أكثر من 30 ألف مواطن يعودون إلى داعل بريف درعا الشمالي بعد عودة الأمن والاستقرار إليها-فيديو

درعا-سانا

في ظل الاستقرار الذي تعيشه بلدة داعل بريف درعا الشمالي بعد إتمام اتفاق المصالحة واستعادتها لدورة حياتها عاد إليها أكثر من 30 ألفا من سكانها الذين غادروها في أوقات سابقة بفعل ممارسات الإرهاب.

سانا التقت عددا من العائدين إلى داعل الذين هجروا منها قسرا بسبب الإرهابيين واعتداءاتهم حيث قال عيسى عوير: إنه خرج من داعل عنوة قبل 6 سنوات بعدما سيطر الإرهابيون على البلدة مصطحبا معه أفراد عائلته إلى مدينة السويداء لتبدأ معه رحلة ألم الفراق لبيته ومعرضه الذي بناه بعرق وجهد.

ويصف الحاج عيسى الليلة التي سبقت عودته إلى منزله قائلا: في يوم المصالحة لم أنم الليل كنت أعد الساعات لأرى خيوط الشمس الأولى حيث سارعت أنا وزوجتي لأحزم أمتعتي وأمتعة أفراد أسرتي وانطلقت بسيارتي لا تسعني الفرحة وكأنني ولدت من جديد.

زوجة الحاج عيسى رفعت يديها داعية بالخير والسلامة لجنود الجيش العربي السوري الذي أعاد الاستقرار إلى داعل وأكدت أنها لم تعرف طعم النوم إلا في هذه الأيام.

الحاج حامد الجاموس مهجر آخر عاد برفقة الحاج عيسى طالب كل من خرج من داعل بالعودة إليها وألا يستمع إلى الشائعات التي يبثها ممولو الإرهاب مؤكدا أن البلدة آمنة ومستقرة بشكل كامل.

سيدة من بلدة السبينة بريف دمشق مقيمة في داعل أكدت أن الأمان الذي تعيشه داعل لم تعرفه منذ سنوات موجهة تحيتها الكبيرة للجيش العربي السوري الذي ضحى بدمائه في سبيل أمن الناس ولتخليصهم من الإرهاب.

عودة الأهالي جاءت بالتوازي مع التحسن المضطرد للخدمات في البلدة حيث وثقت كاميرا سانا هذا الواقع في البلدة التي نفضت عنها غبار الإرهاب واستعاد أبناؤها منازلهم ومنشآتهم التي حولها الإرهابيون إلى مقرات ليعيدوها إلى ما كانت عليه قبل استيلاء هؤلاء الإرهابيين عليها.

وأشار مختار داعل يوسف الحريري إلى “أن كل شيء في داعل يعود إلى وضعه تدريجيا حيث عادت قوى الأمن الداخلي إليها وبدأت أعمال إعادة تأهيل الناحية ومركز الشؤون المدنية” مبينا أن “عدد سكان المدينة انخفض إلى 20 ألف نسمة أثناء سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها واليوم تشهد عودة أعداد كبيرة إليها حيث بات يقطنها حاليا نحو 50 ألف شخص”.

وأضاف الحريري: إن “هناك تحديات كبيرة تتعلق بالخدمات نظراً للاعتداءات التي طالت كل البنى التحتية من كهرباء ومياه واتصالات كما أن المحروقات متوافرة بالحد الأدنى” لافتا إلى أن “محافظة درعا بدأت بتأمين المواد الأساسية منذ يوم أمس حيث قامت بإيصال اسطوانات الغاز المنزلي بكميات كبيرة” في الوقت الذي لجأ فيه المواطنون إلى استخدام الطاقة الشمسية كمصدر بديل للطاقة الكهربائية نظرا لتعرض خطوط التوتر من محطة تحويل الشيخ مسكين إلى التخريب من قبل التنظيمات الإرهابية.

وأوضح الحريري أن الواقع الصحي في المدينة يتحسن تدريجيا بالتوازي مع استئناف المركز الصحي عمله إضافة إلى تزويد صيدليات البلدة بمختلف أنواع الأدوية في حين لا يزال هناك بعض النقص في أدوية الاطفال.

أهالي داعل أشاروا إلى أن “بلدتهم لم تشهد استقرارا وأمنا كما اليوم” موجهين النداء لباقي الأهالي ولكل أبناء سورية الذين ما زالوا يعيشون خارج بيوتهم ووطنهم بأن يعودوا إليها.

ولأن داعل واحدة من البلدات التي اشتهرت بنشاطها الاقتصادي المتنوع فقد استأنف أصحاب المحال التجارية في المدينة نشاطهم التجاري وامتلأت محالهم بالبضائع المتنوعة كالمواد الغذائية واللحوم والخضار ومواد البناء والحرف المتنوعة فيما تابع مزارعوها عملهم في أراضيهم حيث المحاصيل المتعددة من فواكه وخضراوات وأقماح وأكد المزارعون من أهالي البلدة “أنهم لم يتخلوا يوما عن أرضهم التي يزرعونها منذ سنين طويلة وهم مستمرون في حفرها وسقايتها وتسويق محاصيلها وأن تمسكهم بها عنوان لتمسكهم بوطنهم مطالبين الجهات المعنية بالإسراع بتوفير المحروقات والأسمدة”.

وكانت بلدة داعل في الريف الشمالي لمحافظة درعا انضمت يوم الجمعة الفائت إلى المصالحات بعد تسليم المسلحين أسلحتهم للجيش تمهيدا لتسوية أوضاعهم وفق القوانين والأنظمة النافذة وعملت الجهات المعنية بعدها على إعادة تأهيل كل القطاعات الخدمية بالتوازي مع عودة السكان بعد أن هجروا بفعل التنظيمات الإرهابية.