ثلاثة من أعضاء الشبكة الإرهابية “تنظيم الدولة الإسلامية” عبروا رومانيا

روى طارق جدعون، 28 عاماً (أحد مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي، ويُلقب بـ”أبي حمزة البلجيكي” أو “أباعود الجديد”، وهو خليفة عبد الحميد أباعود، قائد الفريق الانتحاري الذي نفذ هجمات باريس عام 2015، وقتل بعدها بأيام خلال هجوم للقوات الفرنسية على منزل في ضواحي العاصمة باريس)، أثناء التحقيق معه من قبل المحققين العراقيين كيف وصل إلى سورية، وكيف أصبح عضوا في تنظيم الدولة الإسلامية .

ويشرح طارق جدعون الملقب بـ”أبي حمزة البلجيكي” كيف أصبح متطرفا أثناء احتجازه في سجن في لييج (بلجيكا)، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن بسبب سرقة من أحد المحلات التجارية الكبرى.

وبعد الإفراج عنه، سعى هذا المتأسلم للانضمام إلى الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، وأبلغ المحققين أنه توجه إلى سورية مع اثنين من المتأسلمين هما رضوان الحجاوي ولطفي أومور من خلال رومانيا وتركيا. وكانت وجهة هؤلاء الثلاثة هي مدينة الرقة والتي كانت معقل تنظيم الدولة الاسلامية.

السفر إلى سورية

ويقول جدعون خلال التحقيق معه “كنا نحن الأربعة قد قررنا أن نسافر إلى سورية، أنا ورضوان الحجاوي وفؤاد بن جدو بلجيكيون من أصول مغربية، ولطفي أومر بلجيكي جزائري” .

ويضيف “رضوان ولطفي قاما بالسفر قبلنا وصرنا نتواصل معهما لمعرفة كيفية الوصول، وأخبراني بأن كل ما علينا هو الوصول الى تركيا وهناك يوجد من سيتكفل بإيصالنا إلى سورية.

قصدنا المطار، وحجزنا تذكرتين إلى رومانيا ومنها الى تركيا، وانتقلنا من إسطنبول إلى أنقرة و منها إلى مدينة “أورفه” الحدودية مع سورية، كانت كل تحركاتنا بالتشاور مع رضوان الذي زودنا برقم هاتف لشخص يدعى إبراهيم الشيشاني والذي تكفل بنقلنا إلى الأراضي السورية.

وبعد يوم قضيناه في احد فنادق مدينة أرفة نقلنا إبراهيم الشيشاني الى مجموعة من السوريين قاموا بإدخالنا الى الأراضي السورية مشياً على الأقدام إلى أن وصلنا إلى مضافة، مكثنا بها ساعة قبل أن ينقلونا وآخرين بباصات إلى مضافة أخرى، ومنها إلى معسكر في مدينة الرقة السورية.”

“ويتابع قائلاً “قضينا أسبوعين في المعسكر، وفيه تعلمنا بعض الأحكام الدينية وفنون استعمال الأسلحة المختلفة، وفي نهاية الأسبوعين طلبوا منا أن نبايع الخليفة ابو بكر البغدادي وهو ما فعلناه، ثم انتقلنا إلى معسكر آخر في مدينة الطبقة لإكمال التدريبات العسكرية على يد “أبو قسورة السوري” الذي أعطاني اسم  (أبي حمزة البلجيكي)، وقضينا أسبوعين كذلك في هذا المعسكر”.

وبعد إكمال التدريبات، يقول طارق “أعادونا إلى مدينة الرقة وأخبرنا أبو قسورة بأننا جنديان في تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الرقة وأن علينا محاربة الكفار وخصص لي راتباً قدره “100 دولار” شهرياً وكان واجبي هو المرابطة على الحدود السورية التركية”.

مدرب لأشبال الخلافة

طلب مني العودة الى مدينة الرقة للإشراف على تدريب أكثر من ستين ممن نسميهم بأشبال الخلافة والذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 – 13 سنة، وتتضمن التدريبات اللياقة البدنية واستعمال الأسلحة الخفيفة، وكان أغلب الأطفال من أبناء المهاجرين والسوريين.

وبعدها

الدخول إلى الموصل

“منتصف عام 2015 طلب منا الانتقال إلى مدينة الموصل”، يضيف البلجيكي “وبالفعل تم إدخالنا عبر منفذ البعاج ومنها إلى تلعفر وبعدها قصدنا محافظة صلاح الدين، وشكلنا فيها فرقة تدعى: فرقة ابو معتز القريشي وهي فرقة خاصة بالمهاجرين وترأسها ” أبو علي الشيشاني”.

ويكمل طارق “أصبت بقدمي وكتفي أثناء تواجدي في منطقة الحراريات، ونقلت على أثرها إلى مستشفى الحويجة وبعدها الى مستشفى ولاية نينوى، وعند إتمام معالجتي ولأن القوات العراقية حررت اغلب مناطق صلاح الدين نقلونا الى محافظة الأنبار”.

“تركز وجودنا (فرقة أبو معتز القريشي) في قضاء هيت بعد معارك الرمادي إلا أن تقدم القوات العراقية وتحريرها للقضاء اضطرنا للعودة إلى الموصل لتشكيل خطوط الصد في جنوب نينوى في القيارة”، بحسب قوله.

تجنيد إرهابيين أجانب

ولم يكن دور أبو حمزة البلجيكي مقتصراً على القتال فقط، بل كان مسؤولاً عن خلايا في أوربا ويقوم بالدعوة الى القيام بعمليات إرهابية في أوربا وأميركا ويدعو المسلمين الأجانب إلى القدوم لسوريا والعراق.

يقول جدعون “قمت بتصوير مقاطع فيديو من الموصل أدعو فيها المجاهدين في أوروبا خاصة في فرنسا وبلجيكا للقيام بعمليات انتحارية”.

وكانت القوات قد اعتقلت جدعون في تموز 2017 .

                                            (المصدر: محطة تلفزيون رياليتاتي ، بتاريخ 8/11/2017)