حلب تنفض غبار الحرب وتعود للحياة من جديد … المحافظ لــ«الوطن»: 16 ألف منشأة صناعية وحرفية عادت للعمل

 الأربعاء, 04-12-2019

 الوطن

كشف محافظ حلب حسين دياب عن انجاز 1770 مشروعاً خدمياً في المناطق المحررة في حلب، مبيناً أنه تم ترميم 4520 منزلاً في الريف والمدينة وإعادة 161 مخبزاً إلى العمل، هذا وغيره الكثير عن واقع حلب الخدمي محور حديث لــ«الوطن» مع المحافظ وفيما يلي نص الحديث كاملاً.

يقترب العام الثالث من نهايته لتحرير حلب من الإرهاب، ماذا أنجزتم لنفض غبار الإرهاب عنها؟
بعد تطهير أحياء مدينة حلب والريف الشرقي على أيادي أبطال الجيش العربي السوري، تم تشكيل خلية عمل للوقوف على واقع هذه المناطق، وكان التوجيه الكريم من سيد الوطن الرئيس بشار الأسد وبدعم تام من رئيس مجلس الوزراء بالإسراع لعودة الأهالي إلى منازلهم، وبالفعل تم وضع خطة إسعافية، حيث تم توزيعها على مراحل وفق جدول أولويات وبلغت مجمل المشاريع الخدمية المنتهية وعلى جميع الموازنات (استثمارية- إعادة إعمار-مستقلة) بالإضافة لمساهمة المنظمات حتى تاريخه 1770 مشروعاً.
وتم ترحيل ما يزيد على 3.3 ملايين متر مكعب من الأنقاض في المدينة إضافة لترحيل 5785 آلية مدمرة من أحياء المدينة وتمت إنارة 47 ساحة وتقاطعاً ونفقاً في المدينة كما بلغت مساحة الشوارع المزفتة نحو 1.150 مليون م2 في المدينة، وتم تركيب عدد كبير من الأعمدة وأجهزة الإنارة بالطاقة البديلة في المدينة والريف، وبلغ عدد المشاريع المنتهية أو التي هي قيد الانتهاء لمجلس مدينة حلب حوالي 313 مشروعاً تشمل التزفيت والتعبيد وتأهيل المباني ومناطق صناعية ومشاريع المنظومة المرورية وتم الانتهاء من تأهيل جسر الشعار وجسر الحج.
وعلى مستوى تأمين احتياجات المواطنين بلغ عدد المخابز العامة والخاصة العاملة 161 مخبزاً وتم تفعيل 48 محطة وقود في المدينة والريف كما تم إحداث أكثر من 19 خط نقل داخلي ضمن المدينة والريف، وفي قطاع التربية بلغ عدد المدارس العاملة للعام الدراسي الحالي 1430 مدرسة في المدينة والريف، حيث بلغ عدد المشاريع المنجزة 531 مشروعاً، كما بلغ عدد المشاريع في قطاع الصحة من صيانة وتأهيل مراكز صحية وعيادات ومنظومة إسعاف وغيرها 39 مشروعاً كما بلغ عدد مشاريع الصرف الصحي صيانات وتأهيل واستبدال شبكات الصرف الصحي وغيرها في هذا المجال 83 مشروعاً، وبلغ عدد مشاريع مياه الشرب 263 مشروعاً والعمل جار حالياً على تنفيذ خط كهربائي من حماة إلى حلب 400 ك ف أ ليكون مصدراً آخر لتغذية مدينة حلب بعد تمديد خط 230 ك ف أ وتحسين وضع الكهرباء فيها بالإضافة إلى إعادة تفعيل محطة إف1 (مقابل معمل الكابلات)، كما تمت إعادة تأهيل حوالي 1150 مركزاً تحويلياً (سكنياً وصناعياً) بالإضافة إلى تأهيل المراكز المخدمة للأبنية السكنية وإعادة تأهيل المخارج -وفي قطاع الاتصالات تم إنجاز ما يقرب من 54 مشروع.
مازال الريف الشرقي المحرر في حلب يعاني من نقص في بعض الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء والصحة، متى ستتم إعادة الكهرباء إلى كامل المناطق؟

إن العمل على مستوى الريف كان يتم على التوازي مع المدينة فالمشاريع التي تم الانتهاء منها هي على مستوى المدينة والريف فقد بلغ عدد مشاريع مديرية الخدمات الفنية في ريف المحافظة (من ترحيل أنقاض وصيانة وتأهيل أبنية مدرسية وطرق وصرف صحي ونفايات صلبة وحاويات وتوريد مياه) بحدود 187 مشروعاً.
وفيما يخص الواقع الكهربائي فإنه يتم العمل بشكل تدريجي على تأمين التغذية الكهربائية لكامل أحياء المدينة والريف الشرقي حسب المواد المتوافرة من مراكز تحويل وشبكات وذلك بسبب الحظر الاقتصادي الجائر المفروض على سورية أما الواقع الصحي فهناك ما يقرب من 36 مركزاً صحياً موزعاً بالريف بالإضافة إلى العيادات المتنقلة وفرق طبية جوالة وحملات لقاح مستمرة وبشكل دوري، بالإضافة إلى التعاون مع المجتمع المحلي من جمعيات خيرية ومنظمات دولية للمساعدة في الجانب الطبي والصحي بالإضافة إلى تعزيز الموارد الذاتية للوحدات الإدارية من خلال مشاريع تنموية استثمارية تحقق تمويلاً ذاتياً لهذه الوحدات وتؤمن خدمات لهذه التجمعات وتوفر فرص عمل ويتم العمل على تجهيز مركز متنقل خدمة المواطن متنقل لتقديم العديد من الخدمات لأهالي الريف الشرقي المحرر.

