المؤتمر الصحفي المشترك لرئيس رومانيا ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية

عقد رئيس رومانيا، السيد كلاوس يوهانيس، يوم الخميس بتاريخ 9/5/2019، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع رئيس المجلس الأوروبي السيد دونالد تاسك ومع رئيس المفوضية الأوروبية السيد جان كلود يونكر في مدينة سيبيو ونورد فيما يلي نص المؤتمر:

رئيس رومانيا، السيد كلاوس يوهانيس:
مساء الخير! يسعدني أن أكون هنا معكم!
أولاً وقبل كل شيء، اسمحوا لي أن أعرب عن ارتياحي أننا هنا في سيبيو، في سياق الحدث المهم جداً بالنسبة لرومانيا والاتحاد الأوروبي.
لقد أصبحت رومانيا اليوم وهي البلد الذي يتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي والذي هو حريص على ترسيخ المشروع الأوروبي، مركز النقاش حول مستقبل الاتحاد الأوروبي. لقد جاءت أوروبا إلى رومانيا!
إن هذا الاجتماع، من الناحية التاريخية، هو أول اجتماع للمجلس الأوروبي تستضيفه رومانيا.
وعززت مناقشات اليوم اقتناعنا بأنه يمكننا أن نجمع معاً لرسم مستقبل الاتحاد الأوروبي.
أردنا، وأستطيع الآن أن أقول أننا قد نجحنا في ذلك، تنظيم قمة للوحدة، ولتصميمنا على مواصلة المضي قدماً في مشروع التكامل الأوروبي كمشروع غير مسبوق الديمقراطية والرخاء والسلام، وهو مشروع للاستقرار في الداخل والخارج، تجاه جيراننا.
أنا سعيد بأن نرسل من رومانيا رسالة إيجابية ووحدوية وهي رسالة من قبل الدول الأعضاء والمؤسسات الأوروبية على حد سواء، لتعزيز الاتحاد الأوروبي على أساس مجموعة واضحة من المبادئ والقيم. تتمحور هذه الرسالة حول مبدأ التماسك الكامل كقيمة أوروبية مشتركة وهو شعار الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وحققت رومانيا منذ توليها مهام منصبها دفع المشروع الأوروبي نحو التماسك سواء على الصعيد الداخلي في الدول الأعضاء وبين الدول الأعضاء والإقليمي والمحلي والخارجي. إن وحدة وتماسك عملنا جعلنا ما نحن عليه اليوم كاتحاد، نموذجاً للتنمية والديمقراطية والازدهار.
ناقشنا اليوم في سيبيو كيفية الطريق الذي نريد الاستمرار فيه، والاتجاه الذي نريد أن نأخذ إليه بنائنا الأوروبي. اعتمدنا الإعلان السياسي، وإعلان سيبيو، الذي آمل أن يبقى علامة فارقة في تاريخ الاتحاد الأوروبي.
وفي روح ما اتفقنا عليه قبل عامين، وبمناسبة الاحتفال في روما، بالذكرى الـ 60 على توقيع المعاهدات، فإن أهم رسالة في إعلان سيبيو وأود أن أسمي هذه الرسالة بـ “روح سيبيو”، هي تأكيد على إرادتنا بمواصلة المشروع الأوروبي معاً.
سيداتي وسادتي،
نرسل رسالة الإرادة السياسية والعمل الموحد بمناسبة يوم أوروبا اليوم بتاريخ 9/5/2019.
أهنئكم بمناسبة يوم أوروبا وآمل بأن تصل هذه رسالة إيجابية إلى أكبر عدد ممكن من الأوروبيين وزيادة ثقة الجمهور في قوة الاتحاد الأوروبي وفي حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يعمل لمواطنيها.
تهدف المبادئ والأهداف المشتركة الواردة في الإعلان إلى تعزيز وحدة الاتحاد الأوروبي وتم ذكر هذه المبادئ في المناقشات التي أجريناها حول التوجه الاستراتيجي للاتحاد وجدول الأعمال الاستراتيجي في المستقبل الذي نجهزه للاعتماد في جلسة المجلس الأوروبي التي ستعقد في شهر حزيران.
ونرى رومانيا أنه في السياق الأوروبي والعالمي الحالي من المهم أن يقدم جدول أعمال استراتيجي مستقبلي رؤية ذات فهم مشترك للأهداف ذات الأولوية التي نريد أن نركز عليها، في الوقت الذي يبقى الاتحاد على المرونة وعلى الأدوات والموارد اللازمة.
يجب أن نوفر الأدوات اللازمة لتشكيل مستقبل الاتحاد أقوى وأكثر فعالية، استناداً إلى الوحدة والتضامن والتماسك من أعضائها، وإلى تعزيز القيم الأوروبية المشتركة. ويجب أن تكون كل هذه المواضيه في مركز الأولويات والإجراءات المستقبلية للاتحاد.
نريد أجندة استراتيجية تعكس رؤية طموحة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، قادرة على تحقيق فوائد ملموسة لجميع المواطنين الأوروبيين.
ومن هذا المنظور، فإننا نعتقد أن جدول الأعمال الاستراتيجي الجديد ينبغي أن يركز على الترويج لأوروبا والنمو والتقارب وتعزيز السوق الموحدة، وتعزيز الأمن الداخلي للاتحاد الأوروبي وضمان العمل الخارجي الفعال.
ربما كان لهذا الأمر أهمية أكثر – نحن نريد اتصالاً أفضل وأكثر شفافية وأكثر كثافة وتفاعلية مع المواطنين الأوروبيين. شكراً لكم!

