انخفاض كبير في الموارد المالية للدولة الإسلامية

انخفضت إيرادات الدولة الإسلامية منذ عام 2014 إلى النصف تقريباً أي من 1.9 مليار دولار، إلى 870 مليون دولار أمريكي في الوقت الراهن. ويقول الخبراء في هذا المجال إن سبب هذه “الخسارة”، يعود للهجوم القوي للقوات العراقية وقوات التحالف الدولي التي استطاعت تقليص المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون، وبالتالي مصادر أرباحهم.

وتسبب الهجوم لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة الجهاديين بضغوط كبيرة على الدولة الإسلامية، ترافقت بتدهور خطير في مواردها المالية حيث وصل تقريبا إلى النصف. ويظهر تقرير صادر عن المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي (ICSR) أن الإيرادات السنوية للدولة الإسلامية انخفضت في الفترة 2014-2016 بنسبة 50%، أي من 1.9 مليار دولار أمريكي إلى 870 مليون دولار. وتغيرت أيضاً تلك مصادر دخل الدولة الإسلامية بطريقة جذرية، وهذا ناجم بوضوح عن تطور الوضع العسكري. ووفقا للتقرير فإنه في عام 2014، كانت معظم الإيرادات أي 52% تأتي من نهب المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون، إضافة إلى الغرامات والمصادرات التي كانت تفرضها، و 25% من الإيرادات فكانت تأتي الضرائب التي تفرض على السكان، و 21% من بيع النفط ، أما في عام 2016 فقد بلغت قيمة الغنائم والمصادرات ما يعادل 22% من الإيرادات  (ما بين 110 و 190 مليون دولار أمريكي)، وشكل النفط 32% من الواردات (ما بين 200 و 250 مليون دولار أمريكي)، ومن الضرائب والرسوم 43% من الواردات (ما بين 200 و 400 مليون دولار أمريكي). وكانت الجماعات الجهادية تحصل على موارد مالية من الفديات الناتجة عن تحرير الأسرى والمخطوفين وصلت في عام 2016  تتراوح ما بين 10-30 مليون دولار أمريكي.

ووفقا للتقرير، يستحيل تقييم المنافع التي حصلت عليها الدولة الإسلامية  نتيجة للنهب والاتجار وتهريب الآثار وتحف أثرية قيمة جداً من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وما يسمى “النموذج الاقتصادي” لهذه المجموعة الإرهابية، يوضح التقرير أنها تقوم على استغلال الأراضي المحتلة والسكان الأصليين. ونتيجة لخسارة الدولة الإسلامية في الأشهر الأخيرة لحوالي 62% من الأراضي التي كانت تسيطر عليها في العراق و 30٪ من الأراضي التي تسيطر عليها في سورية، انهارت إيراداتها بكل بساطة. ويبرز التقرير أن سبب الانهيار ليس العقوبات المالية بل نتيجة للحملة العسكرية (للتحالف الدولي) الذي سعى إلى عزل المجموعات الإرهابية واستعادة الأراضي التي كانت تحت سيطرته.

ووفقا للتقرير فقد صكت الدولة الإسلامية عملتها الخاصة بالذهب والفضة، وقامت بالمضاربة في أسواق المال للاستفادة من الثروة التي حصلت عليها من الحرب، لتصل أرباحها إلى حوالي 20 مليون دولار أمريكي في اليوم الواحد.

                                       (المصدر: صحيفة كورييرول ناتسيونال، بتاريخ 22/2/2017)