كلمة سعادة السفير الدكتور وليد عثمان في عيد الجلاء 2019

 

 

.. أبناء الجالية العربية السورية في رومانيا الأعزاء.

     أرحب بكم في هذا الاحتفال الوطني الذي نقيمه بسفارة الجمهورية العربية السورية في بوخارست. بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن تراب وطننا الغالي السابع سورية في عشر من نيسان 1946 بعد سنوات طويلة من الكفاح والنضال الوطني التي خاضها الشعب العربي السوري ضد المستعمرين الفرنسيين . حيث كان الجلاء محطة نضالية هامة تاريخ سورية التي استرجعت بموجبها سيادتها الكاملة على أرضها وحققت استقلالها.

..وفي هذه المناسبة العزيزة يحتفل السوريون داخل سورية وفي بلدان الاغتراب بعيدهم الوطني, وهم يستذكرون تلك البطولات والانتصارات الخالدة التي أنجزها الآباء والأجداد الأبطال .. يوم حققوا الاستقلال واستعادوا حريتهم. وطهروا أرض وطنهم التي كانت وما زالت مطمعا للأعداء. والمستعمرين الذين لم يتمكنوا من البقاء فيها ..لأنها كانت تلفظهم …… وكانت دائما مقبرة للغزاة والمحتلين والخونة والمتآمرين الذين كان مصيرهم الرحيل أو السحق على أبوابها, لأنها أرض الحضارة التي تلد الأبطال والمقاومين والقادة العظام, وتقدم الشهداء دفاعا عن عزتها ووحدتها وسيادتها.

أيها الأعزاء

.. ثلاثة وسبعون عاما مضت على يوم الجلاء ..إلا أن دروبه مازالت باقية في أذهان كل السوريين, فيومها هب السوريون جميعا لنصرة بلدهم آنذاك, وكانوا جميعا صفا واحدا وفي خندق واحد لمواجهة الاستعمار الفرنسي الغاشم, فوحدوا قواهم ورصوا الصفوف, وشدوا العزيمة, وأشعلوا الثورات التي قادها الأبطال بدءا من معركة ميسلون التي جرت في 14 تموز 1920 وسطر فيها السوريون بقيادة وزير الحربية آنذاك يوسف العظمة ملحمة بطولية, واندلعت بعدها الثورات في جميع أنحاء سورية, قادها رجال أبطال تقدمهم سلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وحسن الخراط وغيرهم .. وكا قرارهم الوحيد ..أن لا مكان للمستعمر على هذه الأرض الطاهرة .. ورفع السوريون شعارا (إننا سوريون بالولادة, ولكننا قوميون بالإرادة, وسنحمل السلاح ونواصل النضال حتى يرحل آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن.) وكان لهم ما أرادوا …. وحققوا نصرا تاريخيا سجل بحروف من ذهب في سفر الزمان .. بذلت لأجله الدماء وقدمت التضحيات والشهداء. وأصبح الجلاء بهذا المعنى مفهوما وقيمة وفكرا and وثقافة, وليس ذكرى نحتفل بها, لأن الجلاء يعتبر المفصل الرئيس بتاريخ سورية الحديث.

أيها الأخوات والأخوة

   .. اليوم وبعد مرور ثلاثة وسبعين عاما على جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن ..فالتاريخ يعيد نفسه .. وشعبنا الأبي في سورية, وجيشنا الباسل يخوضون معركة أشد ضراوة من التي خاضوها ضد الاستعمار الفرنسي .. إنها معركة ضد الإرهاب والإرهابيين ورعاتهم وأدواتهم في المنطقة . وها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه … ومع كل شهيد يرتقي إلى سماء العلا دفاعا عن تراب هذا الوطن العزيز وتستمر التضحيات. ويستمر العطاء. ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا.

.. أيها الأعزاء.

