السفير الروسي في بخارست: ليس لدى روسيا نوايا عدائية ضد رومانيا / الولايات المتحدة تعلن عن نيتها بتحويل أوروبا الى ساحة حرب عالمية

أكدّ السفير الروسي لدى رومانيا، “فاليري كوزمين”، الخميس 7/2/2019 أنه ليس لدى الاتحاد الروسي أية نية عدائية ضد رومانيا، وأن روسيا مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، وأن بلاده لا تريد أن تكون البادئة بالمحادثات.

وقال السفير الروسي في مؤتمر صحفي عقده الخميس 7/2/2019 في بخارست “يقول الاميركيون منذ عشر سنوات، إن لم يكن أكثر من ذلك، إن نظام الصواريخ الباليستية الاستراتيجي الذي نشر في رومانيا ليس موجهاً ضد روسيا، وما ثبت في الآونة الأخيرة أن تلك الصواريخ موجهة تحديداً ضد روسيا. لطيف جداً!! لقد تعلمنا من التاريخ ولن نسمح لأنفسنا أن نكون ساذجين. لا توجد إجراءات عدائية وغير ودية ضد رومانيا، وأستطيع أن أؤكد لكم أنه ليس لدى روسيا نوايا عدائية تجاه رومانيا. ونحن نعتقد أن رومانيا بلداً جاراً، وأن أفضل وسيلة لبناء علاقات ودية مع دول الجوار هو توفير الظروف الملائمة لحسن الجوار”.

وأضاف السفير الروسي إن روسيا مستعدة لإجراء حوارات ومحادثات مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة القوات النووية متوسطة المدى ، لكنها لن تكون البادئة بالمحادثات.

وقال السفير “نحن لم نتحدث مع أحد. ولم نتحدث مع الأمريكيين، وهذا ليس لأننا غير مستعدين للتحدث، ولكننا لم نشاهد أي رد فعل من قبلهم. نحن نسعى إلى الحوار ، لكننا لن نكون المبادرية بذلك. لقد سمعت من قبل فقط الاتهامات والانذارات، وتم تجاهل كل مبادرة لمناقشة موضوعية من أجل توفير المعلومات”. وخلص المسؤول الروسي إلى القول إن ذلك يعتمد بشكل كبير على البراغماتية وواقعية قادتنا.

وقال السفير الروسي لدى رومانيا، “فاليري كوزمين“، الخميس 7/2/2019 إن الولايات المتحدة أعلنت من خلال تعليق معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، عن نيتها بجعل أوروبا مصدراً رئيسياً للتوتر، وساحة لحرب عالمية ممكنة، وكل ذلك من أجل البقاء و “حتى النهاية ” وراء المحيط.

وأضاف “فاليري كوزمين” “أصبحت خطوة الولايات المتحدة هذه خطوة إضافية تنضم إلى سلسلة الإجراءات التي من شأنها هدم النظام الحالي للمعاهدات الدولية المتعلقة بنزع السلاح النووي والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي في العالم، والغرض من ذلك وحيد، وهو الحفاظ على سيطرتها على العالم. ومن المثير للجزع أن استراتيجيين في البيت الأبيض والبنتاغون يعبران من جديد عن عزمهما على تحويل قارتنا الأوروبية ، التي عانت الكثير ، مصدراً رئيسياً للتوتر، وإلى ساحة حرب عالمية محتملة، وذلك في أمل ساذج وهو أن تبقى الولايات قادرة على “البقاء” سليمة من أية حروب على أراضيها وراء المحيط ، كما فعلت ولمرات عديدة في القرن العشرين”. وأضاف السفير إنه يعتقد أن مثل هذه الاستراتيجية هي استراتيجية متهورة ومدمرة للبشرية جمعاء.

وقال المسؤول الروسي إن روسيا ستؤجل إطلاق المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى أن تنضج الأمور.

وخلص السفير الروسي “لقد تقرر في الوقت الراهن الامتناع من التقدم بمبادرات لمفاوضات مع الأمريكيين في هذا المجال، طالما أنهم هم أنفسهم غير “ناضجين” لفهم الحاجة لإبرام اتفاق عادل وموضوعي، وقد باءت كل المحاولات لاستئناف الحوار بالفشل”.

هذا وقد دعت إدارة فلاديمير بوتين الملحق العسكري الأمريكي في موسكو يوم الخميس 7/2/2019 ليقدم للأمريكيين اقتراحاً بتدابير وإجراءات للحفاظ على معاهدة القوات النووية متوسطة المدى .

ومن بين التدابير التي اقترحتها روسيا تدمير قاذفات “MK-41” التي تستخدم أيضا في النظام الباليستي “ِAegis Ashore”، الذي تم تركيبه في رومانيا في قاعدة ديفيسيلو، والذي سيتم تركيبه قريباً في بولندا.

يذكر أن لحلف الناتو مسؤوليته الخاصة عن انتهاك لمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى من خلال نشر الولايات المتحدة لأنظمة الصواريخ الباليستية في رومانيا وبولندا، وحثت روسيا الدول الأوروبية لتجنب تحويل القارة الأوروبية إلى ساحة مواجهة عسكرية.

وكانت روسيا قد أعلنت يوم السبت الماضي تعليقها لالتزاماتها بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، رداً على قرار مماثل اتخذته إدارة دونالد ترامب.

وأعلنت إدارة فلاديمير بوتين أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ التدابير المناسبة رداً على قرار الولايات المتحدة بتعليق التزاماتها بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن موسكو تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة والرد الانتقامي بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، ومن الطبيعي اتخاذ مثل هذه الاجراءات.”

(المصدر: وكالة ميديافاكس للانباء، بتاريخ 7/2/2019)