صباغ: قرار منظمة الحظر العدائي ضد سورية يؤكد رضوخها لدول غربية تسعى لتنفيذ أجنداتها السياسية

نيويورك-سانا

جددت سورية التأكيد على أنها لم تستخدم أسلحة كيميائية على الإطلاق وإدانتها لاستخدام هذه الأسلحة من قبل أي كان وفي أي زمان ومكان مشددة على أن القرار العدائي الذي تم تمريره ضدها في مؤتمر منظمة الحظر يمثل أنموذجاً سيئاً عن تعامل المنظمة مع الدول الأطراف فيها ورضوخها لنفوذ دول غربية ترى فيها أداة لخدمة أجنداتها السياسية.

وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عبر الفيديو: إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية شهدت في الحادي والعشرين من الشهر الماضي تطوراً خطيراً في مسيرة عملها حيث اعتمدت الدورة الـ 25 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الحظر قراراً عدائياً ضد سورية نتيجة ابتزاز وضغوط مارستها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في سابقة هي الأولى في تاريخ هذه المنظمة عبر تعليق حقوق دولة عضو انضمت إليها بإرادتها الحرة وتعاونت مع أمانتها الفنية بشكل شفاف وفاعل وبناء على مدى السنوات الثماني الماضية.

سورية ترفض ما جاء في تقرير فريق التحقيق وتحديد الهوية شكلاً ومضموناً

وأشار صباغ إلى أن هذا القرار المسيس يمثل تجسيداً لتقرير خاطئ مليء باستنتاجات مضللة ومفبركة لما يسمى “فريق التحقيق وتحديد الهوية بشأن حوادث مزعومة في اللطامنة 2017 وهذا الفريق يمثل آلية غير شرعية أنشئت بتلاعب بنصوص الاتفاقية واستندت إلى تقرير غير مهني لبعثة تقصي الحقائق التي عملت على التحقيق في حوادث مزعومة في سورية بما لا يتسق مع وثيقة الشروط المرجعية لعملها ودون الالتزام بالمبادئ الأساسية المنصوص عليها في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية إذ تجاهلت طرائق ومنهجيات العمل الواردة في ملحق التحقق الذي يشدد على قيام فرق الأمانة الفنية بزيارة موقع أي حادثة مزعومة وجمع خبرائها للعينات بأنفسهم والحفاظ على سلسلة حضانتها فضلاً عن اعتمادها بشكل كامل على “مصادر مفتوحة” تنشر معلومات مغلوطة تقف وراءها دوائر استخبارات معادية لسورية أو معلومات مضللة قدمتها تنظيمات إرهابية مثل جماعة “الخوذ البيضاء”.

وأوضح صباغ أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يصدر ما يسمى “فريق التحقيق وتحديد الهوية” غير الشرعي تقريراً مضللاً ثانياً عن حادثة سراقب المزعومة قبل بضعة أيام فقط من عقد مؤتمر الدول الأطراف في مؤشر واضح على قيام هذا الفريق بخدمة مشغليه لمساعدتهم على حشد أكبر عدد ممكن من الدول لتمرير القرار الفرنسي الغربي مؤكداً رفض سورية ما جاء في التقرير شكلاً ومضموناً حيث واصل نفس النهج المضلل عبر زعم التزام الفريق بإجراءات معمول بها في منظمة الحظر في حين أنه لم يزر موقع الحادثة المزعومة ولم يقم بجمع أدلة وعينات بل استلمها من ممثلي جماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية إلى جانب اعتماده على معلومات مفتوحة المصدر لا يمت معظمها بصلة لموضوع التحقيق ناهيك عن وجود تناقضات كثيرة في إفادات الشهود المزعومين.

وأكد صباغ أن القرار الفرنسي الغربي غير الشرعي يندرج في إطار خطة عدوانية ضد سورية ولهذا تقصد معدوه تجاهل تعاون سورية الكامل مع المنظمة وتوجيه تهمة باطلة لها تتمثل بـ “عدم الامتثال للاتفاقية” متسائلا: هل فكر معدو ورعاة هذا القرار كيف يمكن أن يكون حال تعاون سورية مع المنظمة مستقبلا.. أم أن المطلوب هو تبرير أجنداتهم العدوانية فقط.

وشدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة على أن التصويت على القرار وعدم اعتماده بتوافق الآراء يتنافى مع آليات اتخاذ القرار المعمول بها منذ بدء عمل منظمة الحظر في عام 1997.. وتصويت 45 بالمئة فقط من إجمالي عدد الدول الأطراف في اتفاقية الحظر لصالح تمريره يؤكد أن القرار لا يحظى بقبول أو دعم أغلبية الدول الأعضاء في المنظمة ما يجعله قراراً غير شرعي وغير ميثاقي مشيراً إلى أن هذا القرار سياسي بامتياز ولن يخدم هدف تحقيق عالمية اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وستكون له تداعيات خطيرة على مستقبل عمل المنظمة وتعاون الدول الأطراف معها إذ إنه يقدم أنموذجاً سيئاً عن تعامل المنظمة مع الدول الأطراف فيها ورضوخها لنفوذ دول غربية ترى فيها أداة لخدمة أجنداتها السياسية.

سورية تشكر الدول التي آثرت أن تتخذ موقفاً صائباً وألا تصوت لصالح القرار الغربي المسيس وأن ترفض كل أساليب الضغط والابتزاز

وأعرب صباغ عن شكر سورية للدول التي آثرت أن تتخذ موقفاً صائباً وألا تصوت لصالح هذا القرار الغربي المسيس وأن ترفض كل أساليب الضغط والابتزاز التي مورست عليها حرصاً منها على مستقبل العمل الجماعي وللحفاظ على السلم والأمن في العالم وشكرها أيضاً لروسيا والصين على مبادرتهما لتنظيم جلسة غير رسمية لمجلس الأمن حول “حماية الدول النامية من الضغوط السياسية وإعلاء نزاهة نظام عدم الانتشار”.

وجدد صباغ مطالبة سورية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومديرها العام بإيلاء الاهتمام اللازم للمطالبات بمعالجة أوجه القلق التي أثارها عدد كبير من الخبراء والأكاديميين حول تقارير بعثة تقصي الحقائق فيما يتعلق بحوادث الاستخدام المزعومة في سورية وفي مقدمتها تقرير حادثة دوما واتخاذ إجراءات فورية لتصحيح العيوب الجسيمة فيها موضحاً أن تجاهل المنظمة ملاحظات جوهرية واستفسارات محقة قدمتها شخصيات مهمة وخبراء متخصصون وأكاديميون مرموقون أمر غير مقبول يعرض مصداقية عمل المنظمة للخطر ويثير شكوكاً حول حرص القائمين عليها في الحفاظ على مهنية وموضوعية عملها.

وأشار صباغ إلى أن الدول الغربية التي تدعي الحرص على تعزيز منظومة منع الانتشار هي التي اخترعت أسلحة الدمار الشامل بمختلف أنواعها واستخدمتها في الحربين العالميتين الأولى والثانية وما تزال تواصل حتى اليوم تطوير شتى أنواع أسلحة الدمار الشامل إلا أنها أضافت لها سلاحاً آخر هو سلاح الكذب والتضليل لخلق ذرائع لشن أعمال العدوان ضد دول تحترم التزاماتها الدولية وتدافع عن استقلال قرارها الوطني بهدف نشر الفوضى والدمار فيها مؤكداً أن هذه الدول لا يمكن أن تكون مؤتمنة على حفظ السلم والأمن الدوليين ولا على تقييم مدى تنفيذ الدول الأخرى التزاماتها الدولية.