صفقات ليفيو دراغنيا تبدأ من محافظة تيليورمان وتنتهي في البرازيل… لماذا يتوجب إبعاده بسرعة عن أزرار التحكم؟

بالفعل لقد بدأ ليفيو دراغنيا بالسقوط، وإن ابتعاد رئيس الوزراء غرينديانو عن رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي بدأ يتكشف أمام أعيننا، أما فقدان السلطة السياسية فهو سيكون الشاغل الأخير بالنسبة للفائز الكبير منذ حوالي شهرين (ليفيو دراغنيا في الانتخابات البرلمانية). صفقات البرازيل بدأت تتعقد يوماً بعد يوم.
الشكوك حول إخفاء ليفيو دراغنيا لجزء من أعماله التجارية من خلال وسطاء تمددوا وتوسعوا بدورهم بعيداً عن أعين الناس في أمريكا الجنوبية، لا يمكن اثباتها بوضوح إلا من خلال تحقيق رسمي. إن المصادر الصحفية محدودة جداً، ولكن تحقيقات “موقع رايز بروجكت” توفر حاليا بيانات مثيرة للاهتمام وكافية لأي وكيل نيابة ليبدأ التحقيق.
وقال كاتب المقال “المعلومات الأولى بخصوص “كوستيل كومانا” مالك شركة “رجيو ترانس”، قد تجعله أحد المقربين من ليفيو دراغنيا، بل وأكثر من ذلك، فهو واجهة ممكنة ليليفيو دراغنيا، وهذه المعلومات ظهرت للعيان قبل عامين تقريباً، بعد انتحار رجل الأعمال الخفي في مرحاض طائرة خلال رحلة لها بين كولومبيا وكوستاريكا. وحينها ظهرت تفاصيل هامة وذات الصلة مثل: كومانا كان زميلاً ليليفيو دراغنيا أثناء الدراسة الجامعية، وأن دراغنيا كان يقود سيارة سياحية مسجلة باسم إحدى شركات كومانا، وهذه المعلومات إضافة إلى معلومة أخرى تفيد أن “كوستيل كومانا” هو “حصالة” ليفيو دراغنيا، وهذا ما جعلني أكتب في تشرين الثاني 2016 : “أنا لا أعرف كيف يقود النظام ليفيو دراغنيا، ولكن أستطيع أن أرى أن ليفيو دراغنيا لا يتصرف أبداً كرجل حر. العدل في قضية دراغنيا تتطلب تخلي دراغنيا عن كل ماضيه، وعلى سبيل المثال، من المفيد أن نعرف فيما إذا كانت هناك ملفات أكثر خطورة من ملفه الذي اتهم فيه بتوظيف وهمي لمعارف له، وفيما إذا كانت ثروته في البرازيل خرافة أو حقيقة، وإذا كانت لديه أية علاقات تجارية مع كوستيا كومانا، الذي وجد مشنوقاً في العام الماضي في مرحاض طائرة متجهة الى كوستا ريكا، وفيما إذا كانت عطلاته التي قضاها في أمريكا الجنوبية تخفي أو صفقات أخرى، أو مجرد استمتاع برفاهية”.
وجاء في المقال “لقد قام الزملاء في موقع “رايز بروجكت” بالتحقيق بموضوع البرازيل، ووجدوا أن ليفيو دراغنيا، وكوستيل كومانا، ومساهم آخر في شركة “تيلدروم” وهو أيضا زميل جامعي سابق ليليفيو دراغنيا كانوا شركاء في احتفالات المرح والاستجمام وفي الصفقات التجارية والاستثمارات في البرازيل. وهذا ماورد في الحلقة الأولى من تحقيق “رايز بروجكت”، أما الحلقة الثانية، فقد أظهرت أن العلاقة بين دراغنيا وكومانا اكبر من ذلك بكثير، فقد باع دراغنيا إلى كومانا، أرض في رومانيا، بأسعار كبيرة، بينما فاز وكأنها صدفة بمناقصة لعقود لصالح شركته “ريجيو ترانس” ، بمساعدة مجلس محافظة تيلورمان التي كان يرأسها ليفيو دراغنيا… هل هذا محض مصادفة، أم قضية فساد ؟
ومن هذه المحسوبية ذان المنفعة للطرفين ولدت فكرة الاهتمام بالبرازيل، حيث واصل كومانا استثماراته إلى جانب استمتاعه بالحفلات مع دراغنيا .
