كلمة الرئيس كلاوس يوهانيس، في اجتماع التقييم الذاتي لنشاطات وزارة الدفاع الوطني لعام 2016

 

ألقى الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، بتاريخ 28 شباط 2017 في وزارة الدفاع، كلمة خلال الاجتماع السنوي للتقييم الذاتي لنشاطات وزارة الدفاع الوطني لعام 2016. ونورد فيما يلي نص الكلمة:

“السيد رئيس مجلس النواب،

السيد رئيس الوزراء،

السيد وزير الدفاع الوطني،

السيد رئيس هيئة الأركان العامة،

السيدة الوزيرة ،

السيدات والسادة الجنرالات، والأدميرالات والضباط وضباط الصف والفنيين والموظفين المدنيين،

الضيوف الكرام،

في كل عام، أشارككم في جلسة تقرير نشاطات وزارة الدفاع، تكريماً لجميع أولئك الذين يخدمون تحت راية الوطن.

لقد كانت نشاطات وزارة الدفاع الوطني في عام 2016، كبيرة ومكثفة، وهي تستحق منّا كل التهاني والتقدير. الجيش مؤسسة أساسية من مؤسسات الدولة الرومانية، يحظى بثقة واعتزاز وفخر مواطني هذا البلد . وهذا المستوى من التقدير يرجع إلى مهنية وحرفية الجنود والمدنيين الذين يضطلعون بمهامهم بحب الوطن وبإخلاص. أشكركم على جهودكم وتضحياتكم التي تقدمونها كل يوم!

السيدات والسادة،

نحن في سياق ديناميكي جداً في التحولات في البيئة الدولية، يتميز بتفاقم غير مسبوق بعد الحرب الباردة للتحديات التي تواجه الأمن العالمي والإقليمي.

إن إطالة أمد الصراع في أوكرانيا دون بصيص أمل بحل سياسي حقيقي، وتأخير متواصل لإيجاد سبل  معقولة وتوافقية لإنهاء الحرب في سورية، كل هذا في سياق هش بالفعل للأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى استشراء الإرهاب الإسلاموي ضد الغرب والذي يمارسه تنظيم الدولة الإسلامية، ناهيك عن الأزمة الناجمة عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الذين يطلبون اللجوء في أوروبا، كل هذا يعتبر من أهم معالم الوضع القائم.

وفي هذا السياق، يصبح من الهام جداً بالنسبة لرومانيا أن تطور الاتجاهات التي تضع على أساسها سياستها الخارجية. وفي هذا الصدد، تظل من بين أولوياتنا تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وبناء موقع لرومانيا أكثر قوة في إطار حلف الناتو والاتحاد الأوروبي باعتبارهما ركيزتين استراتيجيتين لضمان أمن بلادنا.

في العام الماضي، ولأول مرة، تنشئ  منظمة حلف شمال الأطلسي عملية دورية للتقييم السياسي والعسكري لجنوب شرق أوروبا. كذلك، اعتمد الاتحاد الأوروبي في عام 2016 استراتيجية عالمية للسياسة الخارجية والأمنية لتقوم بعد ذلك بإعداد خطة لتنفيذ الاستراتيجية المذكورة وفق أهداف واضحة.

إن التعاون بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية بالنسبة للمنظمتين، وذلك في ظل الإعلان المشترك الذي وقع في قمة وارسو في عام 2016. وفي هذه القمة، سجلت نجاحات للدولة الرومانية من خلال اتباع نهج متوازن من دول بحر البلطيق ودول البحر الأسود لمواجهة المخاطر الأمنية التي تستهدف الجبهة الشرقي، وتم الاتفاق على حزمة تدابير متكاملة في المجالات البرية والبحرية والجوية في المنطقة التي ننتمي إليها.

وبعد التقدم المحرز في المجالين البري والجوي، يسرني أنه تم في الآونة الأخيرة اتخاذ تدابير لتعزيز تواجد الحلف في البحر الأسود.

نحن جميعا نريد أن تكون رومانيا قوية ومحترمة في أوروبا والعالم. وقد أثبتت رومانيا أنها قادرة على توفير الأمن، وهي تعمل على تعزيز دورها هذا من خلال إجراءات في السياسة الخارجية، وإجراءات أخرى من شأنها زيادة القدرة التشغيلية للجيش.

