زيارة وزير الدولة في الخارجية الرومانية جيورجي تشامبا إلى باريس

أجرى وزير الدولة للشؤون الاستراتيجية والثنائية في المنطقة الأوروبية -الأطلسية، جيورجي تشامبا، زيارة عمل إلى باريس، أجرى خلالها مشاورات مع فيليب اتيان، المستشار الدبلوماسي في الرئاسة الفرنسية، ومع جنفياف داريسيك، وزير الدولة في وزارة الدفاع الفرنسية، وأجرى أيضاً لقاءات مع اندريه باران، نائب الأمين العام في وزارة الخارجية الفرنسية، ومع هيلين فارناود ديفرمومنت المديرة العامة للإدارة والتحديث وكبيرة المسؤولين في الدفاع والأمن في وزارة الخارجية الفرنسية.

وخلال لقاءات العمل، أكد وزير الدولة جيورجي تشامبا على الطابع الخاص للعلاقات الفرنسية -الرومانية في سياق إعداد وتنظيم فعاليات كبيرة للعلاقات الثنائية: موسم رومانيا – فرنسا، والاحتفال بالذكرى المئوية للوحدة الرومانية الكبرى، وتولي رومانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

وسلطت اللقاءات مع المسؤولين الفرنسيين على العلاقات الثنائية الجيدة جداً، وذلك في سياق الاحتفال عقد من الزمان على إطلاق الشراكة الاستراتيجية، وعلى كثافة اللقاءات عالية المستوى في السنوات الأخيرة، وخاصة الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخراً الى رومانيا وزير الخارجية الفرنسية، جان إيف لو دريان (11-12 نيسان)، بالإضافة إلى زيارات الرئيس إيمانويل ماكرون (24 آب 2017) وفرانسوا هولاند (من 12 إلى 13 أيلول 2016).

وخلال المشاورات مع فيليب اتيان، المستشار الدبلوماسي للرئيس إيمانويل ماكرون، رحب الجانبان بنتائج الاتصالات الأخيرة رفيعة المستوى، وخاصة زيارة الرئيس الفرنسي في بخارست، بتاريخ 24 آب 2017، وآفاق تطوير هذه الاتصالات في سياق الإعداد للموسم المشترك والرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وأعرب المسؤولان خلال مباحثاتهم عن تقديرهم للمساهمة الكبيرة التي تقدمها الشراكة الاستراتيجية بين رومانيا وفرنسا في تعميق العلاقات الثنائية في المجالات الرئيسية للتعاون القطاعي، وتناولا أيضاً النهج المشترك لتحديث خريطة طريق الشراكة الاستراتيجية نظراً إلى الحاجة إلى تحسين صورة الوثيقة الجديدة للتطورات في السنوات الأخيرة على المستوى الثنائي والأوروبي والدولي.

وكان الجانبان قد تبادلا وجهات نظر هامة حول ملفات ذات أولوية على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك تم الكشف عن التقارب بين مواقف البلدين. وأكد المسؤول الروماني الأولوية التي توليها رومانيا في الانضمام إلى منطقة شنغن، مبينة أن بلادنا تعتمد على دعم فرنسا في انضمام سريع لبلادنا إلى المنطقة حرية الحركة.

كذلك، أعرب وزير الدولة في الخارجية الرومانية جيورجي تشامبا عن دعم رومانيا القوي والحازم كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي لنهج معمق ومؤيد لأوروبا وأنها البلد المستقبلي الذي سيضمن رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لصالح تعزيز المشروع الأوروبي. وبين تشامبا أن منظور رومانيا، هو أوروبا قوية وتحتاج الى مزيد من التضامن وسياسة التماسك الأمر الذي يضمن التقارب على مستوى الاتحاد الأوروبي، كأساس لوحدة الاتحاد الأوروبي.

وخلال المشاورات مع وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة، جنفياف داريسيك، تم تسليط الضوء على المستوى الجيد من التعاون الثنائي في مجال الأمن والدفاع، والتعاون ضمن الهياكل المتحالفة معها. كما رحب الجانبان بالتعاون الوثيق بين القوات المسلحة الرومانية والفرنسية في إطار المشاركة المتبادلة في مظاهرات إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى. ورحب وزير الدولة جيورجي تشامبا بمبادرة الرئيس ماكرون في تنظيم منتدى في تشرين الثاني من هذا العام يجمع الدول المتحاربة الحرب العالمية الأولى، وذلك لتجسيد التاريخ المشترك في اللحظات الأكثر صعوبة.

