خطاب الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس بمناسبة الاجتماع السنوي للدبلوماسية الرومانية

ألقى الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس، يوم الثلاثاء بتاريخ 7 أيلول 2021 خطاباً بمناسبة الاجتماع السنوي للدبلوماسية الرومانية الذي عقد في شكل مؤتمر عبر الفيديو، ونورد فيما يلي نص الخطاب:

“يسعدني أننا يمكن أن نلتقي حتى في هذا الشكل الافتراضي بمناسبة الاجتماع السنوي للدبلوماسية الرومانية.

ما زلنا متأثرين بجائحة COVID-19 وأنتم، الدبلوماسيون الرومانيون، تعرفون جيداً عدد المشاكل التي سببتها آثار هذا الفيروس. واحتاج مواطنونا إلى دعم مؤسسات الدولة وقمتم ببذل جهود كبيرة لمساعدتهم على تجاوز هذه الفترة المعقدة بسهولة أكبر.

إنني أقدر بشكل خاص أنكم شاركتم في هذه “المعركة” بنتائج جيدة للغاية بما يعود بالنفع المباشر على المواطنين الرومانيين.

السيدات والسادة،

إن الاستراتيجية الوطنية الجديدة للدفاع عن البلاد التي تم تبنيها العام الماضي تأخذ بالفعل في الاعتبار الاتجاهات الجديدة التي نواجهها في سياق الوباء، مع تأثير كبير على الأمن والعلاقات الدولية.

وعلى هذه الخلفية، فإنني أقدر حقيقة أنه على مستوى الدبلوماسية الرومانية، هناك ممارسة دائمة للتفكير الاستراتيجي وخاصة حقيقة أن اجتماع الدبلوماسية هذا العام كان في مركزه نقاش حول مفهوم المرونة على الصعيدين الداخلي على مستوى الدولة وعلى المستوى الخارجي، بدءاً من منظور تأثير الوباء على العلاقات الدولية.

وتلعب الدبلوماسية دوراً رائداً في الجهود الوطنية والأوروبية للاستجابة للسياق الدولي الجديد وللتمكن من التكيف بشكل مستمر ومرئي مع التحديات التي نواجهها.

كما يجب أن نشارك بشكل ملموس وقوي في العمل المشترك في الاتحاد الأوروبي وفي حلف شمال الأطلسي ومع الشركاء الذين نتشاطر معهم نفس القيم ونفس النهج، من أجل الدفاع عن المصالح الاستراتيجية التي توحدنا وتقليص الاعتماد على شركاء بسلوك وأهداف تتعارض معها.

لذلك يجب أن تبقى الدبلوماسية الرومانية منخرطة في هذا العمل المشترك ولا سيما في عمليات التفكير الجارية داخل الناتو والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمفهوم الشامل للمرونة لتحديد الاستجابات الأكثر ملاءمة وفعالية للتحديات والتغييرات الجديدة.

وبالنسبة لرومانيا يبقى ما كنت أطلق عليه في اجتماعنا السابق “المثلث الذهبي” للسياسة الخارجية لرومانيا ضرورياً وهذا المثلث مكون من كل ما يلي: 1 – زيادة دورنا في الاتحاد الأوروبي و 2 – في حلف شمال الأطلسي، و 3 – تطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

ونحتاج في الوقت نفسه، داخلياً، إلى تعاون وثيق بين المؤسسات، إلى جانب التعاون بين السلطات والمجتمع من أجل تعزيز رومانيا في مواجهة المخاطر والتحديات الحالية والمستقبلية.

كما يجب أيضاً تعزيز صمودنا كدولة وكمجتمع، من خلال ترسيخ أعمق لجميع مواطنينا في القيم الديمقراطية والأوروبية والأوروبية-الأطلسية الأساسية.

وتلعب الدبلوماسية الرومانية أيضاً دوراَ هاماً في بعد آخر من العمل وهو: يجب أن تستمر في أن تكون الدبلوماسية الرومانية واجهتنا التي تشير لنا إلى الدروس الإيجابية للبلد المفيدة وأن تجلبها إلى داخل البلاد لتنفيذها ولنفع على تحديث رومانيا كلها.

السيدات والسادة،

إذا أشرنا إلى أحد المعالم الرئيسية لسياستنا الخارجية – العضوية في الاتحاد الأوروبي، فيجب أن ندرك أننا في سياق يسود فيه الاهتمام بكيفية بناء أوروبا الغد وهذا هو السبب في أن المناقشات الجارية على مستوى الاتحاد تركز على مجالات مختلفة مثل تغير المناخ والرقمنة.

