المستشار الرئاسي بوغدان أوريسكو في مقابلة مع وكالة ميديا فاكس للانباء يتحدث فيها عن سياسة رومانيا الخارجية   / 2

 

. بوغدان أوريسكو: …. وعليه، لا يمكننا الحديث عن تفضيل الاتحاد الأوروبي على العلاقة مع الولايات المتحدة أو العكس، وإنما علينا إيجاد حلول مشتركة في القضايا التي تهم الجانبين لأننا نتعامل مع فضاء أمني موحد، لذا علينا العمل بشكل مشترك.

بوغدان أوريسكو: وبشكل عام فإن أمن الولايات المتحدة يستند ويعتمد على أمن الاتحاد الأوروبي والقارة الأوروبية، تماماً كما يستند ويعتمد أمن القارة الأوروبية على أمن الولايات المتحدة الأمريكية. وعملياً ، نحن نتعامل في فضاء أمني واحد، وبالتالي يتوجب علينا العمل المشترك ، وفي هذا الأمر لامجال للمنافسة.

نحن نرى على مستوى الاتحاد الأوروبي اهتماماً متزايداً لتطوير البعد الدفاعي، وسنرى قبل نهاية هذه السنة قراراً نهائياً بشأن إنشاء هيئة أوروبية للتعاون الدائم في المجال الدفاعي (PESCO)، وهذه العملية تشكل صيغة جديدة لإعادة إطلاق المشروع الأوروبي من خلال تعميق التعاون استنادا لمعاهدة لشبونة. وهناك أيضاً فكرة لانشاء صندوق أوروبي للدفاع ومبادرات أخرى تتعلق بالدفاع ولكن أياً منها لا يمكن أن تحل محل الدفاع الجماعي الذي يضمنه الناتو، لأن الناتو  هو المؤسسة الأقوى والأكثر فاعلية في مجال الدفاع الجماعي على مدى التاريخ.

كذلك، قررت رومانيا في اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع أن تشارك ومنذ البداية في الهيئة الأوروبية للتعاون الدائم في المجال الدفاعي (PESCO). وهذا الأمر لا يعني أن رومانيا تفضل الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة لأنهما صيغة متكاملة وليسا بديلين. كما نرى أن لدى رومانيا الشرعية في مواصلة مبادراتها الدبلوماسية كشريك استراتيجي قوة للولايات المتحدة الأمريكية، وبنفس الوقت داعم قوي لعملية إعادة إطلاق المشروع الأوروبي.

إذا تحدثنا عن موضوع تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، فهذا ليس سوى وسيلة لتعزيز العلاقة عبر الأطلسي ، لأنه يتوجب على جميع الحلفاء دعم الأمن المشترك، وبهذا الخصوص اتخذت الولايات المتحدة موقفاً ثابتاً من خلال إدارة دونالد ترامب والإدارات السابقة.

ميديا فاكس: المواطنون الرومان لا يعرفون الكثير عن مبادرة البحار الثلاثة.. هل يمكننا القول أن  هذه المبادرة ستصبح محوراً حقيقياً للنفوذ ، يكون فيها لرومانيا دوراً هاماً، علماً أن اجتماعاً لهذه المبادرة سينعقد العام القادم في بخارست؟

 بوغدان أوريسكو: بالتأكيد هذه  المبادرة هامة، ونحن بصفتنا الدولة المستضيفة للاجتماع المقبل لهذه المبادرة، سيكون لنا  دوراً هاماً  في جعل هذه المبادرة تكتسب إطاراً ملموساً.

لقد نشأت هذه المبادرة كفكرة تقدمت بها رئيسة كرواتيا السيدة كوليندا غرابار كيتاروفيتش في عام 2015، وهذه المبادرة تنطلق من وجود مستويات مختلقة من التقدم والتطور في 12 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد المتواجدة بين البحر الأسود وبحر البلطيق والبحر الادرياتيكي ، وبين باقي دول الاتحاد الأوروبي. ولكي تصبح  الدول الـ 12 المذكورة أكثر تقارباً مع باقي دول الاتحاد الأوروبي يتوجب رفع مستوى النمو الاقتصادي فيها. كيف ؟ من خلال ربط تلك الدول بين بعضها البعض بشكل أفضل، وخصوصاً بين شمال وجنوب أوروبا، لأن العلاقة بين دول الشمال في منطقة البلطيق، ودول الجنوب في منطقة البحر الأسود والادرياتيكي، ضعيفة. وقد  فكرنا بالترويج لمشاريع الربط البيني في مجالات ثلاث وهي الطاقة والنقل والمعلوماتية، ونريد أن يخرج الاجتماع بنتائج  ملموسة مثل مشاريع كبرى ذات أثر إقليمي، وكذلك إنشاء منتدى لرجال الأعمال على مستوى كامل المنطقة ، تغدو حدثا اقتصادياً سنوياً تشارك فيها دول المبادرة وباقي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كما نريد انشاء صندوق للاستثمار من أجل تمويل هذه المشاريع بشكل كامل أو جزئي، وإنشاء شبكة للغرف التجارية في دول المبادرة ، إضافة إلى أفكار أخرى.

