لحظة مفصلية في أزمة الحزب الاجتماعي الديمقراطي: رئيس الوزراء يطالب الوزراء الراغبين بالاستقالة “بتحمل المسؤولية” / مصادر: ما هي خطة رئيس الوزراء لاستكمال الحكومة

 

 سورين غرينديانو، رئيس الوزراء الذي سحب الحزب الاجتماعي الديمقراطي الدعم السياسي عنه، يطالب الوزراء المستقلين “بتحمل المسؤولية”، وقال غرينديانو “أريد أن أحث أولئك الوزراء المستقيلين على تحمل مسؤولياتهم، فالاستقالات تعتبر نافذة المفعول فقط عندما يتم إرسالها من قبل رئيس الوزراء إلى رئيس البلاد”.

وقالت مصادر سياسية لوكالة هوت نيوز للأنباء أن رئيس الوزراء يدرس احتمالات معينة من استقالات الوزراء، ليتخلص بهذا الشكل وسريعا من أولئك المخلصين إلى ليفيو دراغنيا، أما الراغبين بالمضي معه فسيجعلهم يبقون في الحكومة.

ورداً على سؤال حول ما اذا كان يمكنه أن يؤكد ما قاله دراغنيا في وقت سابق في مؤتمر صحفي، بأن جميع الوزراء قدموا استقالتهم باستثناء وزير الاتصالات، قال غرينديانو “سأقدم غدا التفاصيل.. أريد أن نعمل بشكل نظامي وفقا للإجراءات المتبعة من أجل إيقاف الاستقالات.. أدعوا الوزراء إلى تحمل المسؤولية ، وهذه الاستقالات لا تعتبر نافذة المفعول الا بعد إرسالها من قبلي إلى رئيس البلاد. هذا هو القانون المتبع في الحكومة الرومانية”.

وبعبارة أخرى، أظهر غرينديانو أن وزراء الحزب الاجتماعي الديمقراطي، حتى المستقيلين منهم، سيبقون في مناصبهم، وهم مسؤولون عن أعمالهم وواجباتهم حتى إعلام رئيس البلاد بذلك وليسوا تحت تصرف ورغبات رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي ليفيو دراغنيا.

ماذا يعني هذا؟ كرئيس للوزراء، لدى سورين غرينديانو مساحة من العمل بخصوص الوزراء، ووفقاً لما أكدت المصادر السياسية لوكالة هوت نيوز:

أولا، لن يستيقظ غرينديانو غداً ليجد نفسه وحيداً في الحكومة، أما الوزراء وحتى المستقيلين منهم فما زالوا في مناصبهم ويتوجب عليهم متابعة عملهم في الحكومة. غرينديانو لن يكون شخصية معزولة في الحكومة، ولن ينقل صورة قاتمة عن أولئك الذين يريدون الوقوف إلى جانبه.

ثانيا، إن وجود الوزراء لأيام أخرى في الحكومة يعني أنهم سيجرون محادثات مع رئيس الوزراء الذي، وعلى الأرجح، سوف يحاول غرينديانو العمل على بقاء الوزراء الذين عمل معهم بشكل جيد. نعلم جيداً أن وزير العدل لم يستقل رغم رغبة دراغنيا الشديدة في ذلك لأنه لم يساعده على تغيير تشريعات تساعده للتهرب من مسؤوليته الجزائية، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الاتصالات. وإذا تمكن غرينديانو من إقناع وزراء آخرين للبقاء في مناصبهم الحالية فإن ما يتبقى عليه من أجل تحديث وتعديل الحكومة فيما بعد سيكون أمراً سهلاً.

ثالثا، يمكن لغرينديانو التخلص سريعاً من هذه الأزمة بأن يرسل أولاً استقالات الوزراء الموالين لدراغنيا إلى القصر الرئاسي وتأخير استقالات أخرى، وخصوصا وزيرة العمل ليا أولغوتسا فاسيليسكو ووزيرة الداخلية كارمن دان ونائب رئيس الوزراء السيدة سيفيل شحيدة التي لها دور محوري، فهي تدير مبالغ هائلة في وزارة التنمية يستطيع رؤساء المجالس الإقليمية الاستفادة منها. و يمكن لغرينديانو بعد تغيير سيفيل شحيدة وبسرعة من منصبها البدء بخطة أخرى جدية وهي اجتذاب قادة فروع الحزب في المحافظات، وبعد ذلك سيصبح غرينديانو أكثر أهمية وجاذبية مقارنة مع ليفيو دراغنيا: نتيجة لإدارة أموال موازنة وزارة التنمية والاستفادة منها لتمويل المشاريع في حين لن يتمكن دراغنيا إلا من تقديم أزمة سياسية طويلة ومواجهة محتملة جديدة مع يوهانيس بشأن تعيين رئيس الوزراء الجديد، وأزمة تصرف ديكتاتوري ضمن صفوف الحزب، فنصف الفروع في المحافظات غاضبة بسبب طريقة توزيع دراغنيا للمناصب في الحكومة وفي تخصيصها على المشاريع الكبرى.

من ناحية أخرى، سيسافر الرئيس الروماني إلى ألمانيا في زيارة رسمية سيلتقي خلالها مع أنجيلا ميركل ومن ثم إلى بروكسل ليشارك في المجلس الأوروبي الصيفي، وهذا يعني ان الرئيس سيكون غائباً عن البلاد طيلة الاسبوع القادم مما يصعب الإجراءات المتعلقة باستقالات الوزراء. إذاً يمكن لغرينديانو أن يرسل خلال اليومين القادمين إلى القصر الرئاسي استقالات الوزراء المقربين جداً من دراغنيا وتأخير إرسال استقالات الوزراء الذين عمل معهم بشكل جيد، حيث يمكنه خلال هذه الفترة إقناعهم بالبقاء أو في إيجاد البديل لكل واحد منهم. .

ما هو الخطر على الوزراء الذين يريدون البقاء في الحكومة؟ أعلن دراغنيا أنه سيتم إبعادهم من الحزب لكن يمكن لكبار أعضاء الحزب ان يفضلوا البقاء مع غرينديانو وليس مع دراغنيا الذي يتحدد مستقبله السياسي بملفه الجزائي بالفساد.

  (المصدر: وكالة هوت نيوز للأنباء، بتاريخ 15/6/2017)