وتشير هذه المناقشات إلى تكييف الاتحاد والدول الأعضاء مع التطورات غير المسبوقة، فضلاً عن الحاجة إلى إعادة التفكير في أولويات العمل على المدى المتوسط والطويل من خلال دراسة الواقع الجديد.

وهذا يعني أساساً بناء قدرة الاتحاد على الصمود. لذلك فإننا نشهد نقطة تحول بالنسبة لآفاق الاتحاد ومكانته على الصعيد العالمي وضمنياً للدور الذي يمكن أن تلعبه الدول الأعضاء في المصالح المشتركة.

لذلك من المناسب والضروري أن تساهم رومانيا بشكل أكبر في هذه العملية.

ويدور النقاش حول مستقبل أوروبا حول وقائع هذه الخلفية – نحتاج إلى أداة ملموسة لتحديد “الدروس المستفادة” من الوباء وتحسين أدائنا، على مستوى الاتحاد ومستوانا كدولة عضو كذلك لزيادة قدرتنا على الاستجابة أمام التحديات المستقبلية.

شاركت رومانيا بنشاط على المستوى الأوروبي في الجهود المشتركة طوال هذه الفترة الصعبة.

لقد أيدت شخصياً الحاجة إلى الأداء السلس للسوق الداخلية ودفعت باتجاه اتخاذ التدابير الملموسة لضمان الممرات الخضراء للعبور. لقد كنا أول دولة تستضيف الاحتياطي الاستراتيجي للمعدات الطبية للاتحاد الأوروبي – وهو برنامج تخزين أجهزة الإنقاذ – (rescEU stockpiling).

وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية ساعدت رومانيا شركائها كلهم – في الاتحاد، في غرب البلقان، وجمهورية مولدوفا، وأوكرانيا – من خلال المعدات الطبية والفرق الطبية والتبرعات باللقاحات. وتعزز هذه الأمثلة حقيقة أنه فقط من خلال الوحدة والتضامن يمكن التغلب على حالات الأزمات وإيجاد أفضل الحلول. إنها حجة وبرهان أحثكم على تذكيرها باستمرار في حواركم الدبلوماسي.

أظهر الاتحاد الأوروبي أيضاً أن لديه القدرة على اعتماد خطة التعافي الاقتصادي لإدارة آثار الوباء.

كما أظهر الاتحاد أيضاً أنه يمكنه تنفيذ نظام مشتريات مشترك لضمان حصول جميع مواطنيه على اللقاحات.

ومع ذلك، لن يكون هذا الوباء هو التحدي الأخير لبروكسل والدول الأعضاء. لهذا السبب نحتاج إلى الاستعداد بشكل أفضل للمستقبل وزيادة قدرتنا على توقع وتحسين الآليات الأوروبية لإدارة الأزمات ولأوضاع المستقبلية. كما نحتاج، على سبيل المثال، إلى اتحاد صحي، فضلاً عن زيادة إنتاجية وقدرة الصناعة. إن الرقمنة هي أحد الاتجاهات التحويلية المتسارعة على خلفية الوباء، إلى جانب الحاجة إلى إعادة التفكير في حجم الانتقال إلى مستقبل مستدام وأخضر.

هذا التحول ضروري وليس فقط للتكيف مع الأزمة ولكن أيضاً كخطوة نحو دعم صمود الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، مما يتطلب جهداً مشتركاً وفيه دور كل دولة على حدة، بما في ذلك رومانيا، ضرورياً جداً.

وفي جميع “القضايا الأوروبية” الرئيسية يجب على الدبلوماسية الرومانية زيادة قدرتها على توقع الاتجاهات لتحديد العناصر الاستراتيجية التي تدعم تعزيز المصالح الوطنية. إنني أشجعكم على الخروج بمبادرات يمكن لبلدنا أن تنفذها أو تشارك فيها وكذلك المشاركة في مختلف التحالفات والشراكات الممكنة في هذا الصدد.

أرجو منكم مواصلة جهودكم لتحقيق أهدافنا على المستوى الأوروبي وعلى سبيل المثال الانضمام إلى منطقة شنغن.

السيدات والسادة،

واصلت رومانيا، من خلال عملها الخارجي، التزامها العميق بتعزيز العلاقة عبر الأطلسي.

