تصريح صحفي للرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس

أجرى الرئيس الروماني السيد كلاوس إيوهانيس، يوم الخميس بتاريخ 12/3/2020، في قصر كوتروتشين الرئاسي، تصريحاً صحفياً، نورد فيما يلي نصه:

“مساء الخير!

قدم السيد فلورين كاتسو اليوم استقالته من منصب رئيس الوزراء المعين، وهي مبادرة سياسية أحترمها. إنه قرار يثبت النضج السياسي، في هذا السياق المعقد الذي يسببه الفيروس التاجي في رومانيا اليوم.

وأود أن أؤكد أن هذا القرار لا يغير حقيقة أن رومانيا لديها، في هذه اللحظة، حكومة عاملة، هي حكومة أوربان، التي أثبتت أنها تعمل بكل عزم ومسؤولية وتتخذ جميع القرارات اللازمة لوقف انتشار العدوى بفيروس كورونا الجديد. وبسبب هذه التدابير، حتى ولو كانت حادة، لكنها قد جاءت  في الوقت المناسب، وظل عدد الإصابات في رومانيا صغيراً جداً حتى الآن.

نحن جميعاً مسؤولون عن إيجاد الحل الديمقراطي العاجل للوضع السياسي الحالي. لذلك قررت عقد مشاورات مع الأحزاب البرلمانية غداً ابتداءً من الساعة 13.00. وبالنظر إلى الوضع الحالي، قررت أن يجري هذا  التشاور مع الأحزاب البرلمانية، من أجل تسمية المرشح الجديد لمنصب رئيس الوزراء، عن طريق الإنترنيت.

وليس لدينا وقت نضيعه. إنني أحث البرلمان على العمل بسرعة حتى يتم في الأسبوع المقبل تكليف حكومة كاملة، حكومة قادرة على تخصيص 100٪ من عملها لمكافحة آثار انتشار الفيروس التاجي الجديد، مع اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة والمطلوبة في مثل هذه الحالة.

وإن الأولوية صفر هذه الأيام هي حماية صحة الإنسان. لهذا السبب، أجدد لكم أن الانفجارات والحروب السياسية ليس لها أي أساس في السياق الحالي. فنحن نمر بفترة صعبة معقدة للغاية وغير مسبوقة تتطور فيها الأمور بسرعة وبشكل غير متوقع. حيث اتخذت السلطات التي تدير الوضع الناجم عن الفيروس التاجي الجديد الخطوات اللازمة للحد من الآثار الضارة. ولكن لكي تكون فعالة حقاً، يجب أن يتبع كل واحد منا هذه التدابير، التي وضعتها الحكومة.

إن الامتثال دون استثناء لقواعد النظافة هو خط الدفاع الرئيسي ضد انتشار الفيروس ويمكننا جميعاً المساهمة من وجهة النظر هذه للحد من خطر التلوث بهذا الفيروس الخطير.

إن الحد من الاتصال الاجتماعي واللقاءات الشخصية قدر الإمكان، وتجنب التكتلات الجماعية، ومرونة دوام العمل هي تدابير أخرى تساهم بشكل كبير في الحد من انتقال الفيروس.

إن الحجر الصحي أو العزلة الذاتية عند اللزوم أمر إلزامي، بغض النظر عن مدى الانزعاج الذي قد يسببه. يمكن أن يكون للكذب ولعرقلة كشف جميع المعلومات أمام الأطباء ولتجاهل العزلة الذاتية أو قيود الحجر الصحي آثار خطيرة جداً على الشخص الذي يقوم بهذه الأشياء، وكذلك على أقاربه أو حتى المجتمع بأكمله.

ومن خلال تنفيذ هذه الإجراءات ومنع انتشار الفيروس في المجتمع، فإننا نكتسب وقتاً ثميناً في مكافحة هذا الوباء. ومن خلال التصرف بمسؤولية وحكمة، ندعم بشكل مباشر الأطباء والمرضى الذين يحتاجون حقاَ إلى رعاية متخصصة.

وفي جميع أنحاء العالم، في حالة حدوث وباء أو آخر، يتعرض النظام الطبي لضغوط هائلة. الأمر متروك لكل منا لوضع كتفنا لتخفيف هذا الضغط. ومن خلال مساعدة الأطباء نساعد عملياً زملائنا الذين ستكون حياتهم أو صحتهم في خطر كبير بدون رعاية طبية.

أعزائي الرومان،

الموقف الحكيم والمسؤول لا يساوي الذعر بأي حال من الأحوال. تجنبوا من نشر الأخبار الكاذبة والمثيرة للقلق، ولا تساهموا في نشر المعلومات التي تنتج الهستيريا والقلق والسلوك غير العقلاني. إذا سمعتم شائعة، فلا تنشروها ولا تثنوا الآخرين عن فعلها! إن وباء المعلومات والأكاذيب الزائفة أمر خطير وضار للغاية.

وخذوا المعلومات فقط من مصادر رسمية! إن متابعة البيانات الرسمية العامة التي تقوم بها مؤسسات الدولة ومتابعة القنوات الإخبارية الرسمية هو التصرف الصح. لقد اكتشفتم جميعاً مدى تأثير الأخبار الكاذبة، مثل تلك التي يتم تداولها الآن والتي تقول بأن مدن بأكملها في رومانيا على وشك الحجر الصحي وإغلاقها.

نحن لسنا في مثل هذا السيناريو! لا تقتحموا المتاجر والصيدليات! بشكل أو بآخر، إلى حد أكبر أو أقل، نتأثر جميعاً بالسياق الحالي. هناك قطاعات اقتصادية تعاني خسائر فادحة هذه الأيام، وهناك العديد من الشركات التي يتعرض نشاطها للخطر. ولهذا السبب، لقد ترأست الاجتماع الأول لمجموعة عمل مشتركة بين المؤسسات تم إنشاؤها خصيصاً لتحديد تلك التأثيرات ولإيجاد الحلول المباشرة المصممة لدعم هذه القطاعات وبيئة الأعمال بشكل عام. بعد عملية الدراسة، سنتوصل إلى تدابير يمكن أن تساعد بشكل مباشر وفعال.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن لأحد تقديم ضمانات، إلا أنني متفائل بأننا سوف نجتاز جيداً هذا الاختبار الصعب للرومانيين ورومانيا.

نحن ضعفاء إذا انفصلنا عن بعض أمام الخطر، بينما مع الإنسانية والثقة والروح المساعدة بيننا نبقى أقوياء في مواجهة أي ضعف أو خطر وأي وباء، وسنتمكن من التغلب على جميع العقبات.

شكراً لكم!”

ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الرئاسة الرومانيّة