استقالة 6 وزراء من حزب USR PLUS من الحكومة

بعد محاولتهم ثلاث مرات بتقديم اقتراح طلب حجب الثقة عن رئيس الوزراء الروماني وفشل كل هذه المحاولات، استقال وزراء USR PLUS كلهم يوم أمس الاثنين بتاريخ 6/9/2021 من الحكومة الرومانية.

والوزراء المستقلون هم خمسة وزراء ونائب رئيس الوزراء السيد دان بارنا:

1 – كلاوديو يوليوس غافريل نوسوي – وزير الاقتصاد وريادة الأعمال والسياحة

2 – كوتلين درولي – وزير النقل والبنية التحتية

3 – إيوانا مهيلي – وزير الصحة

4 – كريستيان غينيا – وزير الاستثمارات الأوروبية والبنية التحتية

5 – تشيبريان سيرجيو تيليمان – وزير البحث والابتكار والرقمنة.

وكان منصب وزير العدل شاغراً بالفعل بعد إقالة وزير العدل السيد لستيليان أيون من قبل رئيس الوزراء فلورين كتسو لأنه رفض التوقيع على مشروع “البرنامج الوطني للتطوير المحلي 3” (PNDL 3).

وأعلن السيد دان بارنا: “لم يعد ممكناً المضي قدماً بهذه الطريقة. إن وزراء USR PLUS ينسحبون من حكومة فلورين كتسو. نحن نستقيل جميعاً. وسنضع استقالاتنا صباح الغد على طاولة رئيس الوزراء. السيد فلورين كتسو بوعي ومسؤول تماماً عن ديناميت هذا التحالف. ويتعين علينا استخدام الخطة ب، لأن الخطة أ كانت خطة طلب حجب الثقة عن رئيس الوزراء. هناك خياران مختلفان أمام PNL الآن، إما أن يقبل PNL أن USR PLUS هو حزب شريك جاد للتنمية ونذهب إلى أبعد من ذلك في تعاوننا مع رئيس وزراء جديد، أو PNL يذهب إلى تحالف آخر مع PSD وهو التحالف الفاشل الذي كان موجوداً في الماضي وهو USL. إنه قرار الاستقالة صعب، لم يتخذه أي منا بسهولة، لكنه رسالة تحتاجها رومانيا: بعد 30 عاماً من الثورة، كان لا بد من أن يأتي وقت في رومانيا يقول فيه أحد الأطراف الحزبية: “لم يعد هذا ممكناً في رومانيا” وقصده أن حزبه يريد تغيير طريقة السياسية في رومانيا بترك سياسة الرشاوى بسياسية الجودة والتأهل وهي مبادئ أسس عليها حزبه منذ البداية بعد حريق نادي “كوليكتيف” واستقالة حكومة فيكتور بونتا.

وكما أعلن نائب رئيس الوزراء المستقيل السيد دان بارنا أنه سيلبي دعوة الرئيس كلاوس يوهانيس للذهاب إلى المحادثات في قصر كوتروشين الرئاسي وستكون الرسالة مواصلة الحكم في نفس الائتلاف ولكن مع رئيس وزراء آخر.

وأعلن الرئيس المشارك في حزب USR PLUS  السيد Dacian Cioloş بعد استقالات وزراء USR PLUS الـ 6: “إن إعلان وزراء USR PLUS عن استقالتهم هو القرار  الصحيح لأن حزبي PNL و PSD يعرقلان إجراءات طلب حجب الثقة الذي يريده حزب USR PLUS. نحن لا نحاكي الديمقراطية. نحن ندافع عن الإصلاحات ونحارب نظام اللصوص بأي ثمن. ولا أحد يشترينا بوظائف وامتيازات!”

واستقال الوزراء الستة بالفعل صباح اليوم الثلاثاء وصرح رئيس الوزراء أنه سيرى ما هي الخطوات التي يجب اتباعها بعد استلام الوثائق من قبل وزراء USR PLUS المستقلين.

ويمكن لحزب PSD أن يبسط الأشياء لكنه يبدو أنه لا يريد ولن يفعل ذلك، فيمكن لهذا الحزب وهو الذي يضم أكبر عدد من البرلمانيين، حل كل هذا الصراع. حيث يتمتع الاجتماعيون الديمقراطيون بأصوات كافية لتقديم طلبهم الخاص بهم لحجب الثقة عن رئيس الوزراء والقول إنهم [يريدون مغادرة كتسو وهم بحاجة إلى 77 شخص آخر فقط لإقالة السلطة التنفيذية الحالية. لكن رئيس PSD السيد مارتشيل تشيولاكو Marcel Ciolacu اختار التنحي جانباً لتأجيل تقديم طلب حزبه لحجب الثقة عن رئيس الوزراء. وعلى وجه التحديد من خلال عدم المشاركة في التصويت، ممكن اتهامهم بدعم ووجود مصلحة لهم في بقاء كتسو في منصبه، على الأقل لفترة أخرى، وكذلك حكومة فلورين كتسو.

 وسيتعين على رئيس الوزراء فلورين كتسو بعد تسجيل الاستقالات تعيين وزراء مؤقتين لتولي الحقائب المتبقية.

