كيف حافظت كوادر دائرة آثار إدلب على المقتنيات الأثرية لمتحف معرة النعمان وحمتها من الإرهاب

إدلب-سانا

مع تحرير الجيش العربي السوري لمدينة معرة النعمان بعد سيطرة الإرهاب عليها لعدة سنوات كان هاجس كوادر دائرة آثار إدلب الوصول إلى متحف المدينة الشهير للاطمئنان على وضع المقتنيات الأثرية التي قاموا بإخفائها في مكان سري داخل المتحف.

وقال مدير آثار إدلب غازي علولو في تصريح لـ سانا إن كوادر الدائرة وقبيل دخول الإرهابيين إلى المدينة نجحوا في جمع القطع الأثرية المعروضة في خزائن المتحف ونقلها إلى مكان سري في قبو داخله ووضعوها ضمن خزائن ورفوف وقاموا بإخفائها بطريقة محكمة للحفاظ عليها من النهب والسرقة من قبل الإرهابيين.

ولفت علولو إلى أنه عند وصوله أمس الأول إلى المتحف بعد دحر الإرهاب عن المدينة توجه مباشرة إلى المكان الذي تم إخفاء القطع الأثرية فيه مشيراً إلى مشاعر الفرح التي غمرته عندما وجد أن القطع الأثرية بقيت كما هي ولم يلاحظ الإرهابيون مكان إخفائها موضحاً أنها بحالة جيدة.

وبين علولو أن القطع الأثرية تضم قطعاً فخارية من مختلف العصور التاريخية نتجت عن أعمال التنقيب التي قامت بها دائرة آثار المعرة خلال فترة تمتد على مدى عشرين سنة ومجموعة من القطع المعروضة أيضاً ومن مقتنيات سابقة في المتحف وهي في حالتها الأساسية بالإضافة إلى معروضات التقاليد الشعبية من قطع برونزية ونحاسية وهي موجودة بحالة سليمة.

وتتكرر حالة الانتماء الكبيرة التي يظهرها السوريون في أكثر من موقع ومكان سواء كانوا كوادر في مديرية آثار إدلب أم في معمل إسمنت الرستن أو في درعا وحلب ودير الزور وحمص وغيرها الكثير من المنشآت التي حافظ عمالها على الآلات وقاموا بإخفائها في منازلهم أو في أماكن سرية لحين دحر الإرهاب وعودة مؤسسات الدولة.

الدكتور محمود حمود المدير العام للآثار والمتاحف أوضح في تصريح لـ سانا أن فريقاً من المديرية العامة قام بزيارة إلى متحف المعرة فور تحريرها من الإرهاب للاطلاع على الأضرار التي ألحقت به والبدء بعمليات الترميم مباشرة.

ونوه حمود بجهود كوادر دائرة آثار المعرة وأهالي المنطقة التي ساعدت في حماية القطع الأثرية والمتحف من عمليات السرقة والنهب والتخريب وحماية تراثهم وحضارتهم.

وأشار حمود إلى أن الفريق كشف على القطع الفسيفسائية التي يضمها المتحف وهي بحالة جيدة وإلى نية المديرية التدخل بشكل إسعافي سريع لترميم المتحف خشية حدوث انهيارات في بعض جوانبه لافتاً أيضاً إلى أنه جرى تجميع تمثال أبي العلاء المعري الذي دمره الإرهابيون من قبل فريق المديرية العامة للآثار والمتاحف بهدف ترميمه وإعادته كما كان.

اليوم وبعد تحرير معرة النعمان ومتحفها من الإرهاب الحاقد تعود القطع الأثرية لتصبح جاهزة للعرض بعد أن تتم استعادة الحياة في المدينة.

ميس العاني