تركة ترامب… نزاعات سياسية علنية وتصدعات كبيرة على مستوى الأحزاب في الكونغرس

دمشق-سانا

بعد أربع سنوات مليئة بالتناقضات والتقلبات السياسية والاقتصادية غادر دونالد ترامب واشنطن وسط فوضى عارمة ما زالت تلقي بآثارها على البيت الأبيض فملامح الإرث الشائك الذي خلفه الرئيس الأمريكي السابق تتبدى بشكل واضح مع تصاعد النزاعات السياسية والانقسامات على خطوط الأحزاب في الكونغرس.

فوضى الأيام الأخيرة التي سبقت انتهاء ولاية ترامب وتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بما حملته من مشاهد اقتحام الغوغاء واتباع اليمين المتطرف مبنى الكابيتول بتحريض علني من ترامب وسيل الفضائح المتعلقة بمحاولات الأخير قلب نتائج الانتخابات لصالحه وإجراءات عزله مرتين إضافة الى انقلاب عدد من مؤيديه في الحزب الجمهوري ضده كلها أضافت إلى الإرث الكارثي الذي خلفه وأدى وفق شبكة “CNN” إلى “تسميم العلاقات السياسية في واشنطن ونشوء أزمة ثقة بين أعضاء الحزبين الرئيسيين في الكونغرس” ولا سيما بعد أن بلغ الأمر درجة حمل نواب جمهوريين السلاح داخل مبنى الكابيتول والتقارير التي أشارت إلى  تواطؤ عدد منهم مع مثيري الشغب.

الهجوم على الكابيتول وغياب الموقف الموحد إزاء الفوضى التي تسبب بها ترامب عبر تحريض قاعدته الانتخابية على رفض نتائج الانتخابات والطعون القضائية التي قدمها أمام محاكم عدة أدت من وجهة نظر المحللين في “CNN” إلى “كسر المستوى الأساسي للثقة اللازمة لعمل النظام السياسي في الولايات المتحدة”.

ووفقا للشبكة فإن الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب والانهيار في صفوف الجمهوريين الذين ما زال بعضهم مصراً على استكمال النهج الذي سار عليه ترامب في الصدام مع الديمقراطيين وعرقلة عمل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة بايدن “تستنزف الكونغرس” وتضعف الآمال في بذل جهد موحد لمواجهة وباء كورونا الذي يفتك بالأمريكيين على الصعيدين الصحي والاقتصادي.

الإخفاقات التي خلفها ترامب بما فيها مئات آلاف الضحايا جراء فيروس كورونا والاقتصاد المتأزم الذي سجل انكماشا بنسبة 5ر3 بالمئة العام الماضي وفق احصائيات جديدة نشرت أمس إضافة إلى المجتمع المنقسم على خطوط الأحزاب والأقليات والخلفيات العنصرية كلها لم تمنع ترامب والجمهوريين المؤيدين له من الاستمرار في محاولات وضع العقبات أمام إدارة بايدن وحماية الرئيس الأمريكي السابق من المحاكمة بتهمة التحريض على اقتحام أنصاره الكونغرس في الـ 6 من كانون الثاني الجاري.

وتأتي بهذا الصدد تقارير إعلامية كشفت أن ترامب التقى أمس زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي في منتجع مارلاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا وناقش معه مواضيع كثيرة أولها استعادة مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي عام 2022 فيما أشارت بعض المصادر إلى أن نواباً جمهوريين حذروا مكارثي من اللقاء بترامب في الوقت الذي يسعى فيه الحزب للنأي بنفسه عن الرئيس السابق.

وحول محاولة الجمهوريين حماية ترامب في الكونغرس قالت صحيفة نيويورك تايمز إن خمسة جمهوريين فقط انضموا إلى الديمقراطيين أمس في التصويت للاستماع إلى محاكمة عزل الرئيس الأمريكي السابق وهو ما يكفي للسماح بالمضي قدما في المحاكمة لكن أقل بكثير مما يحتاجه الديمقراطيون في النهاية لإدانة ترامب.

ويحتاج أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون إلى ما لا يقل عن أصوات 17 من زملائهم الجمهوريين للانضمام إليهم لإدانة ترامب بأغلبية الثلثين أي 67 صوتا من أصل 100 إذ يتقاسم الحزبان المجلس مناصفة مع أغلبية للديمقراطيين يحققها صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس وهذا ما يطرح سؤالاً حاسماً حول ما إذا كان الديمقراطيون في مجلس الشيوخ سيسمحون بمماطلة الجمهوريين أو سيقومون بإلغاء تقنية التعطيل المسماة “فليبيستر” والسماح لأنفسهم بتمرير مشاريع القوانين بأغلبية 51 صوتاً.

 باسمة كنون