وما هو مشروع “البرنامج الوطني للتطوير المحلي 3 PNDL 3 المعروف أيضاً باسم مشروع آنغل ساليني –  Anghel Saligny، الذي انطلقت منه الأزمة السياسية الأخيرة في رومانيا؟

برنامج التنمية المحلية الوطنية PNDL هو وفق تعريفه على الموقع الرسمي لوزارة التنمية والأعمال العامة والإدارة: “المصدر الرئيسي لتمويل البنية التحتية المحلية ويستند إلى مبدأ وجوب توفير مجموعة دنيا من الخدمات العامة في كل منطقة في الدولة، في المجالات التالية: الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والتدفئة والكهرباء، بما في ذلك الإنارة العامة، والنقل والطرقات، والصرف الصحي، والثقافة، والإسكان، والرياضة.”

ولكن رئيس الوزراء فلورين كتسو يستخدم مشروع PNDL 3 من أجل فوزه بقيادة الليبراليين وذلك من خلا رشوة المسؤولين المحليين الذين يأتون كمندوبين إلى المؤتمر الوطني للحزب ولرشوة رؤساء البلديات المحليين بشكل غير مباشر، وهي استراتيجية أدت إلى النجاح الباهر لحزب PSD في الانتخابات المحلية في عام 2016 ثم في الانتخابات البرلمانية عندما حصل PSD على النتيجة غير المتوقعة البالغة 45٪. لكن من الصعب تصديق أن هذا سيحدث مرة أخرى لينجح كتسو في خطته اليوم. بل على الأرجح سيلعب كتسو مصيره وفي النهاية سيفقد PNL نفسه وكله، أي حزبه الذي يريد أن يقوده من منصب رئيس الحزب بعد الانتخابات الداخلية. إن برنامج PNDL 3 المعروف باسم آنغل ساليني “Anghel Saligny” سيفرغ جيوبه بسرعة، لأنه سيتعين عليه التبرع بالمال ليس فقط لرؤساء بلديات PNL المحلية بل لحزب PSD أيضاً لدعم هذا الحزب الحكومة الحالية في البرلمان. ولا نعرف ما إذا كان كتسو يعرف أن مشروعه لذي بدأه من أجل الوصول إلى قيادة حزبه، سيكون له تأثير مدمر قريباً وحتى على الحزب الذي سيترأسه مستقبلاً. ولدى سؤاله عما إذا كان يستبعد تماماً خيار التراجع من منصبه الحالي كريس الوزراء، أجاب كتسو: “أنا لا أستخدم طريقة دراغنيا فأنا لا أسقط حكومتي”. لكن لسوء الحظ بالنسبة لليبراليين، سيصل الجزء الأكبر من أموال برنامج PNDL 3 إلى “الأغلبية المحلية” وفي الواقع هي بلديات PSD. وإذا كان سيتم تقسيم أموال برنامج “Anghel Saligny” بالتناسب مع نتيجة التصويت على المستوى المحلي، فسيكون لـ  PSDأكبر نسبة. واعتماداً على عدد رؤساء البلديات، سيحصل PSD على 43٪ من هذه الأموال، و PNL فقط على  39٪ منها، وحزب UDMR المجري على 6٪، وحزب USR على 1٪ فقط، وذلك لأن حزب USR-PLUS موجود ومرئي في المراكز الحضرية الكبيرة مثل المدن الكبيرة والأماكن الحضرية وجماهيره المثقفون والفنيون عالي التأهيل ولكنه حزب غير معروف في بقية البلاد وفي المناطق الريفية.

إن الدور المهم للغاية لمشروع PNDL 3 لحزب PNL هو، في الواقع، مبالغ فيه وسيكون له تأثير سلبي، لأن أكثرية المال سيغذي في الواقع حزب PSD في مقابل دعمه البرلماني للحكومة الحالية.

إن برنامج “أنغيل ساليني” لن يغير رومانيا كثيراً كما يدعي رئيس الوزراء بل ستساهم في ازدهار PSD في فروعه المحلية وسيؤدي هذا “التطور” في الواقع إلى تضخيم جيوب المنتخبين – الليبراليين المحليين وكذلك أعضاء وبنسبة أكبر جيوب PSD الذين هم أكثر عرضة وتأهيلا” لسرقة الأموال العامة من الميزانية.

وفي الواقع لا علاقة لمشروع PNDL بالتنمية، بل بالفساد. إنه مشروع لا يغير مصير رومانيا بل يكرس الرشوة. لكن كتسو روّج لبرنامج “Anghel Saligny” وكسر التحالف ومشى على جثة التحالف وهذا خطأ سياسي فادح. إنه مهتم بالسلطة فقط، كما أنه سيتحمل العواقب. ولسوء الحظ، لن يدفع هو السيد كتسو لوحده فقط بل سيدفع أيضاً للحزب الذي يريد قيادته وهو PNL.

(المصدر: الموقع وكالة ميديافاكس للأنباء https://www.mediafax.ro ، بتاريخ 06/09/2021)