كلمة وزير الخارجية بوغدان أوريسكو في افتتاح الطريق السريع A3-M4

شارك وزير الخارجية الرومانية السيد، بوغدان أوريسكو، يوم الجمعة بتاريخ 4 أيلول، في تدشين خط الطريق السريع A3-M4 (بين رومانيا والمجر) وافتتاح نقطة الحدود Bors II – Nagykereki.

ونورد فيما يلي نص خطاب وزير الخارجية خلال حفل الافتتاح الرسمي.

السيدات والسادة،

إنه لمن دواعي سروري أن أشارك معكم في حفل افتتاح وصلة الطريق السريع A3-M4، التي تربط رومانيا والمجر.

ويعد هذا الإنجاز دليلاً ملموساً على أن رومانيا والمجر يمكنهما لعمل بشكل بناء معاً، بما فيه العمل في المجال الصعب الذي أوجدته هذه الأزمة الصحية، ويأتي هذا العمل في اتجاه زيادة روابط النقل، التي لديها القدرة على تسهيل تنقل الأشخاص والبضائع وتوليد النمو الاقتصادي.

وهناك إمكانات كبيرة للتعاون القطاعي بين بلدينا، والتي يمكن استغلالها من خلال مشاريع الاتصال، التي تساهم في تسهيل الاتصالات بين مواطني دولتينا، وخلق فرص اقتصادية وتنموية لبيئة الأعمال وتعزيز علاقات حسن الجوار.

إن الاتصال من هذا النوع هو محرك للنمو الاقتصادي، وخلق فرص للعمل والاستثمار ووصلة الطرق السريعة التي نفتتحها اليوم هي مثال ملموس على ذلك.

ومن خلال تطبيق روح الشراكة الاستراتيجية بين رومانيا والمجر حقاً، سنوفر لبلدينا الفرصة للاستفادة الكاملة من هذه الإمكانات الهامة للتعاون الثنائي.

وتحتاج العلاقة الرومانية المجرية إلى المزيد من الانجازات والمبادرات، مثل اليوم لتأكيد التكافؤ وإمكانية إعادة إطلاقها.

السيدات والسادة،

لقد شددت وأعدت التأكيد، في الحوار مع زميلي، بيتر زيجارتو، على حقيقة أن رومانيا تريد بأصدق طريقة، نهجاً إيجابياً للعلاقة مع المجر، يترجم إلى تعاون ونتائج ملموسة.

وكجيران جيدين، نريد العمل معاً، بناءً على مبادئ الاتفاقية السياسية لعام 1996، على أساس إعلان التعاون الروماني المجري، والشراكة الاستراتيجية لأوروبا القرن الحادي والعشرين لعام 2002، ونحن ندعو، وخاصة في السياق الحالي والآثار الضارة من الأزمة التي أحدثها فيروس COVID-19، والتي تؤثر على جميع مواطني دولنا على حد سواء، للمشاركة الكاملة في بناء علاقة حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية الحقيقية، والتي ستكون لصالح المواطنين الرومانيين والهنغاريين، بغض النظر عن العرق.

كنا قد ناقشنا خلال الزيارة التي قام بها زميلي بيتر سزيجارتو إلى بوخارست في 26 أيار 2020، سلسلة من القضايا الضرورية للدخول في مرحلة بناءة وحاسمة، من الحوار السياسي الروماني المجري توافقنا عليها اليوم، وكان من دواعي سروري أن أرى أن هناك تقدماً في هذا الصدد. لقد تحدثنا واتفقنا على تسريع عملية إنشاء غرفة تجارة رومانية مجرية وتنشيطها، لتصبح جاهزة للعمل في أقرب وقت ممكن، بحلول نهاية هذا العام. كما ناقشنا تنظيم جلسة جديدة للجنة الاقتصادية المشتركة، المقرر عقدها في بودابست هذا الخريف.

وفي الوقت نفسه، ما زلنا ننتظر نتائج ملموسة حول القضايا الأخرى التي ناقشناها، واتفقنا عليها خلال الزيارة في شهر أيار في بوخارست، وهي التفاوض والتوقيع على اتفاق حول إنشاء إطار عام للتمويل من ميزانية الدولة المجرية، للمشاريع المنفذة في رومانيا والتوقيع على بروتوكول اللجنة الرومانية المجرية المشتركة للتعاون في مجال الأقليات.

وفي المناقشات مع نظيري المجري، تناولنا أيضاً القضايا المتعلقة بالقيود المفروضة على الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي، وسط الأزمة الناجمة عن وباء COVID-19، مقدرين قرار للجانب الهنغاري موقفه بالسماح، في سياق التدابير المتخذة اعتباراً من 1 أيلول، عبور أراضي المجر للمواطنين الرومانيين الذين ينتقلون إلى دول أوروبا الغربية المختلفة، أو الذين يعودون إلى رومانيا، وكذلك قرار الاستمرار في السماح بحركة العمال عبر الحدود.

ونأمل أن يتم تخفيف قيود السفر من قبل الجانب المجري في أقرب وقت ممكن.

السيدات والسادة،

أود أن أختتم بالإعراب عن أملي في أن نتمكن في المستقبل القريب، من التحدث أكثر فأكثر عن المزيد من الإنجازات الملموسة، وحول ما يوحدنا، وعن المستقبل الأوروبي المشترك لبلداننا ومواطنينا، وعن فرص تعزيز التعاون بين دولتين متجاورتين، وهما شريكتان على المستوى الثنائي وداخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، شريكان في صيغ تعاون إقليمي مهمة للغاية، والتي تدعمها رومانيا والمجر، وعلى سبيل المثال، مبادرة البحار الثلاثة أو صيغة بوخارست (ب 9).

كما أجدد رغبتي الصادقة في بناء علاقة موجهة نحو المستقبل مع المجر، ويجب أن تفخر بها الأجيال القادمة من المواطنين الرومانيين والهنغاريين، والتي ينبغي أن يشعروا بالمسؤولية تجاهها.

وتحتاج أوروبا اليوم، في منطقتنا، أكثر من أي وقت مضى، إلى علاقات حسن الجوار، والشراكات القوية، والعلاقات الديناميكية والبناءة وهذا ما تقترحه رومانيا في علاقتها مع المجر.

وأنا مقتنع بأن رومانيا والمجر لديهما القدرة على تعزيز هذه العلاقة وبأجندة إيجابية، مع إنجازات ملموسة – مثل اليوم، لصالح التنمية الاقتصادية والازدهار لجميع مواطنينا.

شكراً جزيلاً!”

ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن موقع الخارجية  الرومانيّة