المستشار الرئاسي بوغدان أوريسكو في مقابلة مع وكالة ميديا فاكس للانباء يتحدث فيها عن سياسة رومانيا الخارجية   / 3

 

ميديا فاكس: متى سيصبح الجيش الأوروبي المشترك حقيقة ؟ أعتقد أنه في السنوات المقبلة سنتحدث كثيراً عن الهيئة الأوروبية للتعاون الدائم في المجال الدفاعي (PESCO) كما نتحدث عن الناتو ؟

بوغدان أوريسكو: لقد تحدثت منذ قليل عن الهيئة الأوروبية للتعاون الدائم في المجال الدفاعي (PESCO)، وهنا أكرر وأقول بأن هذه المؤسسة هي استكمال للناتو وليست مؤسسة منافسة، وهذا ما تنص عليه الوثائق التأسيسية لهذا التعاون. إن الدول الراغبة بالمشاركة في هذه الهيئة التزمت حتى الآن بـ 20 تعهداً تتعلق بما يلي:

– زيادة النفقات في مجال الدفاع.

– تعاون أفضل في الوحدات القتالية للاتحاد الأوروبي.

– دعم المهام المدنية والعسكرية للاتحاد في إطار السياسة المشتركة للأمن والدفاع.

– هناك 44 مشروعا تقريباً في هذا المجال.

اقترحت رومانيا بدورها بعض المشاريع وهي مهتمة بعشرة منها، وقد صدر مؤخراً قراراً عن المجلس الأعلى للدفاع بهذا الشأن.

ميديا فاكس: كيف ترون العلاقات الثنائية مع الصين ؟

بوغدان أوريسكو: علاقتنا مع الصين علاقة تقليدية ، ولدينا شراكة واسعة للصداقة والتعاون منذ عام 2004، ولا يمكننا تجاهل أن الاقتصاد الصيني هو الثاني عالميا بعد الاقتصاد الأمريكي. وتعتبر الصين بالنسبة لنا الشريك التجاري الأول في آسيا، وكانت التبادلات  التجارية في عام 2016 بقيمة 4.5 مليار دولار أمريكي، وطبعاً الكفة لصالح الصين أكثر مما لصالح رومانيا، ولهذا علينا العمل بشكل أفضل في هذا المجال.

نحن نعمل مع الصين وفق الصيغة (16+1) وهي الصيغة التي وضعتها الصين من أجل التعامل الاقتصادي مع دول هذه المنطقة من وسط وجنوب شرق أوروبا. ويوجد في بخارست مركزاً للتعاون والحوار يتعلق بهذه الصيغة للتعاون والحوار في مجال الطاقة ، وهذا المركز سينظم أول مؤتمر وزاري وفق هذه الصيغة في بوخارست إضافة إلى معرض تجاري في هذا المجال. ونحن نرغب بالتركيز على مجال التطوير الاقتصادي ولكن بطريقة تعود بالفائدة على الطرفين وتراعي المصالح الاستراتيجية الرومانية أيضاً.

ميديا فاكس: تركيا دولة عضو في الناتو، وأحيانا تتزود بالمعدات العسكرية من روسيا، وفيها أيضاً نظاماً سلطوياً. أين نتقارب وأين نتباعد مع العلاقة مع هذا الشرك والذي هو حليف وأحياناً صديق؟

بوغدان أوريسكو: تركيا بالتأكيد هي شريك استراتيجي هام جداً بالنسبة لرومانيا، وخصوصا في البعدين الأمني والاقتصادي. في الواقع تعتبر تركيا الشريك التجاري الأول لرومانيا من خارج الاتحاد الأوروبي، والعلاقة معها جيدة جداً. أنتم تعرفون أن تركيا هي المستثمر الثالث في رومانيا، وهناك 15 ألف شركة تركية تعمل في رومانيا. إذا فإن العلاقة التجارية والاستثمارية مع تركيا في تزايد مستمر، وهذا أمرٌ يجب أن نأخذ به.

ومن جانب آخر، تعتبر العلاقة الأمنية مع تركيا هامة جداً، لأنها حليف هام جدا للناتو، وهناك صيغ للتعاون مع تركيا على مستوى الشراكة الاستراتيجية في المجالات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية، وهناك صيغة للتعاون ثلاثية منذ عام 2012 وهي رومانيا – بولونيا – تركيا. وبالنتيجة نولي اهتماماً خاصاً للعلاقة مع تركيا. هناك أصوات في الاتحاد الأوروبي تنادي بوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.. ونحن لا نعتبر هذا حلاً صحيحاً، بل على العكس فإن عملية التفاوض بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي هي أفضل وسيلة لإبقاء تركيا في مسارها الأوروبي وهذه مسألة هامة. وعليه فإن تركيا هامة بالنسبة لنا وللاتحاد الأوروبي، وهنا نستذكر فقط مسألة الهجرة. وعليه سنواصل دعم تركيا بكل الوسائل ولكن نريد منها ان تحترم تعهداتها للاتحاد الأوروبي والناتو، بحيث تشارك بهذه الطريقة في أمن واستقرار المنطقة”.

// انتهى //

                                                                                                  (المصدر: وكالة ميديا فاكس للانباء، تاريخ 5/11/2017)