– خطاب لاورا كودروتسا كوفيشي في نهاية منصبها كرئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد

 

قامت السيدة لاورا كودروتسا كوفيشي الرئيسة السابقة للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA بإعطاء تصريح عام في نهاية منصبها بتاريخ 9/7/2018 بعد توقيع الرئيس كلاوس يوهانيس صباح نفس اليوم على مرسوم إقالتها تنفيذاً لقرار المحكمة الدستورية الرومانية التي نص على تطبيق نصيحة وزير العدل بهذه الإقالة.

وفيما يلي نص التصريح:

“مرحباً!

كما تعلمون، أصدر رئيس رومانيا مرسوم إقالتي من منصب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا، وتنتهي ولايتي اليوم نتيجة لذلك.

كنت رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA لمدى خمس سنوات وكل شيء فعلته أو لم أفعله في هذا المنصب ستجدونه في تقرير قصير، كما أن نشاطي سيتم نشره على موقع المؤسسة.

بغض النظر عما أقوله أنا أو ما يقوله الآخرون حول الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وبغض النظر عما تقوله الأرقام التي لا تكذب، ما هو الهام حقاً هو أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد قد برهنت أنه لا يوجد أحد فوق القانون.

وفيما يتعلق بإجراءات إقالة رئيس الهيئة، أذكركم بأن اقتراح الإقالة لم يستوف المتطلبات القانونية. أعطى المجلس الأعلى للقضاة رأياً ضد هذه العملية. وقد أثبتت أمام قسم المدعين العامين في هذا المجلس أن الدوافع التي أدت إلى اقتراح إقالتي بعضها ليست حقيقية وبعضها لا أساس لها.

ويطرح مرسوم الإقالة الصادر عن رئيس رومانيا سؤالاً أساسياً: هل سيكون هناك بعد هذا الوقت تبعية تامة لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أمام وزير العدل؟

أنا لا أعلق على قرار المحكمة الدستورية. أقول فقط إن وثيقة الأسباب تشير إلى أن وكلاء النيابات قد يكونوا منذ الآن تابعين سياسياً، والتوضيح في هذه المسألة ضروري جداً.

أما فيما يتعلق بشخصي، أستطيع أن أقول لكم إنني قد أحطت علماً بمرسوم إقالتي من منصب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وبدءاً من اليوم لن أعمل في هذه الهيئة. سأبقى وكيلاً للنيابة.

أود أن أتوجه برسالة إلى زملائي الذين عملت معهم والذين قمت بتمثيلهم خلال السنوات الخمس الماضية وكذلك إلى وكلاء النيابات الآخرين في رومانيا، الذين عملت معهم لمدة 6 سنوات كمدعي عام لرومانيا عندما كنت في ذلك المنصب.

شكراً لكم جميعاً على شجاعتكم، احترافيتكم، القوة والصمود والثبات التي مشيتم به إلى الأمام، بغض النظر عن الظلم والإذلال الموجه ضدنا أمام المجتمع وأسرنا، دون فرصة للرد ودون أمكانية الدفاع عن أنفسنا إلا الأمل بأن نطلب من المجلس الأعلى للقضاء CSM أن يدافع عن الحقيقة.

نعلم جميعاً أنه في السنوات الخمس الأخيرة حصلت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA على نتائج أخرى وهي ليست ظاهرة في الإحصاءات:

  1. أثبتت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA أن القانون متساوٍ للجميع وأنه لا يوجد أحد أقوى من غيره وقادر أن يتجاوز أو ينسحب عن القانون. قام وكلاء النيابة المستقلون بتحقيق بحق أشخاص كان يبدو أنهم لا يمكن المساس بهم وتم ذلك بغض النظر عن ثرواتهم أو مناصبهم
  2. لقد ساهمنا من خلال تحقيقاتنا في زيادة الوعي بخطورة ظاهرة الفساد.

وما نجحنا فيه في المرتبة الأولى وقبل كل شيء يا زملائي المحترمين، هو إظهار أن المؤسسات العامة الرومانية يمكن أن تعمل بكفاءة وقانونية ولا سيما، نعم، يمكن هزيمة الفساد!

ولا، حلقة اليوم ليست بهزيمة. إن الطريقة الوحشية التي يتم بها محاولة تغيير القانون منذ بعض الوقت تدل على أنهم يريدون الحماية من أجل الماضي والحاضر والمستقبل. ويعرف الآن المجتمع هذا الشيء منكم الذين تعملون في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA.

إن مغادرتي من وظيفة ما تعني إلا قليلاً إذا بقينا أنا وأنتم على هذا العمل.

وأقول لكم بعد ست سنوات من شغلي بمنصب المدعي العام و 5 سنوات أخرى، و1 شهر واحد و24 يوماً في مؤسسة الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA إن لا شيء أهم من مواصلة هذه المعركة، لأنها معركة من أجل الدفاع عن المجتمع ضد المجرمين الخطرين.

نعم، يمر القضاء بوقت صعب. كلنا نعرف ذلك لأننا جميعاً رأينا ما سيبقى من القوانين الجنائية في هذا البلاد. رأينا شكل هذه القوانين التي تم اعتمادها في البرلمان، وقد تقدمنا برد فعل وملاحظات، وكذلك والمحكمة العليا للقضاء والتمييز وكذلك المجلس الاعلى للقضاء CSM، والمدعي العام، ولكن أبعد من الآراء المهنية، فمن الواضح الآن أن في هذا الوقت الإرادة السياسية ليست مهتمة بالعدالة الفعالة بل بعرقلة العدالة والتحقيقات.

نحن وكلاء النيابة لا يمكننا القيام بنضال سياسي. القانون يمنعنا من ذلك. نداءنا هو لتشريع مستقر. ونداءنا هو لتشريع يؤكد على استقلال وكلاء النيابة.

إن استقلال وكلاء النيابة هو قيمة غير قابلة للفساد.

إن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا DNA مؤسسة ناضجة أنجزت دورها في مكافحة الفساد على مستوى عال ولذلك عليكم ألا تتخلوا عن عملكم. استمروا في القيام بعملكم.

أشكر جميع الذين دعمونا في عملنا. كما أشكر العاملين في النظام القضائي، والمتعاونين المؤسساتيين في رومانيا أو الشركاء المؤسساتيين.

أخيراً وليس آخراً، لدي رسالة للمجتمع، لمواطني رومانيا:

الفساد يمكن هزيمته. لا تستسلموا.

شكراً!

(المصدر: الموقع الإلكتروني ل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في رومانيا، pna.ro،  بتاريخ 09/07/2018)