أما الهدف الأساسي من هذه المبادرة فهو التماسك ضمن الاتحاد، وتعزيز العلاقة عبر الأطلسي.

ميديا فاكس: هل سيزور الرئيس الروماني أوكرانيا في المستقبل القريب؟ أم أن قانون التربية في أوكرانيا سيبقى عقبة في أمام زيارة الرئيس الروماني إلى أوكرانيا؟

 بوغدان أوريسكو: تعرفون جيداً علاقتنا مع أوكرانيا ، خصوصاً بعد عام 2014 حيث تطورت هذه العلاقة بشكل جيد جداً، ونستطيع القول الآن أن هذه العلاقة في تزايد على الصعيدين السياسي والاقتصادي. رومانيا هي أول دول صادقت على اتفاقية شراكة أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي ، كما أن رومانيا تدعم مسار أوكرانيا الأوروبي وتطلعاتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، وعندما تتهيأ الظروف إلى حلف شمال الأطلسي، ولهذا هناك اتصالات مكثفة بين البلدين، وهنا أشير إلى زيارة الرئيس الأوكراني إلى رومانيا في عام 2016، وكنا نعد لزيارة الرئيس يوهانس إلى أوكرانيا، والتي تنقسم إلى قسمين اثنين، الأولى إلى كييف ، لإطلاق أول اجتماع للجنة الرئاسية المشتركة، والثانية زيارة مشتركة للرئيسين إلى منطقة تشيرناووتس للقاء الأقلية الرومانية ، والتحدث مع الجالية بشأن حقوقها في أوكرانيا. وفي هذا السياق تفاجأنا ، ولم نُسر بشأن صدور قانون التربية في أوكرانيا من دون التشاور مع الأقلية الرومانية في هذا البلد، ولأنه يؤثر على حق دراسة الأقلية الرومانية بلغتها الأم ، ولكن ولهذه الأسباب قرر الرئيس الروماني إرجاء هذه الزيارة إلى موعد لاحق، وحتى حل هذه القضية. لقد بقينا على تواصل مع الجانب الأوكراني، ومؤخراً  تحدث الرئيس يوهانس مع نظيره الأوكراني، ونقل له عدم رضى الجانب الروماني عن طريقة اعتماد قانون التربية هذا ، وعن تأثيره على حقوق الأقلية الرومانية في أوكرانيا، ملتمساً منه تسوية هذا الإشكال، مبيناُ له أن الزيارة ستكون فقط بعد حل هذه المسألة. هذا وقد التزام بوروشينكو بجميع الإجراءات اللازمة لحل هذا الاشكال ، قائلا إن أوكرانيا ستحترم تماماً رأي لجنة البندقية المتعلق بالمادة 7 من القانون وهي المادة ذات الصلة.

ميديا فاكس: في قمة الشراكة الشرقية، سيركز رؤوساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي على المنتفعات الملموسة التي يتمتع بها موطنو دول الشراكة الستة .. هل تعتقدون ان مواطني جمهورية مولدوفا قد شعروا بالفعل بهذه المنتفعات الملموسة والتي تشير إليها البيانات الرسمية؟

 بوغدان أوريسكو: اعتقد أنهم شعروا بهذه المنافع وخصوصاً أن اتفاقية الشراكة بين رومانيا ومولدوفا انتجت آثار إيجابية في توجيه الاقتصادي المولدوفا نحو سوق الاتحاد الأوروبي. كذلك، هناك تأثير إيجابي في موضوع الاعفاء من تأشيرات دخول الموطنين المولدوفيين إلى دول الاتحاد الأوروبي. وهذا الوضع ينطبق على كل من أوكرانيا وجورجيا. وماذكرت هي نتائج ملموسة في الشراكة الشرقية.

في الفترة الأخيرة لاحظنا ان الاتحاد الأوروبي مهتم بالشأن الداخلي في مجال الإصلاحات، وهو أقل اهتماماً بدول الجوار وبفكرة التوسع. لقد اصبت بخيبة أمل في قمة الشراكة الشرقية التي انعقدت في ريغا في عام 2015 لأنه تم التركيز على الإجراءات المتخذة سابقاً ولم تأتي بجديد، ولهذا نأمل أن تأتي قمة بروكسل التي ستنعقد بتاريخ 24/11/2017 بجديد ، لأن هناك حاجة لإجراءات جديدة تحفز الاصلاحات في تلك الدول وفقا للمبادئ الأوروبية.