كذلك، تم التطرق الى النتائج الإيجابية، وإلى الرغبة في مواصلة الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وفق الصيغة “2+2” (الشؤون الخارجية والدفاع)، وهي الصيغة التي تتيح التخطيط لأعمال مشتركة، وفقاً لتعقيدات التحديات الراهنة في مجال الأمن والدفاع. كما شدد جيورجي تشامبا على أهمية زيادة المرونة ودعم التدابير اللازمة لتعزيز الدفاع والردع الموقف على الجبهة الشرقية، بما في ذلك منطقة البحر الأسود.

وفيما يتعلق بسياسة الأمن والدفاع الأوروبية (بيسكو – PESCO)، أبرز وزير الدولة جيورجي تشامبا جهود رومانيا بالدعم النشط لتعزيز دور الاتحاد الأوروبي في مجال الأمن والدفاع، مؤكداً أن بيسكو هي الأداة التي من شأنها زيادة التضامن والتلاحم ووحدة الحلفاء والشركاء الأوروبيين.

وفيما يتعلق بأمن بالبحر الاسود، رحب جيورجي تشامبا بمشاركة السفن الحربية الفرنسية في المناورات البحرية التي جرت العام الماضي. مشدداً على أهمية البحر الأسود، سواء من حيث تحديد مشاريع للتعاون القطاعي في سياق الإعداد لرئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وكذلك من حيث الأمن، مبيناً أن المنطقة استراتيجية لكل من رومانيا والاتحاد الأوروبي ولمنظمة حلف شمال الأطلسي.

كذلك، تطرقت المناقشات الى القضايا المتعلقة بالتعاون العسكري الثنائي داخل قمة الناتو والتي ستعقد في بروكسل هذا العام، والعلاقة عبر الأطلسي، والتعاون في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

وفيما يتعلق بالسياق الدولي، جرى تبادل لوجهات النظر وتقييمات للحالة الأمنية، مؤكدين على أهمية تعزيز قدرة الناتو على مواجهة التهديدات الحالية. ورحب الجانبان بالتعاون الثنائي الجيد جداً في دعم جهود مكافحة الإرهاب والعمليات والمشاركة في العمليات والمهام التي تتم تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وخلال الاجتماع مع نائب الأمين العام الفرنسي في الخارجية الفرنسية أندريه بارانت، تمت الاشادة بالخطوات المشتركة لتحديث خريطة طريق للشراكة الاستراتيجية، مما يعكس الحاجة إلى عكس الديناميكيات الجديدة للعلاقات الثنائية. وأعرب المسؤولان عن رغبتهما في أن تكون الوثيقة الجديدة طموحة وأن تجسد المستوى العالي من التعاون الفرنسي -الروماني الحالي.

وأكد المسؤولان على البعد الاقتصادي للعلاقات الثنائية، وتم استعراض الاستثمارات الفرنسية في رومانيا وفرص العمل في السوق الرومانية، حيث سجلت رومانيا واحدة من أعلى الزيادات في الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، أشار تشامبا إلى أن رومانيا تسعى للانضمام إلى منظمة التعاون والتنمية (OCDE) في ضوء اقتراب موعد الاجتماع الوزاري في باريس.

كذلك، قام المسؤولان بمراجعة بعض الملفات ذات الأولوية على الأجندة الأوروبية حيث كانت المواقف متقاربة. وجدد جيورجي تشامبا على التزام رومانيا العميق بتوطيد المشروع الأوروبي. وأشار إلى القمة الأوروبية الاستثنائية التي ستعقد في سيبيو في 9 أيار 2019، خلال رئاسة رومانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وأكد المسؤول الروماني على أن انضمام رومانيا إلى منطقة شنغن هو هدف مشروع، لأن رومانيا قد أوفت بمعايير الانضمام ومع الأخذ بعين الاعتبار مساهماتها الكبيرة في أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وأعرب عن دعم رومانيا لمنطقة شنغن بحيث تكون في صالح جميع المواطنين الأوروبيين.

وفي إشارة الى منطقة البلقان الغربية، قال المسؤول الروماني أن هذه المنطقة ستكون من أولويات الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي، مشدداً على التزام رومانيا بسياسة التوسع وفقاً لحيثياتها وتلبية لمعايير الانضمام. وأشار إلى المنظور الأوروبي لمنطقة غرب البلقان كعامل للاستقرار والازدهار والأمن في المنطقة وفي أوروبا. وفي الوقت نفسه، أكد على الدور الإيجابي لهذه السياسة في دعم وتسريع الإصلاحات في المنطقة.

(المصدر: وكالة هوت نيوز للأنباء، تاريخ: 11/5/2018)