مشاركة الرئيس الروماني في اجتماع المجلس الأوروبي

شارك الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس في الفترة ما بين 21 – 22 تشرين الأول 2021 في اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل، مملكة بلجيكا.

وكانت المواضيع الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع هي تطور وباء كوفيد -19 وارتفاع أسعار الطاقة وأزمة الطاقة والهجرة والسياسة التجارية الأوروبية والأجندة الرقمية للاتحاد الأوروبي والعلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وفيما يتعلق بجائحة كوفيدـ19 تعكس استنتاجات المجلس الأوروبي التي اعتمدها قادة الاتحاد الأوروبي التقدم الكبير الذي تم إحرازه على مستوى الاتحاد في مكافحة الجائحة بعد حملات التطعيم في الدول الأعضاء مع الإشارة إلى أن الوضع في بعض الدول الأعضاء لا يزال مقلقاً وهناك أيضاً حاجة إلى تكثيف الجهود للحد من تردد المواطنين أمام قرار التطعيم بما في ذلك من خلال مكافحة المعلومات المضللة ولا سيما على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وتؤكد استنتاجات المجلس الأوروبي أيضاً على أهمية استمرار التنسيق لتسهيل الحركة الحرة داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه. ومن أجل تعزيز قدرة الاتحاد على الصمود في مواجهة الأزمات الصحية دعا المجلس الأوروبي إلى استكمال المفاوضات حول الحزمة التشريعية للاتحاد الصحي ولضمان مشاركة الدول الأعضاء بشكل صحيح في إدارة الهيئة الأوروبية للاستعداد والاستجابة للطوارئ (HERA).

وأشار الرئيس كلاوس يوهانيس إلى الأزمة التي تمر بها رومانيا من حيث زيادة عدد الإصابات بمرض كوفيدـ19 وشكر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على دعمها لرومانيا من خلال آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية.

ودعا الرئيس الروماني إلى تكثيف الجهود لمكافحة تردد المواطنين أمام قرار التطعيم والمعلومات الخاطئة التي تعد من الأسباب الرئيسية لانخفاض معدل التطعيم.

وناقش القادة الأوروبيون التطورات الأخيرة فيما يتعلق بارتفاع أسعار الطاقة. ودعا المجلس الأوروبي في استنتاجاته الدول الأعضاء إلى الاستخدام العاجل والفعال للإجراءات التي اقترحتها المفوضية الأوروبية لحماية المستهلكين الأكثر ضعفاً على المدى القصير ودعم الشركات الأوروبية. وقدم كل من المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي أيضاً دعوة إلى النظر في تدابير متوسطة وطويلة الأجل لضمان توفير الطاقة بأسعار معقولة للمستهلكين والشركات وزيادة مرونة نظام الطاقة وسوق الطاقة الداخلي وضمان أمن توزيع الطاقة ودعم التحول إلى تدابير صديقة للمناخ في هذا المجال. ويدعو المجلس الأوروبي المفوضية الأوروبية إلى دراسة أداء أسواق الغاز والكهرباء والكربون الأوروبية ودراسة ما إذا كانت ممارسات تجارية معينة (بما في ذلك ما يتعلق بأسعار شهادات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون) تتطلب إجراءات تنظيمية إضافية. وسيبقى الموضوع في اهتمام المجلس الأوروبي وسيعود إلى المناقشة في الاجتماع المقبل في شهر كانون الأول.

وأشار الرئيس كلاوس يوهانيس إلى القلق الرئيسي بشأن ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، بالنظر إلى التأثير على المواطنين والشركات وعلى وجه الخصوص على المستهلكين الضعفاء. إن الإجراءات التي اقترحتها المفوضية الأوروبية لإدارة العواقب المتعددة لارتفاع أسعار الطاقة هي خطوة أولى نحو إيجاد الحلول. كما دعا الرئيس الروماني إلى التحديد العاجل لحلول فعالة قصيرة الأجل تهدف في المقام الأول إلى حماية المستهلكين الضعفاء وتجنب الفقر الطاقي. ودعا الرئيس كلاوس يوهانيس في الوقت نفسه إلى اتباع نهج مسؤول على المديين المتوسط ​​والطويل والذي لن يؤثر على القدرة التنافسية للاقتصادات الأوروبية ويوفر القدرة على التنبؤ ببيئة الأعمال.

وسلط الرئيس الروماني الضوء على أهمية استخدام جميع موارد الطاقة المستدامة للاتحاد من أجل تقليل الاعتماد الحالي للطاقة على موردي الطرف الثالث. وأصر الرئيس كلاوس يوهانيس على أن أمن الطاقة الأوروبي يعتمد على استخدام مزيج متوازن من التقنيات ومصادر الطاقة بما في ذلك الغاز الطبيعي والطاقة النووية وهي الاتجاهات التي ينبغي أن توجه السياسات الأوروبية. وطلب الرئيس الروماني في هذا السياق من المفوضية الأوروبية أن تنشر في أقرب وقت ممكن قانون التفويض التكميلي بشأن قواعد التمويل المستدام التي تشمل الطاقة النووية والغاز الطبيعي.

