تحليل قاسٍ لطبيب روماني: رومانيا تمرّ الآن بكارثة إنسانية

 يقول الدكتور أدريان وينر وهو عضو في مجلس النواب في البرلمان الروماني: “رومانيا تمر الآن بكارثة إنسانية: من إجمالي الوفيات التي تم الإبلاغ عنها أمس في العالم، 5٪ رومانيون”.

ويعرض الطبيب وينر أيضاً أسباب وصول رومانيا إلى مثل هذا الوضع، ومنها تراجع الثقة في سلطات الدولة “وهو أمر مفهوم وطبيعي بعد 30 عاماً من عدم الاستقرار السياسي”.

وكما يقول الطبيب: “في الساعات الأربع والعشرين الماضية سجلنا معدل وفيات يزيد عن ضعف مثيله في أوروبا و6 أضعاف المعدل العالمي. وتم نقل 10.000 شخص إلى المستشفى ومن بينهم 300 طفل. حيث يعاني أكثر من 1.000 شخص من وضع خطير للمرض والبعض منهم على سرير في قسم من أقسام العناية المشددة ATI. ومن إجمالي الوفيات التي تم الإبلاغ عنها أمس في العالم، 5٪ منهم رومانيون حيث 11.5٪ من وفيات أوروبا هي من رومانيا”.

ووفقا له، فإن الغالبية العظمى من هذه الوفيات كان من الممكن منعها من خلال إجراءات التطعيم والوقاية.

ويشرح عضو مجلس النواب أسباب وصول رومانيا، في رأيه إلى هذا “الانهيار الاجتماعي”:

– تراجع الثقة بالسلطات وصناع القرار والطبقة السياسية وهذا “أمر طبيعي بعد 30 عاماً من عدم الاستقرار والخداع والسرقة والاستعراض السياسي الشعبوي المخيف”

– تفتيت المجتمع الروماني وانعدام الرغبة في الصالح العام؛ هناك جدران بنيناها حولنا. إن الافتقار إلى التماسك يجعل القيام بالجهد الجماعي المطلوب في حالة وقوع كارثة وطنية شبه مستحيل

– درجة المعرفة العلمية الدنيئة وعدم وجود التفكير النقدي وظهور الصوت الإجرامي لمناهضي التطعيم المتشددين الذي له أصداء في كثير من مواطني رومانيا برسائل مثل “اللقاح يغير الحمض النووي الخاص بك” و”ستصبح عقيماً”، أو “إن اللقاح تجربة عليكم”، و”إنها مجرد إنفلونزا”، أو ” قتلة” أو” تكميم الأفواه” – إنها التعبيرات التي قتلت في السابق وستستمر في قتل الناس.

– تسييس الأزمة الصحية. إن “الضباع السياسية” الذين شوهوا بشكل دائم أي إجراء رسمي أو أي دافع أو أي قرار متعلق بالتطعيم وذلك لحصولهم على “الأفضلية في الانتخابات” أو “زيادة نية التصويت”. لدينا حزب يقول عقائدياً إنه مناهض للتلقيح وهؤلاء الناس لديهم مقابر وراءهم. لقد حافظوا باستمرار على التردد في التلقيح وعدم التطعيم ويستمرون في ذلك حتى الآن.

كما يختتم الطبيب وينير تحليله: “إن تطور الكارثة الحالية في بلدنا يعتمد في المدى القصير على مسؤولية كل واحد منا، وليس على صانعي القرار، سواء اخترنا أن نكون جزءاً من الجهود المبذولة لتقليل انتقال العدوى في المجتمع واخترنا ارتداء الكمامة أو تجنب السفر غير الضروري، أو التطعيم. كل شيء يعتمد على كيف ننجح في الاعتناء ببعضنا البعض. ويمكن أن يكون لقرار كل منا وقرارنا كمجتمع تأثير على عدد الوفيات وعلى عبء أجنحة العناية المشددة ATI وعلى المعاناة الحالية التي لا توصف في المستشفيات”.

(المصدر: الموقع وكالة ميديافاكس للأنباء https://www.mediafax.ro ، بتاريخ 29/09/2021)