رئيس المجلس الأوروبي، السيد دونالد تاسك:
شكراً سيدي الرئيس!
التقينا في سيبيو قبل أسبوعين من انتخابات البرلمان الأوروبي لبدء مناقشة الأولويات الأوروبية في السنوات المقبلة. تحدثنا عن كل من الشؤون الداخلية والتحديات العالمية، دون أن ننسى أن العالم من حولنا يتغير بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به وسيتم نشر نتيجة هذا النقاش في شهر حزيران عندما يتبنى المجلس الأوروبي الأولويات الأوروبية للسنوات الخمس المقبلة، أي ما سميناه بالأجندة الإستراتيجية.
أستطيع بالتأكيد أن أقول لكم شيئاً واحداً. لقد أظهر قادة الاتحاد الأوروبي وبوضوح أنهم يريدون تحمل المسؤولية السياسية الكاملة، وليس فقط بالنسبة لبعض الأحداث أو التحديات، بل بالنسبة للاتحاد الأوروبي ككل.
ولتبسيط الأمر، ترغب الدول الأعضاء والقادة المنتخبون ديمقراطياً في تشكيل الطريقة التي يسير بها الاتحاد الأوروبي أي كيفية العمل وتطوره.
في هذا السياق، أود أن أعلن أنني، بعد انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، بتاريخ 28 أيار 2019، سأعقد اجتماعًا للزعماء الـ 28 لبدء عملية التعيين.
لدي نية لاختيار قادة المؤسسات الأوروبية في إجراء سريع وفعال وفق الأنظمة المنصوص عليها في المعاهدات مع احترام التوازن الجغرافي والديموغرافي، حتى يتم تمثيل الدول الأكبر والأصغر كذلك في أعلى المناصب في الاتحاد الأوروبي. وإذا كان من الصعب تحقيق هذه القرارات، فإننا سنقوم بالتصويت من أجل هذه التعيينات.
الهدف بسيط: نحن بحاجة إلى مؤسسات تتسم بالكفاءة، لذا نحتاج إلى قرارات سريعة، وأعتزم إجراء هذه التعيينات في المجلس الأوروبي في شهر حزيران. وأدعو جميع المعنيين إلى تحمل مسؤولية القيام بذلك. أود أن أذكر هنا تدخل السيد أناستاسيدس فيما يتعلق بالتنقيب التركي على أراضي قبرص ويجب أن أقول إننا نتوقع أن تحترم تركيا الحقوق السيادية للدول. سيتابع المجلس الأوروبي هذه التطورات عن كثب.
واسمحوا لي الآن أن أنهي كلمتي باللغة الرومانية: أود أن أشكر الرئيس يوهانيس على تنظيم واستضافة القمة في سيبيو. عندما التقيت به في شهر كانون الثاني في بداية الرئاسة الرومانية، تحدثت من قلبي عن رومانيا، لأنني مقتنع بأنكم رائعون.
لقد قمتم بتنظيم قمة ممتازة ومتميزة! يمكنكم أن تفتخروا بعملكم مثلما تفتخر بكم أوروبا. لقد وقعت في حب مدينة سيبيو. وقعت كل أوروبا في الحب معكم. شكراً.

رئيس المفوضية الأوروبية، السيد جان كلود يونكر

شكراً جزيلاً أيها السادة الرؤساء!
سيداتي وسادتي،
في عام 2017 اقترحت في خطابي حول وضع الاتحاد عقد أول اجتماع للمجلس الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد في مدينة سيبيو وذلك لأنني أريد أن يقع الجميع في الحب مع مدينة سيبيو وكذلك حدث.
كان المجلس الأوروبي اليوم واحداً من أسهل اجتماعات هذا المجلس أشارك فيه وذلك لأن الرئاسة الرومانية، وخاصة الرئيس كلاوس يوهانيس، أعدت الاجتماع بأفضل الظروف الممكنة.
الاتحاد الأوروبي ليس في أزمة ولا في خطر التفكيك حيث نجح في اعتماد أكثر من 80 ٪ من قراراته بالإجماع.
اكتشفت اليوم أن شعاري المفضل هو “أن نكون كباراً في الأمور الكبيرة ولا نضخم الأمور الصغير” وهذا يعني التصرف بحركة كبيرة عندما تكون هناك أشياء مهمة وعدم المبالغة فيها عندما تكون هناك أشياء صغيرة تحتاج إلى حل ومعالجة، وهو شعار تم تبنيه بواسطة الجهات الفاعلة الأخرى كذلك. من المهم أن ننظر عن كثب في الشؤون الأوروبية وأن نلاحظ أنه، مقارنة بعام 2014، على سبيل المثال، انخفضت البطالة وعادت إلى مستوى يضاهي ذلك قبل أزمة عام 2007.
انخفض العجز في الموازنة من 6.2٪ إلى 0.6٪ وأن نقول إن كل شيء يمشي إلى الأسوأ أمر خاطئ ولا نستطيع أن نقول أيضاً إن كل شيء يسير على ما يرام وبشكل مثالي.
وشكراً!

(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية presidency.ro ، بتاريخ 09/05/2019)