أدريان فاسيليسكو، المصرف الوطني الروماني: عندما سكبت الدولة الزيت على نار التضخم

منذ 27 عاماً و8 أشهر و4 أيام من أواخر شهر تشرين الأول 1990 وحتى اليوم، أثبتت المعركة مع التضخم كونها مدرسة عظيمة لكافة أفراد الطبقة السياسية في بلدنا، سواء الحكومات التي مرت عبر قصر فيكتوريا أم بالنسبة لمؤسسات الدولة، والاقتصاديين، وعلماء السياسة، وعلماء الاجتماع، والصحفيين، ولجميع السكان. مدرسة صعبة غيرت طريقة تفكيرنا وأسلوب حياتنا وعاداتنا وسلوكنا.

ويرى الكثير من المحللين، استنادا إلى ما عشناه في تلك السنوات أنفسه يميلون إلى رسم سيرة التضخم بدءاً من تشرين الثاني 1990. لكنهم مخطئون أو ما يزالوا يخطئون. لأن ارتفاع معدلات التضخم، لفترة طويلة أو قصيرة، حصلت مرتين في تاريخ الدولة الرومانية. مرة بتاريخ ما بعد 24 كانون الثني 1859. وبهذا فإن التضخم حتى في بلادنا لم يبدأ في الأول من تشرين الثاني 1990. هنا بدأنا فقط بقياس التضخم. نقيسه على العلن بطرق علمية وشفافة.

وإن عملية تحرير الأسعار، التي تمت بتاريخ 1 تشرين الثاني 1990، كانت تصب الزيت على نار التضخم. بقرار حكومي. بالطبع، لم تقل الحكومة وقتها: منذ اليوم يبدأ التضخم. لكنها فكرت هكذا، في وقت كان هناك اختلال خطير بين المال والسلع في السوق. وكان التضخم وسيلة للخروج من هذا الاختلال المريع.

(المصدر: ميديا فاكس بتاريخ 2/7/2018)