كل التفاصيل التي بيناها حتى الآن تشير إلى وجود قضية فساد جديدة وأعمال غسيل أموال وعلاقات مافياوية من النوع الأمريكي الجنوبي. صحفياً لا يمكن تقديم حكم واضح، ولكن بإمكان وكلاء النيابة والقضاة توضيح هذه القضية. ولو أخذنا بعين الاعتبار انتحار كوستيل كومانا ، مالك “ريجيو ترانس” حينها تصبح القضية أكثر إثارة للاهتمام، لأن أحد الشهود الرئيسيين قد اختفى (توفي).
وأنا لا أعتقد أن المفاجآت ستتوقف هنا، بخريطة الصفقات تبدو أوسع بكثير.
ولأن هذه القضية التي وقعت على رأس دراغنيا، ستجعل من دراغنيا أكثر خطورة، فهو سيحاول تدمير كل شيء. أنا واثق من أن جزءا كبيرا من أعماله ضد القضاء (التشريعات التي قام بدعمها لتحديد صلاحيات القضاء) نابعة عن علاقاته الخطيرة التي تبدأ في محافظة تيليورمان (مسقط رأسه) وتنتهي في البرازيل. ولدي إحساس بأن دراغنيا حاول دائما التوصل الى اتفاق مع النظام يقضي بأن يقوم النظام بغض النظر عن صفقاته في البرازيل.
الآن، بعد ما كشفت عنه تحقيقات “رايز بروجكت”، لا يمكن لأحد أن يدعي بعدم وجود صفقات في البرازيل ، ونظرا لحجم الأعمال والصفقات والرهانات المالية الكبرى، سيقوم ليفيو دراغنيا سيحاول انقاذ نفسه من جديد، ولهذا السبب، يجب إبعاده على وجه السرعة من مفاتيح السلطة لأنه أصبح قاتلاً لرومانيا.
ومع كل عيوبه، فإن رئيس الوزراء سورين غرينديانو، هو الشخص الوحيد في الحزب الاجتماعي الديمقراطي الذي يمكنه عزل دراغنيا ضمن الحزب، واستلام دفة القيادة. وبالفعل فقد دراغنيا وزارة العدل، ولكي يتحكم غرينديانو بكامل الحزب عليه إبعاد شخصين رئيسيين فقط هما سيفيل شحيدة من الصناديق الأوروبية والتي تدير 30 مليار يورو، وكارمن دان من وزارة الداخلية ، وبالتالي سيفقد ليفيو دراغنيا كامل السيطرة على الحكومة.
وبالتوازي مع ذلك، يجب أن يخسر دراغنيا الأغلبية البرلمانية، ومن أجل هذا يكفي أن ينتقل عدد قليل نسبيا من أعضاء الحزب الاجتماعي الديمقراطي من مجموعة دراغنيا إلى مجموعة غرينديانو لأن الأقليات (مثل الاتحاد الديمقراطي للمجر في رومانيا) ستكون على الدوام مع رئيس الوزراء وليس زعيم الحزب.
وإذا لم يتم عزل ليفيو دراغنيا بسرعة ، فإنه سيحاول أن يرد بشكل أكثر قساوة من محاولته تمرير القانون الحكومي الطارئ رقم 13.
ومن ناحية أخرى، هناك تنامي في السخط داخل الحزب بسبب الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها ليفيو دراغنيا، وبالفعل قام بعض كبار بارونات الحزب في الأقاليم بخطوة للوراء، والبعض الآخر يبحث عن بالفعل عن زعيم جديد. ومن الآن فصاعداً، يبدو أن أيام ليفيو دراغنيا أصبحت معدودة.
(المصدر: وكالة هوت نيوز للانباء، بتاريخ 2/3/2017)