مشاركة وزير الخارجية كمتحدث رئيسي في مناقشة المجلس الأطلسي حول “الأمن والتعاون في البحر الأسود”.

شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو يوم الثلاثاء 9 تشرين الثاني 2021 في العاصمة الأمريكية واشنطن كضيف رئيسي في المناقشة التي نظمها مركز الأبحاث المرموق المجلس الأطلسي للولايات المتحدة (ACUS) حول “الأمن والتعاون في البحر الأسود”. وافتتح الحدث رئيس ACUS السيد فريدريك كيمبي وأدارته السفيرة باولا جيه دوبريانسكي، نائبة رئيس مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع لـ ACUS.

ونُظم النقاش خلال زيارة وزير الخارجية الروماني إلى العاصمة واشنطن بدعوة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين وقد أتاح النقاش الذي استضافه ACUS الفرصة لتقديم تقييمات رومانيا حول التحديات الأمنية الرئيسية وليس فقط في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأسود، بالإضافة إلى عرض جهود رومانيا المستمرة للعمل كعامل استقرار وإبراز القيم الديمقراطية في المنطقة وتعزيز هذه القضية على جدول الأعمال الأوروبي الأطلسي، بالنظر إلى أهمية منطقة البحر الأسود في هندسة الأمن عبر المحيط الأطلسي.

وتضمنت عملية تبادل الآراء الذي تمت خلال النقاش مواضيع مثل: التزام رومانيا بالأمن في منطقة البحر الأسود بشكل ثنائي مع الولايات المتحدة وأيضاً على المستوى الإقليمي أو الحلفاء، فضلاً عن التحديات التي يفرضها نفوذ في هذه المنطقة للجهات الفاعلة العالمية التي لا تشترك في القيم والتدابير عبر الأطلسي لمكافحة أو تقليل هذه المخاطر الأمنية بالمعنى الواسع. وأكد الوزير بوغدان أوريسكو أيضاً على الجهود المبذولة لترسيخ الديمقراطية والمرونة الاستراتيجية للدول في منطقة البحر الأسود ومكافحة التهديدات المختلطة، بما في ذلك حملات التضليل المنتشرة في هذا الفضاء وعرض مشاركة رومانيا في إحراز التقدم في النزاعات التي طال أمدها في المنطقة وكذلك احتمال وأهمية زيادة الوجود الأمريكي على جميع المستويات في هذا المجال.

وقدم الوزير بوغدان أوريسكو خلال المناقشة أيضاً المواضيع الرئيسية التي تم تناولها خلال المشاورات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين التي عقدت قبل يوم 8 تشرين الثاني. وأظهر الدبلوماسي الروماني الكبير أنه اتفق مع نظيره على تكثيف التنسيق بين رومانيا والولايات المتحدة بشأن الأمن في البحر الأسود، بما في ذلك داخل الناتو. كما تم تطرق موضوع توطيد موقف الردع والدفاع على كامل الجناح الشرقي بطريقة متماسكة ومتوازنة، وخاصة على البحر الأسود وزيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وفي رومانيا. كما أشار الوزير الروماني أيضاً إلى المناقشات حول قضايا التعاون الاقتصادي والطاقة بما في ذلك آفاق رومانيا في هذا المجال وأكد على أهمية مشاركة الولايات المتحدة في مشاريع الربط البيني الاستراتيجية في المنطقة مثل Rail2Sea ​​و Via Carpathia.

وفيما يتعلق بأمن منطقة البحر الأسود وتنميتها أكد الوزير الروماني على الجهود التي تبذلها رومانيا على مدى عقدين من الزمن لوضع قضية أمن البحر الأسود على جدول الأعمال عبر الأطلسي بالنظر إلى أن الأمن في منطقة البحر الأسود جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة الأوروبية الأطلسية، مع تأثير على المنطقة الأخيرة. وذكر أن منطقة البحر الأسود كانت على مدى العقود الثلاثة الماضية على الأقل ساحة نزاعات ويستمر هذا الاتجاه في هذا الفضاء. وبالتالي، ووفقاً للوزير الروماني يجب أن تثير هذه التطورات المقلقة قلقاً واسعاً حيث لا يزال خطر ظهور تحديات أمنية جديدة كبيراً.

وفيما يتعلق بالأولويات التي تنتهجها رومانيا في عملية تطوير إستراتيجية أمريكية لأمن البحر الأسود وزيادة المشاركة الأمريكية في هذه المنطقة، أكد كبير الدبلوماسية الرومانية على انفتاح رومانيا ورغبتها في المساهمة في تطوير هذه الاستراتيجية مؤكداً على أهمية أن تكون للإستراتيجية نهجاً متعدد الأبعاد يتجاوز الأمن بالمعنى التقليدي والذي يجب أن يشمل أيضاً حل النزاعات التي طال أمدها في المنطقة وإدارة التحديات المختلطة الهجينة وتعزيز المرونة الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية.