تعتبر مشاريع الري واستصلاح الأراضي هي القاعدة الأساسية في التنمية، ماذا جرى حتى الآن بخصوص إعادة تشغيل مشروع الباب وتادف؟

إن الزراعة هي رديف للصناعة في حلب ومن هنا كان الاهتمام بإعادة إحياء القطاع الزراعي من خلال إعادة تأهيل شبكات الري وتشجيع الفلاحين بالعودة لأراضيهم لزراعتها وبلغ عدد مشاريع تنفيذ عبارات وإصلاح أقنية 28 مشروعاً كما تم العمل على إعادة ضخ المياه في أقنية الري لإرواء الأراضي في جزء من الريف الشرقي من أجل تشجيع الإنتاج الزراعي وإعادة تأهيل الجسور على أقنية الري عدد 4 جسور وثلاث عبارات، كما بلغ عدد مشاريع مديرية الزراعة 10مشاريع بالإضافة إلى تأهيل 40 دائرة زراعية وشعبة ووحدة إرشادية لريف المحافظة لتقديم خدمات للمزارعين وفي هذا العام أقمنا مهرجان القطن في حلب بعد توقف دام 9 سنوات ما يدل على تعافي القطاع الزراعي.

يشكو أبناء المناطق المتضررة من عدم صرف تعويض أضرار، وبالتالي عدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم، ما هي حقيقة الأمر، وما هي الحالات التي تم توثيقها, والتي صرفت لها المبالغ؟

إن الأضرار التي لحقت بالأبنية السكنية في الريف والمدينة كبيرة جداً فقد بلغ عدد المنازل المتضررة ضرراً شديداً حسب تقييم المخطط التنظيمي العام لمدينة حلب حوالي 10 آلاف بناء (يشمل عدة شقق) وتم تشكيل لجان التقييم لوضع هذه الأبنية بالإضافة إلى تجهيز أضابير الأضرار للمنازل (غير المتضررة ضرراً إنشائياً كبيراً) لرفعها للوزارة من أجل تعويض المواطنين ولكن نتيجة العدد الكبير من هذه المنازل المتضررة سواء في حلب أم في جميع المدن والقرى التي حررها الجيش العربي السوري على امتداد الجغرافيا السورية ونتيجة الحصار كما أسلفنا فقد تأخر صرف التعويضات حسب جدول الأولويات لدى لجنة إعادة الإعمار الرئيسية وبالتوازي كان العمل بترميم المنازل بالتعاون مع المجتمع الأهلي والمنظمات يسير بخطوات مقبولة فيتم استهداف الأحياء والقرى التي يعود إليها السكن حيث يتم ترميم الأبنية السليمة إنشائياً فقد بلغ عدد هذه الأبنية المستهدفة بالترميم 4520 منزلاً (منفذاً أو قيد التنفيذ).
تصنف حلب كعاصمة للصناعة السورية، ومع ذلك مازالت شكوى الصناعيين مستمرة من عدم تقديم التسهيلات المطلوبة لإعادة نهوض الصناعة ، ماذا فعلتم لإعادة إنعاش الصناعة الحلبية؟

لأن حلب هي عاصمة الصناعة السورية فقد كان اهتمام الحكومة بإعادة حلب عاصمة الاقتصاد والصناعة، فقد عاد للعمل حوالي 16213 منشأة صناعية أو حرفية حيث تم العمل على إعادة تأهيل المناطق الصناعية الكلاسة -والعرقوب -والبليرمون والشقيف والراموسة وغيرها من حيث إزالة الأنقاض كما بلغ عدد المنشآت المنتجة فعلياً في المدينة الصناعية في الشيخ نجار ما يقارب من 590 منشأة وبلغ عدد مشاريع إعادة تأهيل وصيانة البنى التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي وحدائق ومنصفات في المدينة الصناعية في الشيخ نجار 128 مشروعاً كما يتم العمل على وضع الدراسات لمدينة المعارض في الشيخ نجار وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الدراسات بالإضافة لإطلاق مشروع السكن العمالي في الشيخ زيات بالإضافة إلى العمل على تأهيل المنطقة الصناعية والحرفية جبرين وذلك بغية السعي إخراج مهنة إصلاح السيارات إلى إطراف المدينة.
وإننا دائماً في محافظة حلب جنباً إلى جنب مع الصناعيين لإعادة حلب لتأخذ مركزها العالمي صناعياً، ولإعادة بناء سورية التي حمتها دماء شهدائنا وسواعد أبطال الجيش العربي السوري.