وفيما يتعلق بجدول الأعمال الرقمي للاتحاد، جدد المجلس الأوروبي هدف تحويل المشهد الرقمي في أوروبا كأداة لتحفيز النمو وخلق فرص العمل وضمان القدرة التنافسية وتعزيز السيادة الرقمية والمرونة الأوروبية وتسهيل التحول الأخضر. وتحقيقاً لهذه الغاية يؤكد المجلس الأوروبي على الحاجة إلى سياسات رقمية شاملة ومستدامة مع التركيز بشكل خاص على المهارات الرقمية والتعليم. كما تناول القادة الأوروبيون الاتجاه المتزايد للأنشطة السيبرانية الخبيثة التي تهدف إلى تقويض القيم الديمقراطية وأمن المجتمع الأوروبي. وتؤكد الاستنتاجات مجدداً في هذا الصدد على التزام الاتحاد الأوروبي بفضاء إلكتروني مفتوح وحر ومستقر وآمن، ويتم تشجيع دول العالم على الانضمام والمساهمة في تعزيز هذه القواعد.

وأكد القادة الأوروبيون في هذا السياق على أهمية تطوير الإطار الأوروبي لإدارة الجريمة الإلكترونية والاستجابة لها وتعزيز التعاون مع الدول الشريكة بما في ذلك في المنتديات الدولية. وتناولت مناقشات القادة أيضاً قضية الاتصال الرقمي مما أثار تطوير وتعزيز نموذج اتصال أوروبي قائم على قيم الاتحاد الأوروبي والثقة والشفافية والمسؤولية وحقيقة أن الشراكات مع الدول ذات التفكير المماثل تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز مصالح وقيم الاتحاد عالمياً.

وركزت المناقشات حول الهجرة على البعد الخارجي لهذه الظاهرة وتحليل التقدم المحرز بما يتماشى مع استنتاجات المجلس الأوروبي في هذا المجال في حزيران 2021. ويدعو المجلس الأوروبي في هذا السياق المفوضية الأوروبية إلى تقديم الحلول المالية بشكل عاجل لدعم الإجراءات على جميع طرق الهجرة. ويؤكد المجلس الأوروبي أيضاً أنه لن يقبل أي محاولة لاستغلال الهجرة من قبل دول ثالثة لأغراض سياسية ويدين جميع الهجمات المختلطة الأخيرة على حدود الاتحاد موضحاً أن الاتحاد الأوروبي سيستجيب وفقاً لذلك. وقد تم التأكيد على أن الاتحاد لا يزال ملتزماً بضمان السيطرة الفعالة على حدوده الخارجية. ويشير المجلس الأوروبي أيضاً إلى ضرورة تعزيز الجهود المبذولة لتقليل التحركات الثانوية فضلاً عن ضمان توازن عادل بين المسؤولية والتضامن بين الدول الأعضاء.

وجدد الرئيس الروماني طلب بلاده أن تصبح رومانيا عضواً في منطقة شنغن في أقرب وقت ممكن، وهذا الهدف هو هدف استراتيجي ليس فقط بالنسبة لرومانيا بل أيضاً للاتحاد بأكمله.

وأشار الرئيس كلاوس يوهانيس إلى أنه خلال مرور أكثر من 10 سنوات ولم تصبح رومانيا جزءاً من منطقة شنغن تصرفت رومانيا بحكم الواقع وكأنها دولة عضو مسؤولة وفعالة في منطقة شنغن.

وعلى مستوى العلاقات الخارجية، في الفترة التي تسبق قمة الاتحاد الأوروبي وآسيا (ASEM) أعرب المجلس الأوروبي عن دعمه لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ داعياً إلى تنفيذها بسرعة. وفيما يتعلق بقمة الشراكة الشرقية الذي سيعقد في شهر كانون الأول 2021 تشير استنتاجات المجلس الأوروبي على أن علاقات الاتحاد مع هذه المنطقة تبقى ذات أهمية استراتيجية كبرى.

وفيما يتعلق بهذا الموضوع أشار الرئيس الروماني إلى أن الشراكة الشرقية تبقى واحدة من السياسات الرئيسية للاتحاد في جوارها المباشر كونها ذات أهمية كبيرة لتحديد رؤية استراتيجية طويلة الأجل للاتحاد الأوروبي للتعاون مع دول الشراكة الشرقية. ومن هذا المنظور، دعا الرئيس كلاوس يوهانيس إلى اعتماد إعلان مشترك لقمة الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق، المقرر عقدها في شهر كانون الأول في بروكسل، بمستوى عالٍ من الطموحات، مع تعميق التعاون مع الدول الشريكة المتقدمة.

وأكد الرئيس الروماني على الحاجة إلى دعم الاتحاد الأوروبي من خلال تدابير ملموسة من البلدان الثلاثة الشريكة في الشراكة الشرقية التي ترغب في تعزيز العلاقة مع الاتحاد.

كما صرح الرئيس كلاوس يوهانيس إن رومانيا تدعم مشاركة أكثر نشاطاً من جانب الاتحاد الأوروبي في دعم جهود دول الشراكة الشرقية للتعامل مع النزاعات التي طال أمدها ومكافحة التهديدات المختلطة من أجل تعزيز قدرتها على الصمود. وتحدث الرئيس الروماني في هذا الصدد مؤيداً تطوير التعاون والحوار حول القضايا الأمنية مع دول الشراكة الشرقية.

وأجرى القادة الأوروبيون خلال الاجتماع أيضاً مناقشة حول سيادة القانون في سياق التطورات في بولندا ونقاشاً استراتيجياً حول مستقبل السياسة التجارية الأوروبية دون اعتماد استنتاجات المجلس الأوروبي بشأن هذه القضايا.

(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية https://www.presidency.ro ، بتاريخ 22/10/2021)