إن مستقبل الشراكة عبر الأطلسي هو مفتاح صمود المجتمع الدولي للديمقراطيات. ويجب ألا يضيع الأمل والديناميكية التي وضعتها إدارة بايدن في العلاقة عبر الأطلسي.وعلى المستوى الثنائي، تقوم العلاقة بين رومانيا والولايات المتحدة الأمريكية على أساس شراكة استراتيجية متينة وعميقة وعلى الثقة والقدرة على التنبؤ، وعلى الانتماء المشترك لقيم الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان.

ونحتفل هذا العام ببعض اللحظات الخاصة في علاقتنا. فسنحتفل في غضون أيام قليلة بمرور عشر سنوات على اعتماد الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية للقرن الحادي والعشرين بين رومانيا والولايات المتحدة.

كما نحتفل أيضاً بمرور 10 سنوات على توقيع الاتفاقية الرومانية الأمريكية بشأن موقع نظام الدفاع الصاروخي الباليستي للولايات المتحدة في رومانيا.

وكانت المناقشات التي أجريناها في شهر حزيران مع الرئيس بايدن، على هامش قمة الناتو، وهي فرصة جيدة للغاية لإعادة تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية بين رومانيا والولايات المتحدة. وأود في نفس الوقت أن أذكر مشاركة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة، في قمة بوخارست للصيغة 9، التي استضفتها هنا، في هذه القاعة، في شهر أيار من هذا العام. وكانت رسالة الرئيس جو بايدن في كل من اجتماع الصيغة B9 وقمة الناتو كذلك، مشجعة للغاية للحلفاء في الجناح الشرقي، بما في ذلك رومانيا. وقال الرئيس بايدن إن العلاقة عبر الأطلسي لم تكن مجرد رابط بين ضفتي المحيط الأطلسي، بل امتدت عبر أوروبا إلى بحر البلطيق والبحر الأسود وكانت الشراكة بين الولايات المتحدة وأوروبا هي حجر الزاوية في العلاقات الدولية. لذلك، ما زلت مقتنعاً تماماً بأن الارتباط عبر الأطلسي له أهمية حيوية بالنسبة لنا. لقد لعب الناتو ولا يزال يلعب دوراً مهماً في إدارة آثار الوباء فضلاً عن المخاطر الأخرى والتهديدات والتحديات الأمنية الأخرى.

وبعد قمة الحلفاء التي عقدت في بروكسل في 14 حزيران من هذا العام، يمكننا القول إن رومانيا تعمل بشكل حاسم على تعزيز دورها كجهة فاعلة تشارك بنشاط في ضمان الأمن الأوروبي الأطلسي، كمساهم هام في تنفيذ أهداف الحلف.

ومن المؤكد أن حزمة القرارات التي تم تبنيها في سهر حزيران ستعزز الدور السياسي والعسكري لحلف الناتو في السنوات القادمة.

وفي هذا السياق، فإن القرارات المتعلقة بزيادة تعزيز موقف الردع والدفاع، وتطوير القدرة على الاستجابة في حالات الأزمات والعلاقات مع الشركاء لها أهمية خاصة بالنسبة لرومانيا.

أيضاً وبالعلاقة مع بدء عملية التفكير في حلف الناتو 2030 الجارية بالفعل، من المهم لنا جميعاً تشكيل المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف. ويرجى المشاركة بكل طاقتكم ورؤيتكم في التفاوض بشأنها.

كما يجب أن يدعم نهج التفاوض المعقد هذا عدداً من الأولويات مثل تعزيز موقف الناتو بشكل متماسك عبر الجناح الشرقي وتعزيز التركيز الاستراتيجي المتزايد على منطقة البحر الأسود ودعم الشركاء في الجوار الشرقي وتطوير قدرتهم على الاستجابة بشكل مناسب لأي أزمات محتملة.

وتواصل رومانيا في الوقت نفسه التزامها الثابت بتخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع وهو أمر ضروري لتجهيز وتحديث قواتنا المسلحة.

ورحبت قمة الناتو في 14 حزيران 2021 بمساهمات رومانيا وأعربت عن تقديرها لها، كما هو الحال مع مبادرة إنشاء المركز الأوروبي الأطلسي للصمود في بوخارست. يوُعد المركز مساهمة رئيسية من قبل رومانيا في تعزيز صمود حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء وشركائنا في الجوار وخارجه. وأهنئ وزارة الخارجية على الجهود التي بذلتها لتشغيل هذا المركز!