وأشار الوزير أوريسكو أيضاً إلى التحديات الهجينة الأخرى التي تواجه المنطقة مثل تلك المتعلقة بأمن الطاقة، وضرب مثالاً على أزمة الغاز في جمهورية مولدوفا، فضلاً عن التحديات الاقتصادية الناتجة عن وباء كوفيدـ19 وأهمية ترسيخ الديمقراطية في المنطقة.

كما شدد الدبلوماسي الروماني في الوقت نفسه على أهمية اتباع نهج موحد ومتماسك ومتوازن للجناح الشرقي بأكمله، مما يعزز ترسيخ موقف الردع والدفاع، بما في ذلك عن طريق زيادة الوجود العسكري الأمريكي في رومانيا وفي جنوب الجناح الشرقي، إلى جانب زيادة الرؤية الموحدة من حيث تخصيص الموارد بين شمال وجنوب الجناح الشرقي. كما سلط الضوء على الفرصة التي أتيحت من خلال المفاوضات حول المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو لتحقيق هذا الهدف.

كما أشار إلى أهمية شكل ثلاثية رومانيا وبولندا وتركيا بشأن القضايا الأمنية، حيث تمت دعوة ولأول مرة وزيري خارجية جورجيا وأوكرانيا في اجتماعها في نيسان 2021 الذي استضافه الوزير أوريسكو في بوخارست حيث تم إرسال إشارة قوية بشأن دعم الدول المشاركة للدولتين في سياق أمني متوتر. كما أشار الوزير أوريسكو إلى أهمية وكفاءة صيغة بوخارست 9 مستحضراً الحضور والرسائل المهمة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن في دورة هذا العام من قمة B9، التي استضافها رئيس رومانيا السيد كلاوس يوهانيس.

وفيما يتعلق بمكافحة المعلومات المضللة، شدد الوزير بوغدان أوريسكو على الجهود الإقليمية التي تبذلها رومانيا لدعم الصحافة المستقلة وحرية الإعلام – بما في ذلك من خلال التبرعات الأخيرة من صناديق المساعدة الإنمائية لبلدان مثل بيلاروسيا وجمهورية مولدوفا، من خلال الصندوق الأوروبي للديمقراطية. وبالإضافة إلى ذلك، أشار الوزير الروماني إلى أهمية توعية الجمهور بالروح النقدية المستهلكة للمنتجات الإعلامية بما في ذلك عن طريق تعبئة وتنسيق المؤسسات العامة والرسائل التي ترسلها بشأن مواضيع ذات أهمية كبرى. وأشار الوزير الروماني في هذا السياق إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه المركز الأوروبي الأطلسي للصمود، الذي تم إنشاؤه هذا العام والذي هو الآن قيد التشغيل، وكذلك أهمية الإجراءات الملموسة من أجل زيادة ثقة الجمهور، مع إعطاء مثال وهو الإجابة للتحديات المعقدة الناتجة عن أزمة الوباء.

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الصين، شدد الوزير الروماني على الطابع الحديث للإطار التنظيمي الروماني الذي يتبع نهجاً مبدئياً ويأخذ في الاعتبار مصالح رومانيا الوطنية والتزاماتها فيما يتعلق بالشركاء والحلفاء الدوليين، مثل الولايات المتحدة.

وذكر الوزير بوغدان أوريسكو في هذا السياق أن رومانيا كانت أول دولة في العالم توقع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن أمن شبكات الجيل الخامس، في عام 2019، تنعكس الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب هذا القانون في التشريع الجديد، إلى جانب لوائح الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الموضوع. كما سلط الوزير الروماني الضوء على أهمية المسؤولية من حيث أمن شبكات الاتصالات وبيئة المعلومات مشيراً إلى أن رومانيا ردت، إلى جانب الحلفاء والشركاء على الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الصين. كما شدد رئيس الدبلوماسية الرومانية على نهج رومانيا تجاه التعاون مع الصين على المستوى الثنائي، العملي والقائم على المبادئ، والذي يركز على الاحترام المتبادل ومراعاة جودة رومانيا كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وكشريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.

كما شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو يوم الثلاثاء بتاريخ 9 تشرين الثاني في مائدة مستديرة استضافها أيضاً ACUS جنباً إلى جنب مع الخبراء والمحللين وصناع القرار حول مبادرة البحار الثلاثة، مع التركيز على مشاريع الترابط الاستراتيجي ذات الأولوية التي تروج لها رومانيا مثل Rail2Sea ​​و Via Carpathia. ودعا الوزير الروماني في هذا السياق إلى زيادة مشاركة إدارة واشنطن في المشاريع المذكورة بما في ذلك من منظور الفرص لتنويع الوجود الأمريكي في المنطقة، بالإضافة إلى الوجود العسكري. كما أكد الوزير بوغدان أوريسكو على أهمية مشروعي Rail2Sea ​​وVia Carpathia من أجل التعافي الاقتصادي بعد الأزمة في هذه المنطقة، فضلاً عن أهمية المشروعين من حيث التنقل العسكري على الجناح الشرقي. وتطرق الوزير الروماني إلى المناقشات الجارية حول هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية، داعياً إلى التدخل المباشر للجانب الأمريكي في هذه المشاريع، بما في ذلك من خلال المشاركة المالية.

(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 10/11/2021)