تستحوذ أية دولة مصداقية دولية استراتيجية إذا كان لديها جيش قوي. ونحن بحاجة إلى جيش مجهز تجهيزاً جيداً ومدرباً، تماماً كما نصت عليه الاستراتيجية الوطنية للدفاع الوطني للفترة 2015-2019، وكما ورد في خطة تنفيذ هذه الاستراتيجية. إن لوزارة الدفاع صلاحيات هامة في هذه الجهود.

وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن تقديري الكامل لجهود وزارة الدفاع التي تعمل على تجسيد أولوياتها الاستراتيجية لعام 2016 والتي ركزت أساسا على مواصلة تحديث الجيش، وتشغيل هياكل الحلف على الاراضي الرومانية، ورفع مستوى معيشة العاملين في الجيش.

وفي هذه المناسبة، أود أن أؤكد على الإنجازات المتميزة المتعلقة بتشغيل وحدة الحلف لتكامل القوات وتفعيل قيادة اللواء المتعدد الجنسيات في منطقة الجنوب الشرقي، إضافة إلى تشغيل الدرع الصاروخي في قاعدة ديفيسيلو.

في الفترة التي تلت مباشرة قمة الناتو في وارسو، تم في الإدارة الرئاسية وضع خطة لتنفيذ قرارات القمة ، وتمت المباشرة بتنفيذها.

وفي سياق الأهداف العامة التي تعهدت بها بلادنا ضمن منظمة حلف شمال الأطلسي، فإنه وبطبيعة الحل يتعين على وزارة الدفاع الوطني الوفاء بعدد من المهام المحددة والمتعلقة بإنشاء اللواء المتعدد الجنسيات في رومانيا، مثل: تطوير مبادرة الإطار المتعدد الجنسيات للتدريب في رومانيا، ووضع خطة تواجد للحلف متكيفة مع الاحتياجات في المجال الجوي والبحري في منطقة البحر الأسود، والمشاركة في تنفيذ تدابير لضمان تواجد متقدم للحلف في القطاع الشمالي للجبهة الشرقية.

أنا أعلم جيداً، ويسرني أن هناك تقدما في تنفيذ هذه الأهداف. أنا أشجعكم على بذل كل جهد ممكن لإيجاد حلول للقضايا العالقة، لا سيما تلك التي تتطلب التعاون في إطار الحلف.

لقد كانت ميزانية الدفاع بالنسبة لي، وكما تعلمون جيدا، أولوية بالنسبة لي. إن تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في هذا العام، وفقا للالتزام السياسي الوطني في كانون الثاني 2015، يخلق الظروف الملائمة لتنفيذ جميع الأهداف، ولكن هناك حاجة إلى إجراءات تنظيمية وإدارية مناسبة.

إن مسؤوليات رومانيا بعد القرارات التي اتخذت في وارسو يجب أن يكون نتيجة لجهود مشتركة وشاملة بين لمؤسسات المسؤولة عن الأمن والدفاع لما فيه صالح رومانيا وموطنيها.

لذلك، يعتبر التعاون بين المؤسسات بشكل عام، والتعاون بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية على وجه الخصوص، أمر ضروري.

أيها السيدات والسادة،

لدينا إطار مبدئي وقانوني قوي وضع استنادا إلى الاستراتيجية الوطنية للفترة 2015-2019، وعلى خطة تنفيذها، واستنادا أيضا إلى قانون التخطيط الدفاعي، والميثاق الأبيض للدفاع والاستراتيجية العسكرية، إضافة إلى خطة تنفيذ قرارات قمة حلف شمال الاطلسي المتعلقة برومانيا.

كذلك، فإن ميزانية الدفاع لهذا العام توفر الشروط لتحقيق الأهداف الطموحة التي التزمنا بها لعام 2017.

وفي الختام، أود أن أؤكد أن أثمن الموارد في الجيش الروماني هم العسكريون والمدنيون الذين يعملون في هذا المجال. إن النساء والرجال الذين يكرسون حياتهم لخدمة الوطن تحت رايته، هم فريق النخبة، وليس فقط من خلال التزامهم بالمعايير الأخلاقية والمهنية العالية، وإنما بالتضحيات الكبيرة التي يقدمونها.

أنتم دائما متواجدون حيث تطلبكم رومانيا ضمن البلاد وفي مسارح العمليات، وتقوموا بواجبكم بوطنية وإخلاص وتواضع، تحت شعار “الشرف والوطن”.

شكرا لكم جميعا على ما تفعلون من اجل الوطن وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في العمل! “

                   (المصدر: الموقع الرسمي للرئاسة الرومانية، بتاريخ 28/2/2017)

)