السيدات والسادة،

أننا نتحدث عن مجال الأمن وعن إنجازات الدبلوماسية الرومانية، أود أن أهنئكم على إنجاز خاص آخر لك.

إنني أشير إلى الجهد الدبلوماسي الاستثنائي، من كانون الأول 2020 من أجل الحصول، من خلال خطوات معقدة، على استضافة بوخارست لمركز الكفاءة في الأمن السيبراني التابع للاتحاد الأوروبي – أول هيئة في الاتحاد تستضيف رومانيا على مقرها الرئيسي.

كما أود أيضاً أن أقدر الزيادة أهمية رومانيا، من خلال عمل وزارة الشؤون الخارجية، فيما يتعلق بالثلاثية مع بولندا وتركيا بشأن القضايا الأمنية. وتم تنظيم الاجتماع الذي عُقد في نيسان في بوخارست، وشاركت فيه لأول مرة جورجيا وأوكرانيا، في وقت مناسب للغاية في سياق أمني صعب أوجدته روسيا على البحر الأسود.

وفيما يتعلق بالتعاون الإقليمي كانت قمة تموز في صوفيا بمثابة تقدم لمبادرة البحار الثلاثة من خلال الاستمرار في تنفيذ التوجهات الاستراتيجية التي تم وضعها في قمة 2018 في بوخارست.

وكانت قمة هذا العام ذات صلة أيضاً لأنها سلطت الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمشروعي Rail2Sea و Via Carpathia بالنسبة لرومانيا. ومن الضروري والأساسي أن تستمروا في دعم هذه المشروعين بما في ذلك تمويلهما، لأنهما ضرورية لتنميتنا وللتنقل العسكري في الجناح الشرقي.

ومن المهم أيضاً مساهمة بلدنا في توطيد النظام الدولي القائم على القواعد، من خلال دورنا في مجتمع الديمقراطيات، بما في ذلك من خلال تمديد الرئاسة الرومانية لهذا المنتدى حتى عام 2022، ومؤخراً في إطار التحالف من أجل التعددية الذي وافق العام الماضي على انضمام رومانيا فيه.

وتهدف إجراءات سياستنا الخارجية أيضاً إلى تعزيز علاقات وشراكات رومانيا الاستراتيجية أو الأخرى التي لها صفة استراتيجية جزئية، وكذلك مع الدول الأخرى التي نتعامل معها مع القيم والمصالح الأساسية. ويبقى على هذا الأساس تعميق العلاقات والشراكات الاستراتيجية مع دول مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا مصدر اهتمام دائم.

وتبقى بولندا أيضاً شريكاً وثيقاً لرومانيا ونتعاون معها عن كثب في الشؤون الأمنية والإقليمية، كما نواصل تطوير العلاقات مع تركيا. وفي الوقت نفسه، من المهم الحفاظ على علاقة تعاونية قوية مع المملكة المتحدة – ونحن نعمل على تحديث شراكتنا الاستراتيجية. نتشارك القيم والعديد من الأهداف المشتركة في مجالات العمل مثل مكافحة تغير المناخ أو الإرهاب أو تكثيف التعاون الأمني في البحر الأسود. وأخيراً وليس آخراً، سنواصل دعم ازدهار وأمن دول غرب البلقان، بما في ذلك من خلال سياسة توسيع الاتحاد. وخارج الفضاء الأوروبي، نولي الاهتمام اللازم للعلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين الرائدين، مثل إسرائيل واليابان وجمهورية كوريا وكندا.

وفيما يتعلق بالعلاقة التقليدية مع الصين، نبحث عن حلول تتوافق مع الأمن القومي والمصالح الاقتصادية. ومن الواضح أننا نفكر في التزامن مع النهج الاستراتيجي للاتحاد والإبلاغ عن ديناميات علاقات الشركاء عبر المحيط الأطلسي مع هذا اللاعب العالمي المهم للغاية الذي هو الصين.

