي شأن آخر قال لافروف إن “روسيا تقدم المساعدة إلى الجيش العراقي في حملته المتواصلة ضد تنظيم داعش الإرهابي عن طريق إمداده بالأسلحة الروسية” مشددا على ضرورة إتمام العملية العسكرية ضد التنظيم الإرهابي في مدينة الموصل العراقية حتى النهاية ولكن مع اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية المدنيين في المدينة.

لافروف يجدد دعم روسيا للعراق في حربه ضد الإرهاب

وخلال مشاركته في المنتدى جدد وزير الخارجية الروسي التأكيد على دعم روسيا لإجراءات الحكومة العراقية الحازمة لاستعادة الأراضي العراقية التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي.

وشدد لافروف على ضرورة إتمام عملية تحرير مدينة الموصل من أيدي هذا التنظيم الإرهابي مع اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين.

وقال لافروف.. إننا “ندعم العراق في هذه الحرب عن طريق توريد الأسلحة الروسية والآليات القتالية لتعزيز قدرات القوات المسلحة العراقية”.

وأكد لافروف على ضرورة “الاحترام المطلق للسيادة العراقية وعلى ضرورة أن يعتمد أي وجود عسكري أجنبي في العراق على موافقة السلطات العراقية” داعيا إلى تعزيز الوفاق الوطني في العراق والحوار الشامل بين جميع مكوناته.

(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 1/2/2017)