     مع كل انتصار لجيشنا العربي السوري, ونجاح لسياستنا السورية, وانكسار لقوى الإرهاب والعدوان, وفشلهم في الحرب العسكرية يحاول أعداء سورية خلق بؤر عدوانية لحروب جديدة لدعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية, واستمرار الحرب والصراع فيها, لتغطية فشل مشروعهم التآمري .. والتي كان آخرها لجوأهم إلى الحرب الاقتصادية وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب السوري الذي لا يمت إلى الإنسانية بشيء, ..لكن من استطاع الصمود ثماني سنوات وانتصر في حرب إرهابية كبرى, قادر على مواجهة هذا الحصار الاقتصادي الأحادي الجانب,

.. ورغم ذلك, فمحاولات أعداء سورية مستمرة بعد فشل كل مخططاتهم التآمرية للنيل من صمودها وثوابتها ووحدتها وسيادتها, وسلب قرارها المستقل. حيث بهذا المجال اتخذ الرئيس الأمريكي مؤخرا, قرارا بضم الجولان السوري المحتل إلى الكيان الإسرائيلي.أدانه العالم … ولكننا وكما قال – السيد الرئيس بشار الأسد – نقول للعالم ..بأن هذا القرار لن يغير حقيقة أن الجولان عربي , وسوري الهوية والانتماء .. وسنحرره ونحرر معه كل شبر من تراب الوطن الذي دنسه المحتلون والإرهابيون …. والنصر حليفنا, لأن دماء شهداء الوطن ستزهر فجرا وتشع نورا, وسيتوج مستقبلها القريب العاجل بأكاليل النصر. .Png هي سورية تخرج اليوم منتصرة من هذه الحرب الإرهابية التي شنت عليها.

أيها الحضور الكريم

 نحن اليوم في سورية ماضون, وعاقدون العزم وبنفس الهمة والعزيمة كما بالأمس, لدحر كافة أشكال الإرهاب ورعاته وأدواته, وتحرير كامل أراضينا من المتحلين والمعتدين, وإعادة أعمار ما دمرته الحرب الإرهابية, وعودة المهجرين إلى مناطقهم. بفضل عزيمة وبطولة جيشنا العربي السوري, وصمود وتلاحم شعبنا والتفافهم حول قيادتهم, وحكمة وصبر وشجاعة رئيسنا المفدى -سيادة الرئيس بشار الأسد صمام الأمن والأمان لوطننا وشعبنا …. …. وموعدنا مع الجلاء الجديد يتعمق واستقلالنا يتعزز وانتماؤنا يتجذر , لأننا ماضون بمواجهة كل المخططات الرامية لإضعافنا, وماضون بالتصدي لكل محتل, وسنكمل حتى تطهير آخر شبر من تراب الوطن, and والاحتفال بالنصر النهائي قريبا جدا.

.. ابناء الجالية العربية السورية الأعزاء

– أتوجه إليكم بالشكر والتقدير لحضوركم, ولمحبتكم ووفائكم لوطنكم الغالي سورية. ودعمكم لجيشكم العربي السوري الباسل, ولوفائكم وولائكم لقائد الوطن, سيادة الرئيس بشار الأسد.

– تحية إجلال وإكبار لشهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم لنحيا ويحيا الوطن.

تحية اعتزاز, وفخار لدرع الوطن وسياجه الحصين. جيشنا العربي السوري الباسل, حامي الديار and ومسطر ملاحم البطولة والتضحية والانتصار.

– وتحية الشموخ والإباء, والمحبة والوفاء والولاء لسيد الوطن. رئيسنا المفدى-سيادة الرئيس بشار الأسد – قائد الانتصارات و حامل رايات الحق والعزة والفخار. دفاعا عن الوطن بوجه الإرهاب, وأنظمة التكفير والتخاذل والغطرسة والاستكبار. …. وختاما. باسمكم نجدد العهد لسيد الوطن, أن نبقى جندا أوفياء حتى تحقيق النصر المؤزر …. وشكرا لكم.