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في أفغانستان، سنشارك بنشاط مع شركائنا في الحد من الآثار الأمنية قدر الإمكان. وأغتنم هذه الفرصة لأجدد التقدير لنشاط خلية الأزمة المشتركة بين المؤسسات التي تنسقها وزارة الخارجية والتي تمكنت من إعادة 49 مواطناً رومانياً و 7 مواطنين من دول حليفة وإجلاء 156 مواطناً أفغانياً حتى الآن. أما بالنسبة لروسيا، فإن موقفنا لم يتغير: العلاقة الطبيعية تعتمد على العودة إلى السلوك الذي يمكن التنبؤ به، على أساس احترام القانون الدولي. ونشاهد استمرار في تجميد عملية حل النزاعات التي طال أمدها، في حين أن عسكرة القرم والبحر الأسود لا تزال مقلقة.وفي هذا السياق، فإن الإجراءات التي تزداد وضوحاً للدبلوماسية الرومانية على المستوى الإقليمي بشأن ملف النزاعات المجمدة أمر مرحب به، من خلال الجهود المبذولة لإبراز هذا الموضوع وزيادة وزنه في المناقشات على المستوى الأوروبي. وأشير هنا إلى النهج المنسق مع الدول الأخرى ذات القيم والأهداف المشتركة، بما في ذلك الإجراءات المؤثرة، مثل الجولة المشتركة في جنوب القوقاز لرؤساء الدبلوماسية في رومانيا والنمسا وليتوانيا، بالتنسيق مع الممثل السامي لمجلس وزراء الإتحاد الأوربي.

وعند الحديث عن مناطق الجوار، أعربنا عن قلقنا الشديد بشأن تطور الأحداث في بيلاروسيا ونشارك بنشاط في جهود الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن. وتواصل رومانيا دعم هدف مسار أوروبي لا رجعة فيه لجمهورية مولدوفا، وخاصة بعد انتخاب السيدة مايا ساندو رئيساً للجمهورية والانتخابات البرلمانية التاريخية في 11 تموز، التي فازت فيها القوى المؤيدة للإصلاح والموالية لأوروبا. كما نحافظ على دعمنا المستمر لمواطني هذا البلد، كما أثبتنا بالأفعال – لقد وعدت في كانون الأول في زيارتي إلى كيشيناو بمجموعة كبيرة من الدعم، والتي تم تلبيتها بل وتم تجاوزها من خلال تسليم أكثر من 500 ألف جرعة من اللقاحات. وقد ناقشت بعمق مع الرئيس السيدة مايا ساندو وفي 27 آب أيضاً حول التزام رومانيا الراسخ والملموس بأولويات الإصلاح للحكومة الجديدة.

وهذا الدعم الممنوح على أساس الشراكة الاستراتيجية الثنائية للتكامل الأوروبي لجمهورية مولدوفا، سيزداد بشكل كبير من أجل تقريب القيم الديمقراطية والأوروبية، من خلال إصلاحات حقيقية، لصالح جميع مواطني جمهورية مولدوفا. ويجب أن تكون هذه اللحظة الهامة مصحوبة بجهود جادة وشاملة بشكل متزايد للإصلاح والتحول المؤسسي مما سيزيد من قدرة جمهورية مولدوفا على الصمود.

كما تبقى في الوقت نفسه المبادئ الأساسية لسياستنا الخارجية قوية فيما يتعلق بجيراننا المباشرين أو فيما يتعلق بالمناطق الأبعد، ولكن ذات الاهتمام الحالي لرومانيا حيث لدينا دول صديقة: الشرق الأوسط، الهند والمحيط الهادئ، القارة الأفريقية، أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وسوف نستمر في الدعوة إلى التسوية السلمية لجميع النزاعات واحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية والتوطيد الفعال للتعددية ولا سيما داخل الأمم المتحدة.

وقبل أن أختتم خطابي، أود أن أشير بضع إشارات إلى الوضع السياسي الداخلي. في رومانيا، يتم احترام القيم الديمقراطية ودستور البلاد، وحتى إذا كانت لدينا الآن أزمة حكومية، فإننا لا ننحرف عن مسارنا الأوروبي والأوروبي-الأطلسي. وسنجد حلاً جيداً لهذه الأزمة أيضاً. هذه هي الرسالة التي أطلب من كل واحد منكم إرسالها إلى الدول التي تمثلون دولتنا فيها.

رومانيا ما زالت دولة مستقرة، لا تحيد عن القيم والالتزامات المعلنة! أضمن لكم أننا سنجد أنسب الحلول للأزمة السياسية الحالية والحكومة وعملية الحكم ستستمر في رومانيا ولصالح الرومانيين. وأتمنى لكم في النهاية كل النجاح ولدي ثقة كاملة في عملكم المهني للرومانيين ورومانيا! وأخيراً وليس آخراً أتمنى لكم الصحة الجيدة والقوة للعمل! وشكراً لكم!”

(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية https://www.presidency.ro ، بتاريخ 07/09/2021)